ارهاصات على الطريق السريع

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 23:32
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    

ما الذي يشغل دماغ الفرد العراقي ؟!!.. لو نقوم بتشريح نفسي لادمغتنا لو جدنا الكوارث .. فدماغ العراقي يعاني من حمولة زائدة تفوق حدود المعقول واللامعقول نتيجة الضغوط الحياتية الكبيرة التي لايستطيع اي فرد في العالم من تحملها . بل لو جزء بسيط من تلك الحمولة تلقى على شعب مثل اليابان او فرنسا او امريكا وغيرها . لازدادت نسب الانتحار والجريمة و الجنون وغيره من الامراض النفسية والعضوية والاجتماعية . فكل شيء في هذا البلد لايسير وفق قواعد حياتية صحيحة تؤدي الى جودة عالية في المعيشة من حيث البيئة والاقتصاد وغيرها من الامور التي تطول قائمتها .. يكفي ان العراقي فقد شغفه بالحياة . ويسير في يومه كجثة متحركة دون طموح وامال واحلام .. فقد اصبحت تلك الامور من الخيال والاساطير . ويكافح كل يومه من اجل تأمين لقمة عيش في ظل ظروف سياسية متقلبة لاتصب في مصلحته . فضلا عن رداءة كل شيء يمت بصلة في معيشته من حيث الخدمات وما يجنيه شهريا من اجور سواء كان كاسبا او موظفا في التزامات مالية تفوق الحد المعقول . واذا كان كاسبا بسيطا فيا ويله من مصاعب الحياة وسط متطلبات كثيرة وعديدة لايستطيع من ايفائها . ومن هنا تبدأ سلسلة من المشاكل في الاسر العراقية محدودة الدخل . فالضغوط المعيشية تحولت الى ضغوط نفسية ثم الى امراض نفسية وعضوية واجتماعية . وكل مايجري في هذا البلد من مشاكل سببها القائمين على الحكم الذين اشاعوا ثقافة الفساد ونهب المال العام وتحويل خزينة الدولة الانفجارية الى خزينة لدولة في افريقيا ..فالفقر والعوز عنوان حياتنا . وكل يوم تتفنن الحكومات العراقية بسرقة اموال الشعب بطرق جديدة اضافة الى اساليبها القديمة . ورغم ذلك الا الشعب فيه جزء كبير منهم من يمتلكون حس الابداع والابتكار . ومعروف ان عدد كبير من العقول العراقية هاجرت بسبب سياسات خاطئة في تقدير خدماتها . واستفادت دول متقدمة من تلك العقول فالجامعات العراقية تطرح عقول . وبالنتيجة تستفاد منها دول اخرى وتلك تمثل خسارة مالية كبيرة لو نستطيع من حسابها فالدولة تصرف على الطالب العراقية من مرحلة الابتدائية الى الجامعية اضافة الى دراسته الماستر والدكتوراه اموال كبيرة وبالتالي تذهب هباءا . لايوجد تخطيط ولاتوجد رعاية ولايوجد اهتمام وحاليا الشعب متعلق بقشة جراء الفساد وذهاب امواله للدول والفاسدين . و كل هذا الكلام لم أت بشيء جديد مجرد تذكير وارهاصات على الطريق السريع .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات