|
عن ( المتواتر السعودى / تبرعات مشبوهة / بين البحرين حاجزا )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن-العدد: 7688 - 2023 / 7 / 30 - 19:12
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
السؤال الأول : ماذا تقول عما فعله ولى العهد السعودى الذى نسف الأحاديث النبوية واستبقى منها مائة حديث متواتر فقط ؟
إجابة السؤال الأول : أولا : 1 ـ الذى يؤمن بحديث واحد فقط مع القرآن يكون كافرا بالله جل وعلا وبرسوله . هذا مفهوم من قوله جل وعلا : 1 / 1 : ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) الجاثية ) 1 / 2 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات ) 1 / 3 : ( فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ). 2 ـ الحديث المتواتر الوحيد هو حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم . كل الأحاديث ليست متواترة ، بل هى أحاديث آحاد صنعوا لها أسانيد فى العصر العباسى تصلها بالنبى محمد عليه السلام زورا وبهتانا . ينطبق هذا على أوائلها فى الموطا لمالك وكانت حوالى ألف حديث فقط و( الأم ) للشافعى ،وقد وصل بها الى عدة آلاف ، ثم تضاعف عددها أضعافا فى القرون التالية . ولأنها مشكوك فيها فقد إخترعوا لها ما يسمى بالجرح والتعديل ، وهم فيه ايضا مختلفون، فلم يتفقوا على أن فلانا من الرواة عدل ثقة أو ضعيف ومدلس . لوكانت تلك الأحاديث متواترة ما كانت هناك حاجة للاسناد ، وما إحتاج الاسناد الى جرح وتعديل . 3 ـ ليس فى القرآن الكريم إسناد وليس فيه جرح أو تعديل ، إنه هو الذى حفظه رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا : 3 / 1 : ( إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (9) الحجر ). 3 / 2 : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ (41) لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)فصلت ) 4 ـ الحقيقة أن الأديان الأرضية يمتلكها أصحابها ، هم الذين يؤلفونها ، وهم الذين يعدّلونها ، وهم الذين يختلفون فيها . حتى عصرنا هذا ترى الألبانى يقوم بالتصحيح والحذف . وليس له الرأى الأخير ، فهناك من لا يعجبه عمل الألبانى ويضع عليه تحفظات ، ثم لا يزال المجال مفتوحا لتعديلات أخرى . 5 ـ ثم مؤخرا يأتى ولى العهد السعودى بسياسة جديدة يريد بها أن يستأصل نفوذ شيوخ الوهابية ، وهم أصحاب المشاكل ، فيضع النشطين منهم فى السجون لأتفه الأسباب . ثم لنفس الغرض السياسى ينسف مشروعيتهم الدينية السنية الوهابية بإلغاء كل الأحاديث ، ويستبقى منه أقل القليل بزعم أن هذه الأقلية هى المتواترة . هذا مع أن ( علماء ) الحديث فى العصر العباسى إختلفوا فى عدد الأحاديث المتواترة ، منهم من قال إنها لا توجد اصلا ، ومنهم من قال إنه حديث واحد متواتر هو ( من كذب علىّ فليتبوأ مقعده من النار ) وإختلفوا فيه فرواه بعضهم ( من كذب علىّ متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ) . واكثرهم تفاؤلا وصل بعدد الحديث المتواتر الى سبعة فقط . ثم يأتى ولى العهد السعودى ليتخيّر منها مائة ، لم يقل معيار إختياره للمتواتر . لكنه هو صاحب الدين ، وعلماء هذا الدين الذين يوالونه رغبة ورهبة وخوفا وطمعا ، يقولون له ( آمين ) فهم مماليك له ، وهو يتخيّر من دينه الملاكى ما يشاء ، وهم يوافقونه ، ولو تخيّر لهم قصيدة الأطلال ( تأليف ابراهيم ناجى وتلحين رياض السنباطى وغناء أم كلثوم ابراهيم ) وجعلها من الأحاديث المتواترة فلن يرفضوا ، لأن من يرفض فليهنأ بسجن الحائر .!. أخيرا : تدبر قوله جل وعلا : ( أَمْ لَكُمْ كِتَابٌ فِيهِ تَدْرُسُونَ (37) إِنَّ لَكُمْ فِيهِ لَمَا يَتَخَيَّرُونَ (38) القلم ). ودائما : صدق الله العظيم .! السؤال الثانى : أنا رئيسة جمعية ( ... ) وهى جمعية أهلية لرعاية الأرامل الفقيرات . ونحن نتلقى تبرعات ، وبعض من يتبرع تحوم الشبهات حول أمواله . فهل يجوز للجمعية قبول تبرعات منهم ؟ إجابة السؤال الثانى : 1 ـ لا شأن لكم بمصدر أموال من يتبرع . هو الذى يتحمل المسئولية أمام الله جل وعلا . والله جل وعلا لا يقبل الصدقة من المال الحرام ، قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلاَّ أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ (267) البقرة ). والله جل وعلا سيحبط العمل الصالح للشخص الكافر ، ولن يدخل بها الجنة ، بل سيتحسر عليها وهو فى النار. قال جل وعلا : 1 / 1 : ( كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ (167) البقرة ) . 1 / 2 ـ ( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً (23) الفرقان ) 1 / 3 ـ ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاءً حَتَّى إِذَا جَاءَهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئاً وَوَجَدَ اللَّهَ عِنْدَهُ فَوَفَّاهُ حِسَابَهُ وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ (39) أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40) النور ). هذا إن مات على كفره ولم يتب . 2 ـ لا شأن لك بهذا . ليس عليك أن تقيمى محكمة تفتيش وتدقيق لمن يتبرع للجمعية . الذى عليك أن تقبلى منهم صدقاتهم ، وتعطيها المستحقين بكل أمانة ونزاهة . والله جل وعلا على كل شىء شهيد . السؤال الثالث : ما معنى ما جاء فى سورة النمل ( وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً ) ؟ ما هما البحران ؟ وما هو الحاجز ؟ إجابة السؤال الثالث : أولا : قال جل وعلا فى إثبات أنه جل وعلا لا إله معه : 1 ـ ( أَمَّنْ جَعَلَ الأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإله مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ (61) النمل ). 2 ـ ( وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَحْجُوراً (53) الفرقان ) 3 ـ ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ (19) بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لا يَبْغِيَانِ (20) الرحمن ). ثانيا : المشترك هنا أنه عندما يصب الماء العذب للنهر فى الماء المالح للبحر لا يمتزجان ، يظل بينهما ( برزخ ) أى حاجز مانع فلا يبغى أحدهما على الآخر . السبب هو أن ماء النهر أقل كثافة، بينما ماء البحر المالح أكثر كثافة ، لذا يرتفع ماء النهر فوق ماء البحر. ثالثا : نلاحظ وصف النهر والبحر بالبحرين . وأن البحر المالح يشمل ما يسمى الآن بالمحيطات .
#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أسئلة عن الأحوال الشخصية وردت لنا ونجيب عليها
-
عن ( مشهود / خلود المستبد فى النار / يقولون ما لا يفعلون )
-
عن ( حديث القسطنطينية / كل يوم هو فى شأن / ملة ابراهيم )
-
توابع الطلاق : المتعة والحضانة
-
عن ( يقيم الصلاة ولا يصلى / مستبصرين )
-
توابع الطلاق : النفقة
-
عن ( الفتوحات / آثار فرعونية / الهجرة / إمامة الصلاة / لا وق
...
-
القاموس القرآنى : جهل ومشتقاتها
-
عن ( تلاوة القرآن الكريم / التعميم والاستثناء فى القرآن الكر
...
-
توابع الطلاق : العـــدة
-
الطلاق فى الدين السنّى
-
عن ( غسق وغاسق وغساق وحميم ).
-
تشريع الطلاق فى الاسلام من وجهة نظر قرآنية
-
عن ( نوعى الخصومة / زواج المحلل )
-
الظهار وقطع العلاقة الزوجية
-
عن ( وإن جاهداك / توسلهم بالنبى عند النسيان )
-
قطع العلاقة الزوجية بالفسخ
-
عن ( هارون وزيرا لموسى / زوجة خائنة )
-
هذا الجاهل الجهول .. ماذا يقول ؟
-
عن ( نسوا الله / وبال / مجاهد فى النار / الشكوى )
المزيد.....
-
اللواء سلامي يشدد على قوة إيران الإسلامية في مواجهة الضغوط
-
اللواء سلامي: هذه الانجازات هي للرد على اي تهديد ضد ايران وا
...
-
بالودان يواصل استفزاز المسلمين ويحرق نسخة أخرى من المصحف أما
...
-
-ليس المسلمون فقط-.. نجيب ساويرس يثير تفاعلا عن رفضه مخططات
...
-
الإفتاء بين الإرشاد الديني والتوظيف السياسي
-
صحيفة إسرائيلية: ممثل يهودي يشبه أفعال إسرائيل بجرائم النازي
...
-
“الأرنب والثعلب”.. اضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor
...
-
“فرحي أولادك طوال 24 ساعة” استقبل حالا تردد قناة طيور الجنة
...
-
بزشكيان: منظمة التعاون الاقتصادي تساهم في تعزيز التنسيق بين
...
-
قائد الثورة الاسلامية يوافق على عفو و تخفيف عقوبة اكثر من 3
...
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|