منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 7684 - 2023 / 7 / 26 - 03:37
المحور:
حقوق مثليي الجنس
عندما تقرأ اخبار كهذه، بسرعة يخطر على بالك ان هذا البلد لا توجد فيه اية مشاكل اقتصادية وسياسية واجتماعية من أي نوع كان، فالسادة النواب لم يجدوا اية معضلة ممكن ان يتوجهون اليها، لدراستها وتقييمها وإخراج قانون بشأنها، فهؤلاء النواب لم يفلحوا في إيجاد شيء يتناقشون حوله، فلمح بذهن أحدهم، او قد يكون جاءته رسالة من "مجهول" تقول له "اطرح قضية المثليين، فأن لم تفعل، فلن تكون نائبا او رئيس كتلة، او قائد ميليشيا".
بالفعل، وبشكل مفاجئ، قرر بعض النواب ان تكون المثلية هي المادة "الدسمة" التي يشغلون بها أنفسهم والشعب المترف والمترفّه، وهذا التوجه، صحيح ان كان مفاجئا لكنه لم يأت من فراغ، بل هو حصيلة تراكمات سنين طويلة من هجمات وحملات دموية متلاحقة ومتكررة طالت مجتمع الميم، الى ان وصلت الى عملية "شرعنة القتل" عبر سن قانون "يجرم المثلية".
اخذت بعض الميليشيات قضية حرق القرأن وربطته قسرا بمجتمع الميم، فقادة هذه الميليشيات وفي أي مؤتمر صحفي يكون اول حديثهم عن انتشار المثلية، وكيف ان الغرب يريد ترويج قيمه، التي يريد بها ان يدمر ديننا وتقاليدنا وعاداتنا، فيجب محاربة المثلية، فهي السبب في حرق القرأن وتدنيس المقدسات؛ هذا جل ما يخلص له قادة الميليشيات في لقاءاتهم ومؤتمراتهم.
العراق بلد منكوب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وخدماتيا، تكاد تنعدم فيه الحياة، فقر وبطالة مليونية، لا كهرباء او ماء صالح للشرب، لا صحة او تعليم، لا طرق جيدة ولا مدن نظيفة، تصول به الميليشيات وتجول، بلد علامته وماركته المميزة هي النهب والسرقة والفساد العام، الحكم العشائري والقبلي هو الماشي، بلد التطرف الديني والقومي، بلد الاقتتالات المتواصلة بين الميليشيات، بلد ذو الطريق المجهول؛ كل تلك الصورة القاتمة له، وبعدها تأتي شرذمة من أعضاء مجلس نواب النهب ليناقشوا مشروع قانون "يجرم المثلية"!
لا يمكن بأي حال من الأحوال عقد مقارنة بين احد افراد مجتمع الميم مع عضو في مجلس النواب او قائد ميليشيا، بل ان مجرد التفكير بهذه المقارنة هي من قبيل المزاح السيء، فاعضاء مجلس النواب وقادة الميليشيات هم اس الخراب والدمار لهذا البلد، تلطخت اياديهم بدماء الناس الأبرياء، سبب رئيس للفقر والبطالة وانهيار الخدمات، بالتالي فأن هذا التوجه النيابي القذر هو لصرف الأنظار عن ازمة هذا النظام الديني والقومي والعشائري، الذي يريد ان يستمر بالنهب وسرقة ثروات البلاد تحت يافطة "المحافظة على تقاليد وقيم مجتمعنا".
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