أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - ضحايا الإرهاب الدولي ... جردة حساب















المزيد.....

ضحايا الإرهاب الدولي ... جردة حساب


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7683 - 2023 / 7 / 25 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس هنالك إجماع عالمي على تعريف الإرهاب، إذ تستخدم العديد من الأنظمة القانونية المختلفة والوكالات الحكومية تعاريف مختلفة، بما يتوافق مع مصالح حكوماتها ونظمها السياسية . ففي الولايات المتحدة الأمريكية، يعرف الإرهاب في القانون الأمريكي كعنف محرك سياسيًا ومرتب له مسبقًا مرتكب ضد أهداف معادية بواسطة مجاميع دون وطنية أو وكالات سرية . ويعرف الإرهاب من قبل آخرين على أنه استخدام العنف أو التهديد به لخدمة أهداف سياسية، دينية، أيديولوجية، اجتماعية , أو الأفعال التي تتسبب في وقوع ضحايا وإيقاع الضرر بأكبر قدر من أفراد المجتمع . وتعرف الهيئة العامة للأمم المتحدة الإرهاب بأنه : الأفعال الإجرامية المنوية أو المحسوب لها لتسبب حالة من الذعر للملأ العام، مجموعة من الأشخاص أو شخص معين لأغراض سياسية هي غير مبررة في أي ظرف، مهما كان الاعتبار للفلسفة السياسية، أو الأيديولوجية العنصرية، العرقية، ألدينية أو أي طبيعة أخرى والتي يمكن أن تكون مقصودة لتبريرها .
ويعرف مجمع الفقه الإسلامي في رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة في دورته السادسة عشرة، المنعقدة في شوال من عام 1423هـ بمكة المكرمة , الإرهاب بأنه : العدوان الذي يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغيا على الإنسان في دينه، ودمه، وعقله، وماله، وعرضه .ويشمل صنوف التخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق، وما يتصل بصور الحرابة وإخافة السبيل وقطع الطريق .وكل فعل من أفعال العنف أو التهديد يقع تنفيذا لمشروع إجرامي فردي أو جماعي، ويهدف إلى إلقاء الرعب بين الناس، أو ترويعهم بإيذائهم، أو تعريض حياتهم، أو حريتهم، أو أمنهم، أو أقوالهم للخطر .ومن صنوفه إلحاق الضرر بالبيئة أو بأحد مرافق أو الأملاك العامة أو الخاصة، أو تعريض أحد الموارد الوطنية، أو الطبيعية للخطر .
يشير تقرير مؤشر الإرهاب العالمي الصادر في ديسمبر 2020 إلى أن حوادث الإرهاب التي حدثت في العالم منذ عام 2002 , بلغت نحو ربع مليون ضحية , منها (1216 ) ضحية في الدول الغربية أي ما نسبته نحو (0.5%) من إجمالي ضحايا الإرهاب في العالم . ولا تقتصر حوادث الإرهاب هذه على تنظيمات القاعدة الإرهابية وتوابعها كما قد يتصور البعض أو كما تروج لها بعض وسائل الإعلام الغربية بل أن الكثير منها تعزى لتنظيمات الإرهاب التابعة لليمين المتطرف التي تسعى لفرض أجندة سياسية معينة، وإلى تنظيمات المنظمات السياسية الإنفصالية (في مناطق تسعى للانفصال عن دولها) , أو تنظيمات إرهابية متشددة . ويصنف التقرير تنظيمات الإرهاب التابعة لليمين المتطرف إلى تنظيمات مناهضة للإسلام أو للمسلمين، أو مناهضة للمهاجرين، أو مناهضة لحقوق المثليين أو مناهضة لليهود (معادية للسامية)، أو مناهضة لحقوق النساء، أو تنظيمات نازية جديدة، أو فاشية جديدة، أو تنظيمات انفصالية. ومنذ عام 2002، وقعت نحو( 322 )حادثة إرهابية تابعة لليمين المتطرف في الدول الغربية، منها( 167 )في الولايات المتحدة، تليها ألمانيا (48)، وبريطانيا (35)، وفرنسا (25)، والسويد (24)، ثم دول أخرى. وتسببت هذه الحوادث بإجمالي ضحايا( 286)، سقط منها (133 )في الولايات المتحدة، يليها النرويج (78)، ثم نيوزيلندا (51)، ثم ألمانيا (19)، ثم كندا (16)، ودول أخرى .
ويبقى إرهاب بعض الحكومات في العالم , الخطر الأكبر الذي يهدد البشرية برمتها , نظرا لما ينجم عنه من دمار شامل يطال البشر والحجر وكل شيئ على وجه الأرض . يكفي أن نشير هنا إلى ما حل بمدينتي ناغازاكي وهيروشيما اليابانيتين جراء إلقاء الولايات المتحدة الأمريكية قنبلتها الذرية عليهما عام 1945 , لا لسبب سوى رفض اليابان استسلاما كاملا بدون أي شروط للولايات المتحدة الأمريكية في الحرب الدائرة بينهما . قدرت خسائراليابان يومذاك نحو ( 140,000 ) قتيل في هيروشيما، و(80،000 ) قتيل في ناغازاكي بحلول نهاية سنة 1945، حيث مات ما يقرب من نصف هذا الرقم في نفس اليوم الذي تمت فيه التفجيرات. ومن بين هؤلاء، مات( 15-20 ٪ ) متأثرين بالجروح أو بسبب آثار الحروق، والصدمات، والحروق الإشعاعية، يضاعفها الأمراض، وسوء التغذية والتسمم الإشعاعي. ومنذ ذلك الحين، توفي عدد كبير بسبب سرطان الدم (231 حالة) والسرطانات الصلبة (334 حالة)، تأتي نتيجة التعرض للإشعاعات المنبثقة من القنابل, وكانت معظم الوفيات من المدنيين في المدينتين . وتطول قائمة ضحايا الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها في حروب فيتنام وما يعرف ببلدان الهند الصينية والكثير من بلدان آسيا وأفريقيا في سعيها للتخلص من قبضة المستعمرين الأوربيين , وبخاصة في الجزائر وفلسطين وأفريقيا الجنوبية وبلدان شبه القارة الهندية .
