أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - النوافذ المحطمة في بلداننا














المزيد.....


النوافذ المحطمة في بلداننا


ادهم ابراهيم
(Adham Ibraheem)


الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 15:06
المحور: المجتمع المدني
    


النوافذ المحطمة في بلداننا 

عندما تضرر عمود الكهرباء في شارعنا في احدى المدن الاوروبية ، قامت البلدية في اليوم التالي باصلاحه ، رغم اضراره الطفيفة .
فتذكرت كيف ان الشوارع في بلادي مليئة بالنفايات وعلامات المرور المخربة ، والارصفة المتكسرة ، والحدائق والساحات العامة المهملة .

ان ذلك يعود الى نظرية النوافذ المحطمة، او الشباك المكسور .

حيث اتفق علماء الاجتماع والاجرام على أن ترك الزجاج المكسور في أي مبنى دون اصلاحه يؤدي حتماً إلى تكسر بقية الشبابيك ، ومن ثم سرقة ونهب ماتبقى من موجودات البناية .

لا تقتصر النظرية على النوافذ المحطمة، بل تشمل أيضاً الانقاض المتروكة ، وتكدس القمامة، والشوارع المظلمة . وقد تكون البداية مشكلات بسيطة يمكن معالجتها الا انها تؤدي بالاخير الى فوضى عامة ، وجرائم خطيرة .
   ان البيئة المنظمة والنظيفة في المجتمع تعطي الانطباع بان هناك مراقبة وأهتمام ، وبالتالي تحد من المخالفات والسلوك الاجرامي اوغير السوي .

وعلى العكس من ذلك فإن البيئة المضطربة ، التي لا تتم مراقبتها او الاهتمام بها تعطي اشارة واضحة الى ان السلوك غير الحضاري او المخالف للنظام لايكشف عنه وبالتالي سيكون خارج الاهتمام والعقاب
مثل النوافذ المكسورة ، واهمال النظافة وفوضى المرور . الخ  ، وهذه ترسل إشارة إلى أنعدام المراقبة والمتابعة ، وتعطي الانطباع الى ان السلوك غير السوي ممكن تقبله ، ولا تتم معالجته إلا بشكل ضئيل .
وهنا تبدأ ثقافة المجتمع بالانحدار والتدهور ، من خلال الأشخاص الطارئين غير المرغوب فيهم وسلوكياتهم غير السوية التي لا تلقى الردع او الاصلاح .

فاذا ماظهر الفساد في دائرة من الدوائر ولم تتم معاقبة الفاسدين والمرتشين فسيكون هناك انطباع بالتساهل والقبول من قبل السلطات المعنية ، مما يدفع الى التقليد والانتشار على مستوى الدولة والمجتمع .

وكذلك الشأن بالنسبة للنظافة . فاذا ماتركت القمامة في مكان ما لعدة ايام دون رفعها . فان السكان سيساهمون بزيادتها فتصبح مسألة عادية غير مستهجنة طالما لم تتم معالجتها وازالتها في وقتها .

هنا يتم خلق نمط سلوكي جديد يساهم في خلخلة كيان المجتمع ، ويجعل الناس يشعرون بالاحباط واليأس من اي عمل اصلاحي .

   ان البيئة النظيفة والمتحضرة تسهم في تعايش اجتماعي أفضل . فتطبيق نظرية الزجاج المكسور ومعالجة المشاكل منذ بداياتها الصغيرة على جميع المرافق من دوائر وشوارع ومدارس ومستشفيات يؤدي الى بيئة عامة سليمة تحترم الانسان من خلال الأنظمة والقوانين . وان التساهل بالمخالفات في الشوارع والسرقات البسيطة في الدوائر والشركات يمكن أن تؤدي إلى الفساد  العام الذي ينخر الدولة ويخرب المجتمع .

علينا ان ندرك جميعا ان اهمال الاخطاء الصغيرة سواء في البيت او المدرسة او الدائرة ستؤدي الى خراب شامل ليس في البناء والمواد فقط بل للانسان السوي وبالتالي انحدار  المجتمع . وهذا ما يحصل في بلداننا ومجتمعاتنا مع الاسف . 
ادهم ابراهيم 



#ادهم_ابراهيم (هاشتاغ)       Adham_Ibraheem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتماء الديني والمذهبي لايوجب التفريط بالحقوق الإنسانية
- فرص الاصلاح السياسي في العراق
- اثر الأحجار الكريمة على الإنسان
- اثر الاحجار الكريمة على الإنسان
- ظاهرة تعيين الاقارب في مؤسسات الدولة
- المخدرات في العراق. . المشكلة والحل
- الطريق لعودة سوريا الى الجامعة العربية . هل هي سالكة
- العودة إلى صراع الجنرالات في السودان
- أهمية التدريب
- تهافت الاعجاز العلمي للقرآن
- اصلاح النظام المصرفي في العراق
- الانفراج السعودي الإيراني هل سينهي ازمات المنطقة؟
- في بلداننا أصبح نضال المراة اكثر تعقيدا
- مائة عام من النضال ومازال النفوذ الاجنبي مستمرا
- تحول العراق الى دولة ريعية
- المبالغة في الترويج للمثلية
- احتمالات المواجهة مع ايران
- تفشي ظاهرة العنف ضد الأطفال
- كأس الخليج . . هل سيعيد العراق الى محيطه العربي؟
- الهيمنة الأمريكية الايرانية على العراق


المزيد.....




- -قيصر الحدود- الأمريكي يتحدث عما سيفعله ترامب مع عائلات المه ...
- عاجل | أسوشيتد برس: منظمة عالمية سحبت تقريرا يحذر من المجاعة ...
- وزيرالخارجية اليمني:ندعو الأمم المتحدة وكل المنظمات لتجريم م ...
- قطف مطار صنعاء استخفاف إسرائيلي بالأمم المتحدة
- الاحتلال يُمعن في ارتكاب جريمة إبادة جماعية بزيادة وتيرة تدم ...
- مراسل RT: ممثل الأمين العام للأمم المتحدة والمنسق المقيم توا ...
- في جريمة هي الأكبر ضد الصحفيين في قطاع غزة خلال حرب الإبادة ...
- من لبنان وتركيا والأردن.. ضوابط لعودة اللاجئين السوريين إلى ...
- اعتقال قاضي المحاكم الميدانية في سجن صيدنايا بسوريا
- اعتقال -سفاح صيدنايا- في طرطوس وحراك دبلوماسي سوري مع دول ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ادهم ابراهيم - النوافذ المحطمة في بلداننا