أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سِبَاقُ آلْحِمْلَان















المزيد.....

سِبَاقُ آلْحِمْلَان


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 13:52
المحور: الادب والفن
    


أنا أكتب إذًا أنا مْسَــالي بل أنا حَمَلٌ وديع ... (١)

●الحِمْلان تمارس النميمة ...

الحَــوَّاتُ يغازل إحدى زبوناته .. أخ الزبونة يراقب الحوّات بعين غير راضية .. الأخت تلحظ بطرفيْ عينيْها عشيقا لها مدسوسٌ مركون فْشِي قَنْتْ يسترق نظرات خاطفة إلى الأخت خفية من أخيها ومن بقية الناس .. نظراته فيها شبق .. نظراتها ذات عـلق .. الحوات مستمر في مجاملة الزبونة كَـاعْ ما دّتْـهَاشْ فيهْ (٢) .. كانت منشغلة بمتابعة رصاصات عشيقها .. بشحال ؟ .. قالت .. الأخ يحرس أخته متذمرا .. يستحثها أنْ تعود إلى البيت .. الحوات ينهر الأخ .. الأخت تقول له ماشي شغلك .. الأخ يشزر الحوات .. العشيق يرسل قبلة هوائية خلسة عنهما .. الأخت تتلقف القبلة بلهفة تحضنها بيديها تضعها في قلبها .. "بلا فلوس" .. قال الحوات .. ترمي له 120 ريال .. "آآخْ على بنادم" (٣) .. صاحت في وجهه وآنصرفت .. يتبعها أخـوها ساخطا .. الحوات يتابع طيفها يغادر الزقاق .. العشيق غَيَّر مكانه .. الأخت تلتفت إلى الوراء .. الحوات يرسل إشارة ودية بيديه .. الأخ يمسك بيديها .. الأخت تتفل في الأرض زاعقة شاتمة .. الحوات لم يسمع شيئا .. شاهدها تبصق .. قبض على قلبه وصرخ .. "يا الكَـاويني .. زيدْ لَــهْنَـا الحُوتْ طْــرِي .. " (٤) .. الأخت تبحث بنظراتها التالفة عن عشيقها .. لا تجد أحدا وراءها .. تنظر قدامها .. كان هناك ينتظر ... أنا ما موقعي من كل ذلك .. ؟؟!! .. كانت عيناي تمارسان النميمة تراقبان الجميع خلسة من خلال التبصص من فرجات النافذة ...

●لستُ خروفا ...

_آشْ هاذْ شعكوك النصارى للي عنداكْ هنا ؟؟ ياكْ شحالْ من مرة صَيْفَـتّكْ للحجام .. واش ما هذاكْ الله تْحَيّـدْ هاذ المصيبة للي غادي تعمي ليكْ العينْ شي نهار ...

_آبَّـا راهْ هو ماشي أنا...

_كيفاشْ هو ؟؟

_هُــوَ هُـــوَ للي كاينبتْ فيسَاعْ، عييتْ معاه ...

_يعياو فيك الجنون ينبتْ فيك القرطاسْ ياوحدْ للي ما يسمعشْ .. ياكْ ذاكْ النهار أكدتْ عليكْ باش تمشي عند الحاج قْـوِيدَرْ صاحبي أحسن حجام في المدينة كامْلا ...

_لكن هذاك ما كيعرفش...

_وشكون كيعرف ؟ أنت ؟ ولَّا ذوكْ الحجامين نتاع جوج دُورو للي كيفتشو غي يشلهبو الفلوس على والو...

_آباااا...

_قلت لكْ صافي من الهضرة، سدينا.. غَــدَّا غَــادي تمشي عندو وتكولو أبَّـا سيلمفضل سيفطني أوراهْ غادي يتهلا فيك مزيان (يُغيرُ من حدة لهجته.يتقرب من آبنه متوددا ماسكا كتفيه كصديق) عْـلَى وَدْ سي قويدر صاحبي قديم ايعَزْني مَنْ شحااال هاذي...

