رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 18:47
المحور:
المجتمع المدني
* واحدة من أبرز أشكال (الاستبداد العنصري ) في البلدان المتعددة القوميات ، هو تسلط القومية الكبرى على القوميات الأخرى و هيمنتها على الحكم و مقدرات و ثروات البلاد و اعتبارها المواطنين من القوميات الأخرى ، مواطنين في درجات أدنى و بالتالي بحقوق أقل و إلتزامات و قيود أشد ثقلا و عبئا ..
أول ما يجب أن تحترمها و تضمنها الحكومات السوية العادلة لمواطني البلد الواحد هو مبدأ (الشراكة الوطنية ) في السلطة و القرار ، و في الموارد و خطط التنمية و التطوير ، و تساوي الفرص و الحقوق و الواجبات بين المواطنين كافة دون استثناء او تمييز بسبب إنتماءاتهم الاثنية او المذهبية ، كون حقوق المواطنة لا تصنف الى درجات و امتيازات و فق القومية أو المذهب ، فالمواطن للوطن و الوطن للمواطنين جميعا أي كان انتمائهم العرقي و الديني .. و المبدأ هذا هو عنصر البناء المتين لاستقرار البلاد الذي يستحيل اقراره من دون شراكة حقيقية في الوطن الواحد و من دون تعايش إيجابي خلاق بين مواطنيها و قبولهم الرحب لبعضهم البعض و تضامنهم في السراء و الضراء .
ان سياسات التحريض و بناء حالات العداء بين أبناء الوطن ( كاستراتيجية تضمن للسلطة البقاء و الاستمرار في الحكم ) ، جرت دائما البلاء على عموم المنتمين للوطن للواحد سواء كانوا الأقلية او الأغلبية و كانت الحاجز المنيع امام رقي البلاد و ازدهارها ، وان تحظى بالاحترام و الاسناد في المجتمع الدولي ..
إن تجاهل أو صرف نظر السلطة الحاكمة عن مبدأ ( الشراكة الوطنية ) في البلدان المتعددة القوميات لصالح القومية الكبرى ليس إلا استبدادا سلطويا فاشيا و تمييزا عنصريا مرفوضا من قبل كل شرائع و قيم الحكم الرشيد الحضارية - الإنسانية ، و لا تعد إلا فعلا عدائيا عنيفا ظالما من المحتم ان يواجه برد فعل من المظلوم يوازيه في التصرف و السلوك ، و البادىء أظلم .
أما مسار الامر برمته فلا يؤدي إلّا الى المزيد من التخلف و التفكك و الخراب .. و الضحايا دائما المواطنين من كافة الاطياف و الإنتماءات ..
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