أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - على من يقع اللوم ... كل اللوم















المزيد.....

على من يقع اللوم ... كل اللوم


رياض محمد سعيد
(Riyadh M. S.)


الحوار المتمدن-العدد: 7681 - 2023 / 7 / 23 - 12:19
المحور: المجتمع المدني
    


غالبا لكل فرد وطن ، وفي وطنه له سكن ، وفي سكنه له جيران ، وفي حياته له أصدقاء ، قد يكون الاصدقاء من الجيران القريبين ، او يكونوا في مناطق أخرى ، قد يصادف ان يكون احد الجيران سيء ، لكن الاخر جيد ، وقد يحرص الانسان ان يحافظ في علاقاته مع الجيران لتستمر الحياة في افضل حالاتها لأنه جار و الجار دائم طالما نحن في السكن . اذ توصي شرائعنا و ديننا وتقاليدنا ان نهتم بالجار وبالمقابل سينعكس تعاملنا مع جارنا على سلوكه معنا ، وبنفس السياق كذلك التعامل مع الصديق وليس المقصود الصديق الصدوق بل أصدقاء الظروف و المجاملات و التعاملات العامة .
كذلك الوطن ، له جيران ، وله أصدقاء ، فما حال العراق مع جيرانه و اصدقاءه. ليس من الصعوبة ان نستعرض جيران العراق فأنهم كالتالي :
الشرق ايران
الجنوب الكويت و السعودية
الغرب الأردن و سوريا
الشمال تركيا
ولو نستعرض علاقات العراق مع جيرانه.
ولنبدأ بايران ، وعلاقة العراق بأيران متوترة منذ سنين طويلة جدا و الخلافات تاريخية تنوعت في مداها من الحروب و التهديدات و إجراءات من مختلف أنواع الخبث والاذى . رغم ذلك هناك جمهور عراقي واسع يركع لأيران ويحبها وتطيب نفسه في كل ما تفعله ايران مع العراق من اذى و ضرر ، من نهب الثروات وبث الفتنة و الفرقة وتعطيل عجلة التقدم الحضاري بمختلف صنوفه ليتسنى لها (ايران) ان تمتلك زمام السيطرة و السيادة على القرار العراقي. هذا من بعض ما يمكن ذكره اذ ان ايران وبأختصار تعتبر العراق الفسحة الخلفية لأيران .
اما الكويت فحدث ولا حرج اذ ان العلاقة مع الكويت مبنية على حرص الكويت على إيقاع الأذى والضرر بالعراق أينما كان ذلك ممكنا حتى بعد انتهاء التحالف الذي شن الحرب على العراق عام 2003 لتحرير الكويت من الغزو العراقي. كلنا نعلم ان احتلال الكويت كان تهور عراقي لكن سلوك حكام الكويت قائم على أساس عقدة ان العراق مهيمن عليهم وانهم يجب ان يسلكو كل ما امكن لتصغير العراق واهانته كوسيلة للشعور بالعظمة
اما المملكة العربية السعودية فالعلاقة معها متذبذبة بين سيئة و معتدلة واغلب أسباب الخلافات دينية مذهبية مبنية على الطائفية وطبعا نابعة من العراق بسبب الدافع الديني المذهبي الذي يدفع به و يشجعه نظام الملالي في ايران.
اما الأردن فعلاقة العراق مع الأردن أيضا متذبذبة لأنها محكومة بمزاج الملك الأردني والضغوط التي تمارس عليه لفرض أسلوب معين للتعامل مع العراق. والعراق يحاول من حين لأخر طرق باب العلاقات الطيبة لأدامة العلاقة مع الأردن بشكل جيد ، اذ ان الأردن بوابة العراق نحو العالم ومنفذها للسفر و الحصول على الفيزا و تهريب العملة و تعتبر تجمع مثالي للمعارضة و للهاربين من الفوضى او الهاربين من اعين الرقابة وغيرهم كثير . لذلك فالاردن مرحبة لكل هذه الأطراف لما تقدمه هذه الأطراف من عملة مالية جيدة للخدمات التي تقدمها الأردن للعراقينن.
اما سوريا فقضيتها تختلف نوعا ما فالسوريين (كشعب) ما من شك يكن للعراق كل الود والحب و الاحترام و التقدير فالشعبين عاشا في تاريخ مشترك مبني على التعاون و التأخي والجيرة الحسنة الا ان السياسة فعلت فعلها و خربت النفوس المتربصة للقفز على سلطة الحزب والمناصب السيادية و الإدارة الحكومية وقد تضررت العلاقات العراقية السورية خلال العقود الثمانية الاخيرة (منذ الخمسينات) وبدأ ثورات الاستقلال والانقلابات بعد انهيار الدولة العثمانية وظهور الأحزاب والحركات الثورية السياسية . فكان حزب البعث السوري ثم العراقي ثم الصراع بين قيادات البلدين نحو زعامة الحزب و السيادة الحزبية المطلقة.