_أووه .. هـذاك كيكشط ما كايْحَسَّنْشْ .. هو ما ولف غير الغنم يجز صوفها ...

_إيــوا ما عجبك حال واقيلا ؟؟

_لا

_كيفاش لا ؟؟

_أنــا بَّــا ما شي خروف ... (٥)

●ثم لم تخرج ...

إحداهنَّ ببلوزة بيضاء تحدد تضاريس جسدها الصغير وضفائر على الكتفيْن تتهادى، تدخل على حين غفلة من أعين الآخرين إلى بيت جاري القاطن أسفل.لم تطرق الباب.لمْ أسمع شيئا.وجدَتْه مواربا يستحثها على الدخول.ربما آتفقا على ذلك مسبقا. نظرْتُ إليها تنظر إلى اليمين واليسار ثم كخطاف متوجس تمرق بسرعة السهم.تغلق الباب وراءها ثم لم تخرج ...

●الحِمْلان تلعب التنس بالكلمات ...

رأيتُها .. رأتْني .. عرفتُها .. عرفَتني .. أقتربُ بحذر .. هي بقيتْ بعيدة .. أهدَتْ ليَ آبتسامة جميلة كإشراقة الربيع بعد خريف طويل .. فرددتُ لها آبتسامتها بواحدة أخرى لم تك أحسن منها لأني لم أكُ أومنُ بربيع الأوهام .. قالت شكرا .. قلتُ لا شكر على واجب .. تكلمت معي تكلمت معها .. تكلمنا معا .. هكذا كلام منها كلام مني .. كانت بعيدة وقريبة .. كنت بعيدا وقريبا .. نتبادل الكلام .. نلعب التنس بالكلمات وجمهور غفير من الهوام والدواب الدقيقة يبحلق فينا خلسة من وراء ثنايا النوافذ أو جهارا من فوق السطوح ومن على الشرفات ...

●الحَمَل يقول هائجا لدميته ...

_ أينكِ ؟ احضري حالا .. إني سأغضبُ .. إني غاضب الآن .. أحسن لكِ أنْ تظهري وتقصري الشر .. سأودي بكِ إلى الهاوية يا ولية قلتُ لكِ اظهري لعنة الله عليكِ وعلى اليوم الذي عرفتكِ فيه .. تبا .. إنكِ تثيرنني .. طيب .. سأعرفُ شغلي معك .. طال الوقت أم قصر مصيركِ بين يدي وحينئذ قلْ لطاقية الإخفاء أو هذه الدور الخرباء كوجهك المجروب أن تحجبكِ عن هيجاني وصولتي .. سترين يا بغيضة .. سأنتفُ رأسكِ أمام الملإ وأتركك بلا مؤخرة ...

كنتُ أقولُ هائجا لدميتي المفضلة، هدية مَنْ كنتُ أدعوها أمي في عيد ميلادي الأخير، أقصد آخر هدية تهديها لي قبيل وفاتها .. أمي أو غير أمي لا يهم هي آنتهت الآن .. لستُ أدري مَنْ رفعها هناك فوق دولاب الملابس .. استحلتِ الجِلسةَ مستغلة آنشغالي بالنظر من خلال خصاص النافذة .. العالم قبيح بالخارج .. أنا ودميتي في الداخل لا نأبه .. نعيش سويا منذ زمن، وفي آنتظار مجيئ النهاية، أتلهى بممارسة نميمتي المفضلة أشغِّـلُ فيها أذنيْيَّ وعينيَّ والحواس كلها .. انزلي قلتُ لكِ انزلي .. أرجوك نرسيستي .. لا تنظري إليّ هكذا، فأنا لم أفعل ما يستوجب غضبك .. أرجوكِ آنزلي ...

●رَأْشٌ مفلوق بلون آلتراب ...

