أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الجهة الأخرى_ثرثرة














المزيد.....

الجهة الأخرى_ثرثرة


حسين عجيب

الحوار المتمدن-العدد: 1726 - 2006 / 11 / 6 - 10:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دوما توجد جهة أخرى.
توجد عوالم وإمكانيات غير محدودة خلف ما نحب وما نكره وما نخاف, ويوجد أكثر خلف ما نعرف أو يمكننا أن نعرف ونصل, هناك تمتد الجهة الأخرى, منبع الإثارة والغموض.
بشكل مباشر, المختلف يحدد الجهة الأخرى, بعد خطوة نجد أن الجهة الأخرى كانت موجودة أيضا في المعارف والخبرات, وكانت المشكلة في نقص الانتباه والإدراك كما في التركيز والمبالغة في الحماس.
التعدد أكثر من كلمة تلقى على عجل, ونشمّر بعدها للعمل أو للنوم.
أتصّور النفس البشرية توازي الكون في تعقيده وغموضه, وقبل ذلك في إلفته وقربه. ومشكلة البداية والنهائية التي نعرفها عند الآخر بالملموس, تصلح كرمز مناسب جدا للعلاقة بين النفس والكون, ونعرف جميعا بالتجربة, كم يصعب التعبير بالكلام عن الشعور المباشر والعميق.
الله مع العقول المنفتحة_أكانت مؤمنة أو غير ذلك_ أكثر ما يشير للجهة الأخرى.
القانون رمز أبوي أوّلي(بدئي ومطلق) يقابله الفن كرمز أول للأم. أحدهما جهة أولى والثاني يدلّ على الجهة الأخرى كأثر ورمز, لا كوجود قابل للعيش والاختبار, إلا منطلقا من نقيضه الجهة الأخرى, تلك العبارة التي تجمع بين الألغاز والحواس لمرّة واحدة مهما تكررت.
أظن مشكلة السعادة من نفس النوع تماما, قوى المعرفة والتملّك تدلّ عليها كأثر ورمز, وتدفعها إلى الوراء, مهما جهدنا ورغبنا وحاولنا.
الشاهدة رمز الميت وهويته.

أعرف غياب الحب, ضعف الدوافع والشغف, وأجهل ماهية الحب والشغف.
أعرف الخوف في الهروب منه, وفي نصب الدفاعات بلا توقف.
مرة كنت هناك. ظننت نفسي عاشقا, وظننت نفسي معشوقا, كنت هناك....يا إلهي!
*
من يناديني في هذا الوقت المتأخر؟
من أنتظر في هذا الوقت المتأخر؟

سمعت الصوت وتعوّدت عليه, الخطوط المتغضّنة فوق جبيني, سنواتي الثقيلة فوق البشرة ولون الشعر, ما تركه صراع الارادات والرغبات,بيننا.
قلت_ وكما فعل الهارب في كل العصور_ سأختار جهة الخسارة, كي أطمئن وأرتاح ولا يبقى ما يتهدد حريتي و يعكّر الفراغ حولي.
قلت, لأختار الفريق الأقوى, ونسيت ما أنا عليه من الهشاشة وضيق الحيلة.
قلت سأبقى متفرجا كما كنت وكما فعل أسلافي في مواسم الهيجان.
تركت الطرق تمتد وتدور وتتقاطع وتدور, كي تعيد إلي خطواتي.
كنت رجلا في السادسة والأربعين, أدفعه بلطف ونعومة إلى الهاوية.

