أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي مقلد - بكاء على الهريسة لا على الحسين














المزيد.....


بكاء على الهريسة لا على الحسين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 11:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



في عاشوراء دموع ولطميات وتطبير، و وفيها توزيع الهريس أو الهريسة، عن روح الحسين، مجاناً على البيوت أو على الحواجز العاشورائية، وهي عبارة عن طبق من القمح المغلي مع اللحم يتم تحضيره بكميات كبيرة وتوزيعه بمناسبة عاشوراء. غير أن العبارة تقال عمن بكى على ما فاته من الأطباق لا على الحسين.
الممانعة جعلت التعطيل طقساً من طقوس الجمهورية، أما إذا ما لوح به أحد من خصومها، مجرد تلويح، فهو موضع إدانة. الإدانة لعبتها للتسلية ومادتها للخطابة. هكذا يتصرف جمهور الشيعية السياسية حيال إدانة الفقهاء لظاهرة التطبير. لا يكترثون ويضاعفون اللطم على الصدور والتطبير حتى على رؤوس الأطفال.
تتظاهر الممانعة بالبكاء على حوار موؤود وهي تعرف أن الحوار قائم لكنه حوار طرشان، وأن اللاعبين يتقاذفون وجهات النظر على مرأى ومسمع الشعب اللبناني وشعوب العالم عبر كل المنصات المحلية والدولية في مكبرات الصوت ووسائل الإعلام أو تحت الطاولة أو عبر الوسطاء. مرتا الممانعة تهتم بأمور كثيرة وتتداول أفكاراً عديدة والمطلوب واحد، انتخاب سليمان فرنجية.
الممانعة تستنكر تعطيل الحوار وتتمادى في تعطيل الدولة كلها بدستورها وقوانينها ومؤسساتها. في نظرها تعطيل الحوار أخطر من تعطيل الدولة. ذاك ينال من كرامة رئيس البرلمان ومن مشروع الثنائي، أما الثاني فغاية ما ترمي إليه بمماحكاتها المكشوفة، وهو ما يمكن تداركه بالصبر وبلعبة عض الأصابع. يقول قائلها، لا تضيعوا وقتكم. في نهاية الأمر ستذعنون كما سبق لكم أن أذعنتم.
الممانعة تحصل على هدايا مجانية من الفدراليين. لهم القول والضوضاء والصيت غير الحسن ولحزب الله الفعل. له مستشفاه ومدرسته وصيدليته وقرضه الحسن وله محاكمه وأدواته الأمنية وسيادته على حدود الغيتو ولهم الندب وبكائيات أين منها بكائيات كربلاء. لا ينقصهم إلا اللطم والتطبير حتى تكتمل الحكاية و"يتمّ النقل بالزعرور".
الممانعة تتصرف بمقاييس مقلوبة تشبه أحكام قراقوش. تطلب من اللبناني أن يستجدي من النظام السوري الموافقة على عودة النازحين. أجبرهم على النزوح ثم يجبرهم على طلب اللجوء السياسي إلى بلدهم مع تدفيع لبنان الجزية، لكن من خارج الشروط المدرجة في مواثيق حقوق الإنسان.
الممانعة تنسحب من الجلسة الثانية فتعطل النصاب، ثم تدين المعارضة لأنها لوحت بالتعطيل. التلويح بالتعطيل أخطر من التعطيل الفعلي. تماماً مثل حكاية الفدرلة. معادلة قرقوشية تشبه عقاب جحا الاستباقي لابنته حتى لا تكسر جرة الماء وهي عائدة من النبع.
الممانعة تطمئن اللبنانيين إلى أنها لا تبغي تعديلاً ولا تغييراً في النظام ولا في دستور الطائف، لكنها بالشغور الذي تصنعه في الرئاسة والحاكمية وقيادة الجيش ومجلس القضاء الأعلى، وهي كلها مواقع للطائفة المارونية، إنما تبغي إلغاء النظام والدستور والدولة لا تغييرها أو تعديلها فحسب. إذ بأي مؤسسات وأجهزة وإدارات ستمارس الدولة سيادتها في ظل الشغورات الأربعة، وبأي لغة سنعيد قول رفيق الحريري أننا أوقفنا العد؟
يتظاهر الثنائي بالبكاء على سقوط الحوار، لكنه في قرارة نفسه مغتبط وسعيد، لأن في ذلك خير تمهيد لتكريس الفراغ. وفي هذه الحالة إما أن تذعن المعارضة لمجيئ رئيس ممانع أو تسقط الدولة فتصبح هوية الرئيس تفصيلاً سخيفاً.
تسقط عبارة "البكاء على الهريسية لا على الحسين" كالحفر والتنزيل على مشهد إفراغ الدولة من محتواها. فهل من مستفيد؟ أعتقد أنها لعبة خطرة على الوطن وعلى أصحابها. ففي المشهد ما هو أقرب إلى اللعب بالنار.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في نقد 13 نيسان المجتمع المدني 21
- في نقد 13 نيسان (20)النظام السوري
- الحاكم ونوّابه
- في نقد 13 نيسان (19) منظمة التحرير الفلسطينية
- في نقد 13 نيسان (18) القطاع المصرفي
- في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين
- نصيحة إلى الثنائي؟
- في نقد 13 نيسان (16) المغتربون
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي


المزيد.....




- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد على الأقمار الصناعية بجودة ...
- خلال لقائه المشهداني.. بزشكيان يؤكد على ضرورة تعزيز الوحدة ب ...
- قائد -قسد- مظلوم عبدي: رؤيتنا لسوريا دولة لامركزية وعلمانية ...
- من مؤيد إلى ناقد قاس.. كاتب يهودي يكشف كيف غيرت معاناة الفلس ...
- الرئيس الايراني يدعولتعزيز العلاقات بين الدول الاسلامية وقوة ...
- اللجوء.. هل تراجع الحزب المسيحي الديمقراطي عن رفضه حزب البدي ...
- بيان الهيئة العلمائية الإسلامية حول أحداث سوريا الأخيرة بأتب ...
- مستوطنون متطرفون يقتحمون المسجد الأقصى المبارك
- التردد الجديد لقناة طيور الجنة على النايل سات.. لا تفوتوا أج ...
- “سلى طفلك طول اليوم”.. تردد قناة طيور الجنة على الأقمار الصن ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي مقلد - بكاء على الهريسة لا على الحسين