عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7686 - 2023 / 7 / 28 - 22:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نحن وجدنا مثل باقي الكائنات الأخرى وعلينا التأقلم وتنظيم أنفسنا مادام لنا وعي وعقل ومتسع من الوقت وليس هناك أي هدف من وجودنا إلا لتخريب هذا الكون الجميل بقاذوراتنا وجشعنا وحروبنا وإفسادنا للطبيعة والمحيط بصنع الأسلحة الفتاكة والقنابل النووية والجرثومية والبيولوجية. فنحن كسائر الحيوانات نأكل ونشرب وننام ونتكاثر وفي النهاية نفنى ونموت دون رجعة أو عودة. وعلى خلاف ذلك ترى الأديان أن الإنسان وجد ليعبد ويسبح ويطيع ويحمد من في السماء ويأكل ويشرب وينكج كسائر الحيوانات ويموت وهو يحلم بالخلود ليجد نفسه بعد موت طويل حيا يرزق وكل واحد حسب ما فعل في دنياه فإما جنة موعودة يكثر فيها الخمر والزنا والدعارة والأفلام الإباحية والغلمان والنساء بكل الألوان والأشكال والمقاسات لمن أطاع سيد السماء وشهد بوجوده دون أن يراه أو يكلمه و أما من ولد وهو لا يعلم بوجود إله أو لم يصدق ما يقال عنه فقد تنتظره ويلات نار جهنم وبئس المصير فلا خمر ولا لبن ولا عسل ولا نساء ولا حتى شربة ماء فغضبة الرحمان على هؤلاء الصياع المارقين الناكرين للجميل قاسية وماحقة. وقد مات الكثيرون منذ زمن طويل واندثرت عظامهم وتحولت إلى سماد للحشائش وغبارا ووليمة لذيذة للديدان ومازال الحلم قائما والإنتظار قاتلا ومملا ولم يعد للحياة التي غادرها مكرها أي بشر ليقص علينا حقيقة الأمر وما عايش وشاهد وتمتع وهل هناك يطيب العيش والمقام وهل قابل ربه واستحم بالخمر ووقع بصره على ما كابده جماعة الضفة الأخرى حيث يعيش المغضوب عليهم ضنكا شديدا وهل هناك أمل في العفو عنهم بعد أن دفعوا ضريبة عقوقهم أم هو الحكم المؤبد كما وعدوا به؟
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