جلست على الجهة الأخرى
أفرك يديّ بقلق وشغف وخوف
كما يجدر بصديق أن يفعل, أو يفكر, أو يقول
فاتني الأمس وفاتني اليوم
وما أحبه سبب شقائي.
*
مرات أتورط في موضوعات وعناوين صعبة مثل الجهة الأخرى, وأروح أتخبط بين ذاكرتي الثقافية وتجربة الحاضر والمشاعر المتضاربة,فأتوقف لأيام عن متابعة المادة, وفجأة وكما يحدث اليوم, يبدأ سياق آخر, سببه أحداث أو أفكار غير متوقعة. منها ذو أبعاد إقليمية وعالمية مثل حكم الإعدام على حاكم العراق السابق صدام حسين واثنين من معاونيه. ومنها عابر وذو طابع محلّي يخصّ مدينة اللاذقية بالحصر, مثل سلطان الفلافل الذي أطعمني هذا الصباح.
وهناك داخل المعمل النفسي الخاص بي, تتحول الأحداث إلى أشكال وصيغ غريبة وجديدة.
في دكان الفلافل أشرقت فكرة في ذهني وعقلي, ماذا لو أحببت المكان وشخوصه الغرباء؟
أليست طريقة ومنهج في العيش يحققان إخماد التوتر ويحافظان على الشغف بنفس الوقت؟
بدل كل أشكال الحب التقليدية والسلفية بجد,ّ وبقية صيغ التعلّق بالماضي, ماذا لو بدأت علاقة عشق بالمدينة_ عناصرها وتفاصيلها وأشخاصها العابرون_ تماما كحالة رسام يعشق لوحته؟
عودة ميت واحد
تكفي
لصحوة الجميع
*
أظنها فكرة صائبة أن أبدأ الآن بعلاقة جديدة, مع الطريق والمقهى والمارة المستعجلون بملامح تخصّهم وأفكار ليس لدي أي تصور حولها.
من جهة يتحقق إشباع عاطفي فشلت في الحصول عليه فيما مضى, الأحبة والأهل والأصدقاء لديهم شروط ومتطلبات ليست بحوزتي وخارج مقدرتي وإرادتي, وعلاقاتي السابقة حصادها الندم والكثير من القلق والتوتر.
من جهة أخرى_أعود للجهة الأخرى_ لست مضطرا للتضحية بحريتي, بل العكس, منابع ومصادر هائلة للحرية الشخصية وهي دوما بمتناول الجميع, صارت بحيازتي!
قلق الصباح كاد يتسبب لي بالجنون, ومشوار صغير إلى مكتبة الزعيم, وفي طريق العودة توقف قصير عند سلطان الفلافل, وها أنا في غرفتي وأمام كمبيوتري بمزاج عال, رغم زلزال العراق اليوم, البلاد التي ألهبت خيالي ومشاعري دوما.
كنت وما زلت أتمنى لو ترك لصدام حسين وبقية السجناء في العراق وفي العالم, خيار آخر, غير السجن وغير الإعدام. مثلا أن تحوّل حريتهم الشخصية في اتجاه آخر...تجربة العيش في المناطق غير المأهولة و المقفرة, المناطق الصحراوية أو الجليدية أو القطبية, أو اختبارات للتجارب المجهولة لنا, أي شيء سوى _السجن أو الإعدام_ هما وصمة عارنا كأحياء تفكر.
*
ليلة البارحة لم أرى في أحلامي سوى الموتى, خالي وأبي وأصدقائي ومعارفي القدامى...استيقظت في حال سيئة للغاية, الموت, هذا اللغز المحيط بنا والمحدد الأول للماهية الحية, نستعجله..نسعى إليه...نخافه, وبعد كل شيء نستخدمه بلا تفكير ولا تردد.
لست في أي جهة, لا الأولى ولا الأخرى ولا الأخيرة, أنا الفراغ فيه ومنه أتنفس وأتعذب.



#حسين_عجيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدائل الأم السيئة_ثرثرة
- السعادة ليست في الطريق_ثرثرة
- قبر حسين عجيب_ثرثرة
- سيرورة الحداد الناقص(حلقة كآبة)_ثرثرة
- تورّط عاطفي_ثرثرة
- رسائلي أنا إليهم
- فنون المتعة والاستمتاع_ثرثرة
- رسائلهم_ثرثرة
- مستقبل الشعر_ثرثرة
- إني أستسلم_ثرثرة
- الغراب الأبيض -مسودة ثانية-
- كيف أثبت براءتي_ثرثرة
- كيف ينتهي الماضي_ثرثرة
- الفرح السوري_ثرثرة
- كلامنا المسروق_ثرثرة
- الجوار القاتل_ ثرثرة
- الغراب الأبيض_ مسودة أولى
- خسارة كيكا وعالم الأنترنيت_ثرثرة
- حصن الدفاع الأخير_ثرثرة
- سقف التوقع_ ثرثرة


المزيد.....




- سفير الإمارات لدى أمريكا يُعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي: ...
- أول تعليق من البيت الأبيض على مقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- حركة اجتماعية ألمانية تطالب كييف بتعويضات عن تفجير -السيل ال ...
- -أكسيوس-: إسرائيل ولبنان على أعتاب اتفاق لوقف إطلاق النار
- متى يصبح السعي إلى -الكمالية- خطرا على صحتنا؟!
- الدولة الأمريكية العميقة في خطر!
- الصعود النووي للصين
- الإمارات تعلن القبض على متورطين بمقتل الحاخام الإسرائيلي تسف ...
- -وال ستريت جورنال-: ترامب يبحث تعيين رجل أعمال في منصب نائب ...
- تاس: خسائر قوات كييف في خاركوف بلغت 64.7 ألف فرد منذ مايو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين عجيب - الجهة الأخرى_ثرثرة