يأخذ الأرهاب شكلا آخر في العراق حيث فرضت الحكومة الأمريكية حصارا جائرا على العراق طيلة عقد التسعينيات من القرن المنصرم ,طال كل مفردات الحياة بدعاوى زائفة مفادها إمتلاك العراق أسلحة دمار شامل ثبت للقاصي والداني بطلانها . عانى العراقيون الأمرّين من هذا الحصار الذي حرمهم من الغذاء والدواء، فضلاً عن كل وسائل التقدم والتكنولوجيا التي وصل إليها العالم في حقبة التسعينيات من القرن الماضي، مما أدى إلى وفاة مليون ونصف مليون طفل نتيجة الجوع ونقص الدواء الحاد وافتقادهم إلى ابسط وسائل الحياة بحسب إحصاءات المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان .
ويبدو أن سلاح تجويع الشعوب التي لا تخضع لمشيئة السيد الأمريكي , بفرض حصار إقتصادي شامل عليها , باتت سياسة مفضلة للحكومات الأمريكية المتعاقبة على الرغم من فشلها بتحقيق مأربها , بفضل صمود تلك الشعوب وعدم رضوخها للمطالب الأمريكية المجحفة بحقها , وما صمود الشعب الكوبي إلاّ أسطورة إنسانية رائعة في هذا المجال .
نتناول نموذجا آخر من نماذج الإرهاب الحكومي الدولي التي تتغافل عنه معظم وسائل الإعلام الغربية عن عمد , ونفصد بذلك الإستيطان أي إحلال شعب محل آخر , حيث لم يعد لتلك الشعوب أثرا يذكر سوى بضع عينيات منها أشبه ما تكون بمقتنيات المتاحف . ولعل ما أطلق عليهم بالهنود الحمرفي أقطار أمريكا الشمالية , خير مثال على ذلك ولا حاجة للدخول بتفصيلات أكثر . وتسعى إسرائيل بمساعدة الولايات المتحدة والدول الغربية إستئصال الشعب الفلسطيني الصامد بأرضه ,على الرغم من كل ما يتعرض إليه من إرهاب وتعسف وظلم وقسوة وتهجير, التشبث بأرضه الفلسطينية وطنا لا بديل عنه طال الزمن أم قصر . ولن تجد معه وسائل الترهيب الدولي .
ومن ذلك يتضح تماما أن الإرهاب لا دين له ولا ينتمي لطائفة معينة ولا مذهب أو قومية , بل أنه شامل لجميع دول العالم بصرف النظر عن هوياتها , وأنه خطر داهم يهدد البشرية جمعاء قائم على الحقد والكراهية والتعصب وعدم تقبل الآخر , الأمر الذي يستلزم تضافر الجهود لإستئصاله من جذوره وتجفيف منابعه الفكرية , وإشاعة روح التسامح والمحبة بين جميع الأجناس البشرية بصرف النظر عن ألوانهم وأجناسهم ومعتقداتهم وخلفياتهم الثقافية , وعدم الإستهانة بالإخرين أو التقليل من شأنهم تحت أي مسوغ , والسعي الدائم لتحقيق حياة كريمة لجميع بني البشر بتوفير فرص العمل وخدمات التعليم والصحة . والسعي لبناء علاقات دولية متوازنة قائمة على التعايش السلمي وإحترام إرادة الشعوب وتبادل المصالح المشركة , وتوظيف العلوم والتكنولوجيا لصالح البشرية ورفاهية شعوبها , لا لتدميرها وفناء الجنس البشري لا سامح الله .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستحداث مجلس العلوم والتكنولوجيا ... ضرورة وطنية
- المجمع العلمي العراقي ... وقفة مراجعة وتقويم
- أحزاب سياسية بنكهة دينية
- الجاليات المسلمة المغتربة ...وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا
- الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجد ...
- العراق سوء طالع ..أم سوء إدارة
- العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية
- المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟
- التعليم العالي وبناء مهارات العمل
- بعض مساعي تطوير قطاع التعليم العالي ... بين الواقع والمأمول
- إستقلالية الجامعات بين الوهم والحقيقة
- بعض خصائص العراق الفريدة
- تنويع مصادر الدخل القومي والناتج المحلي .... ضرورة وطنية
- البصرة وجامعتها المعطاء ... تحية حب وتقدير
- إصلاح النظام السياسي في العراق ... ضرورة وطنية
- البصرة... مع كل الحب والتقدير
- بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى
- متى يتصالح العراقيون مع أنفسهم ؟
- كيف ضاعت حقوق العراق وتكبد خسائر فادحة ؟
- العراق حقل تجارب مشاريع سياسية فاشلة ؟


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - داخل حسن جريو - ضحايا الإرهاب الدولي ... جردة حساب