الرأسُ المنفوش يتقدم إلى الخلف.شيئا ما يميل إلى اليمين .. يخلف وراءه رمادا وبخار غاز .. ترهقه الرقبة .. بدون ألم .. يتحسس الرأس المفجوع .. يتقدم دائما إلى الخلف .. يميل إلى اليسار هذه المرة، وفي مرااات أخرى يميله إلى جهات متعددة غير محددة .. يتحرك .. يدور .. يلف لفااات كاملة متتابعة .. لا يشبع من الحركة .. لا يعييه التنقل .. نزق كالزئبق .. ينسلتُ .. ينسرب .. يمرق أخرى وأخرى يتلاشى عن الأنظار في رمشة عين ليظهر من جديد في حلة مغايرة؛ لكن دائما وفي كل المرات يراه الناس بذلك المنظر الذي رأوه أول مرة .. رأش وليس رأسا .. رأشٌ أدرد مشعث مشتت مشلول الشظايا مفلوق بلون التراب ...

●سباق آلحِملان ...

رغبتُ في...
_وجه أسيلٍ صاف لكن....
_بركة ماء ريانة حلوة غير آسنة لكن...
_وِرشَــان بَـري وطير سُمّان سِمَان لكن...
_صدر دافئ كالثلج...
_شفاه تنفرج بسخاء لا تقولان لا لكن...
_طيف حقيقي لا دمية مطاط تلعب بي الجمباز ليلا ونهارا لكن...
_و ... ألف رغبة ورغبة لكن .. حلمتُ بكابوس ...

في الرابعة صباحا إلا ربع، استيقظتُ مذعورا على إثر آحتلام أودى بآلاف من نطفي في الفراغ، محدثا نزيفا قميئ النبرات لوث الدثار والجوار.اتجهتُ صوب المرحاض.غسلتُني أو بالأحرى غسلتُ مواقع النزيف.رميتُ الأشلاء إلى ركن تركن فيه بقية أشلائي منتظرة دورها في التنظيف.بلتُ.بللتُني.غسلتُ خيبتي ذعري ومصائبي.نظرت إلى وجهي في المرآة أمامي.رأيتُني.رأيت التجاعيد تحفر تُغَوِر الحفْر والصاخب الراقد يشهق يزفر والهلع المستفيق ينخس يخزُ ينحر .. رأيتني ناكسا منتكسا في صمت بلا بوح أجــأرُ .. رأيتُ _خاصة_ قرنيْ خروف، كل قرن في ركن من جبهتي.خفتُ.تمضمضتُ.خرج الدم ملوثا بالبصاق ومئات الحيوات الدقيقة التي لمْ أعاينْ منها أحدا رغم تدريباتي الكثيرة وتجربتي الوحيدة في البصبصة. أردتُ أشربُ.عدلتُ عن الفكرة.اكتفيتُ بالغرغرة غرغرغ .. خفت .. لبستُ أشيائي الصغيرة على وجل على عجل. تحسست جبهتي.تحسست القرنيْن.إنهما صلبان متينان أصلب مني.حاولت أحركهما.أحسست بالألم.دخلت غرفتي ساخطا ألعن فجائعي ألعَنُني.فتحت فمي.أردت أنبسَ أتكلمَ أن أقول شيئا لست أدري ما هو .. فثغــوتُ .. بــاااااعْ .. أطبقتُ بيدي على فمي.حاولت أبكي فجفاني بكاي.الدمية هناك في عليتها تضحك وعيناها تدوران في محجريهما المطاطيين وتضحك هـاهـاهـا .. آويتُ ملتاعا إلى فراشي.كتبت هذي الكلمات بصمْت مريب فيه خوف كثير من أن يخرج هــذَا الــبااااع من حلقي .. ثم آه أخيرا نمت .. ورأيتُ ما رأيتُ .. النطف متراصة في شكل حملان صغيرة يملأ ثغاؤها الأنحاء.تلبس قمصانا الرياضة. تعدو.تلهث.تجري.تمرق.تتزاحم.تتضاد.
تتقاتل.تتراشق بالقبل بالنبال بالإسراع في الآجال .. و .. آلااااف السكاكين تعدو خلفها.تسحق الطريق تحت أظلافها. تتسابق نحو الوصول إلى العـــدم .. ثم .. ستــــوبْ .. ينتهي السباق .. أستفيق .. أعاود الحلم من جديييد ..