اما تركيا فصفحات الخلافات العراقية التركية ليست افضل حالا من بقيتها فالخلافات متأصلة من سنين قديمة برزت للعيان منذ استقلال العراق وفرض بريطانيا قبول تركيا بالتخلي عن أراضي العراق في الموصل وكركوك بأستبيان شكلي. وقد تم إقرار ذلك وفرضه على تركيا في مؤتمر لوزان في سويسرا عام 1922 بعد اقل من شهر من موتمر سيفر الذي رفضه مصطفى كمال اتاترك. وبهذا تم انتزاع ادارتهما من تركيا وضمهما الى العراق ، إضافة الى مشاكل تنظيم حصص المياه وانابيب تصدير النفط العراقي و تحركات اكراد حزب العمال المشبوهة شمال العراق و المعادية لتركيا .
بعد هذا الاستعراض لدول جوار العراق فأننا نجد ان علاقات العراق مع جيرانه في توتر مستمر ، تهدأ أحيانا وتشتد أحيانا أخرى الا انها لا ولم تصل الى العلاقات الأخوية الطبيعية وانما دوما شد و ارخاء مع توتر مستمر خصوصا في مجال حصص المياه التي اصبت شحيحة في العراق هذه الأيام .
المشاكل لم تقف هنا ، فالعراق مثلما له جيران فهو يتعامل مع دول أخرى خارج الجوار العراقي ولنطلق عليهم الاشقاء و الأصدقاء وهم كثيرون و الحمدلله ، لكن هل علاقة العراق مع اشقاءه و اصدقاءه جيدة ؟ . بسهولة سيكون الجواب واضحا اذا ما تذكرنا في الماضي القريب حين تحالفت 33 دولة لمحاربة العراق ، وطبعا هؤلاء لايمثلون العالم كله لكنهم القوى المؤثرة فيه فدول العالم الثالث وما دونه لا تستطيع معارضة الأغنياء الأقوياء اذا ما شكلو تحالفا ضد العراق المكروه دوليا والذي صدرت بحقه (من مجلس الامن و الأمم المتحدة و الاتحاد الأوربي وغيرهم) في الثمانينات و التسعينات قرارات انهكت سلفا سالفين العراق واستهلكت عائداته النفطية في التعويضات التي أصبحت اميركا وصيه على كل واردات نفط العراق (وهي اكثر من95% من إيرادات العراق) و استخدمت أموال العراق المودعة لدى الوصي الامريكي في تسديد تكاليف الحرب من المعدات العسكرية و الذخائر إضافة الى تعويضات قتلى دول التحالف وتعويضات الاضرار التي تسبب بها العراق في غزوه للكويت وقبلها مأسات ايران ولا داعي للخوض في حرب ايران فلها قصص و قصص لا تنتهي. من المؤسف ان نواجه هذه الوقائع التي كلنا نعلم انها لا تتلائم مع كيان العراق عبر تاريخه الطويل منذ الاف السنين ، فالعراق هو من علم البشرية الكتابة و معنى الحضارة و الرقي ، فأرث بلاد ما بين النهرين مسطر في مكتبات العالم و اثاره مكدسة في متاحف العالم وقصص و اساطير الاولين لا تخلو من ذكر بغداد و بلاد مابين النهرين. والعراقيين يقتاتون من حب الوطن واسم العراق تاج على رأس كل عراقي شريف و وطني ويمتاز بالصفات العراقية المعروفة من الغيرة و النخوة والشهامة والكرم و الجود والتضحية بالنفس من اجل الوطن وعز الشعب . لكن علينا مواجهة الواقع المؤلم الذي نعيشه اليوم.
أذن بالنتيجة أخبرني أيها القاري عن تساؤلين اثنين
1- من هم أصدقاء العراق الأن ؟
2- لماذا العراق أصبح بهذا الحال؟



#رياض_محمد_سعيد (هاشتاغ)       Riyadh_M._S.#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين الواقع و الواقع الافتراضي
- العراق وكأس العالم للشباب
- من هو الأب
- أي أجراس ستقرع
- ألمٌ في العراق
- أهلك سبب بلواك
- العراق في المرآة
- ياما في الشوارع مجانين
- دهوك وضحايا غياب السيادة
- هل اشتعل الفتيل
- الخيار الصعب
- الغيرة المشروعة
- على ضوء قراءة فائق الشيخ علي لمسقبل العراق 2024
- صباح عراقي
- أعظم دولة في العالم
- الحياة و القانون
- اوكرانيا .. الأبنة المتمردة
- ما وراء أزمة قرداحي
- فوضى الانفلات
- من مقاييس الحرمان


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - رياض محمد سعيد - على من يقع اللوم ... كل اللوم