☆إشارات :
١_مْسَــالي : بلا شغل بلا فائدة
٢_كَـاعْ ما دّتْـهَاشْ فيهْ : لم تعره آهتماما
٣_آآخْ على بنادم : تبا لك
٤_يا الكَـاويني .. زيدْ لَــهْنَـا الحُوتْ طْــرِي : واحرَّقلباه .. سمك طري تقضلوا
٥_الشعكوك : الشعر الكثيف الغزير غير الممشوط
_الحجام : عند المغاربة قديما يقوم بوظيفة الحجامة المعروفة بالاضافة الى وظائف أخرى كالحلاقة والختان والعمل في الأعراس
_ينبت فيساع : ينبت بسرعة
_جُوجْ دُورُو : زوج / جوج دورو : ثمن رخيصة
_يشلهبوا : يأخذوا بغير وجه حق
_الهَضْرا : لغو الكلام بلا فائدة
_سيفَطْني : أرسلني
_كايكشط : يجز ويزيل ويقتلع بقوة
_ايعزني : يعزني ويودني
_يتهلا فيك : سيعينك كثيرا ويجزي لك حسن العمل
_ايحَسَّنْ :يَحلق الشعَر
_واقِيلا : ربما



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تَكَلّمِي أيّتُها الحَوّامةُ آلمتعجرفةُ
- مَاذَا لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ .. ؟؟ ..
- طُوفَااان
- أعراسُ آيَتْ وَرَايَنْ
- أمازيغُ أنوال
- لَا .. لَمْ يَكُنْ أَهْلُونَا آنْدِيجِينْ
- اِفْعَلْهَا، أَيُّهَا آلسَّلَمُونُ، قَبْلَ يَفْعَلُوهَا بِكَ
- عَبَقُ آلْعَمَى
- قِطّةٌ تَمُوءُ
- يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ
- كباشِقٍ يَمُدُّ آلْجَنَاحَ أعَاوِدُ آلصِّياح
- مُرُوووق
- خِلْتُنِي أَنَاهُ
- عُطْلَة
- كَمِجْدارٍ جَامِدٍ يُنَاوِرُ آلْحَيَاةَ
- اِيزُورَانْ نُوشَالْ
- هَبَاااااء
- مَقْبَرَةُ بَنَعْمَانْ
- آسِيمُوحَنْد آسِيمُوحَاااانْدْ
- أمُودُو يُكْمِلُ آلطَّريقَ دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد


المزيد.....




- بطوط اخر شقاوة.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 على نايل سات أفل ...
- الجزء السادس.. مسلسل قيامة عثمان جميع الحلقات مترجمة للعربية ...
- -التوجيهي- في يومه الثاني.. غضب وخيبة أمل من صعوبة أسئلة الل ...
- تردد قناة فوكس موفيز Fox Movies الجديد 2024 أقوى أفلام الاكش ...
- السعودية تتطلع لاستضافة نزالات نسائية في الفنون القتالية الم ...
- مصر.. رد صادم من شقيق الفنانة شيرين عبد الوهاب على اتهامها ...
- مصر.. نقيب المهن التمثيلية يكشف تفاصيل قضية ابتزاز لفتيات في ...
- دقائق والامتحان هيكون في جيبك !! .. حقيقة تسريب امتحان اللغة ...
- جروبات الغش رجعتلكم من تاني “الإجابات داخل المقال” تسريب امت ...
- Salah Addin “جزء ثَاني” موعد اذاعة مسلسل صلاح الدين الحلقة 2 ...


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - سِبَاقُ آلْحِمْلَان