أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ثائر الناشف - سأترقرق إلى أبد الآبدين














المزيد.....

سأترقرق إلى أبد الآبدين


ثائر الناشف
كاتب وروائي

(Thaer Alsalmou Alnashef)


الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:05
المحور: سيرة ذاتية
    


أصحاب المناصب الرفيعة في سورية يريدونك أن تسير على هواهم , حتى لو اضطررت إلى تغيير نسبك لنسب آخر لا علاقة لك به لا من قريب ولا من بعيد , من الممكن أن تتقبل ما يمليه عليك الكبار من رأي وأنت غير مقتنع بجدواه , لكن من المستحيل أن تتنكر للأرض التي ولدت عليها نافياً أصل أجدادك .
في سورية كل شيء مباح بخصوص هذا الأمر , أي أن تدعي بأنك من حلب وأنت من حمص والعكس صحيح , هو أمر خطير قد ينسحب على الدين والمذهب والعرق أيضاً , المبرر الوحيد لذاك التغيير, الوحدة الوطنية التي نسمع بها اليوم, التاريخ السوري يشهد أن النسيج الاجتماعي السوري متوائم مع بعضه البعض منذ الأزل , فلم تتصادم الطوائف السورية وتتقاتل شر قتال , كما هو الحال في دول الجوار وهذه إيجابية تحفظ في أرشيف الوطنية السورية , مقتضيات الوطنية تعني أن يتفاعل أبناء الوطن سويةً, دون أية حساسيات زائدة على أن يبقى ما لأبناء دمشق خاص بهم لا يجوز مسه من أبناء دير الزور.
سأروي ما يتيسر لي من سيرتي الذاتية انطلاقاً من هذا التداخل الغريب , علها تشكل محطة تعريف أقدمها عبر هذه المساحة الصغيرة المتاحة الآن.
كاتب هذه السطور بالتكوين النفسي والجسدي عراقي الهوى سوري الهوية, يبلغ من العمر أربع وعشرون ربيعاً, عاش ثلاثة أرباعها في مسقط رأسه الرقة الرافقة ابنة الرشيد والربع الأخير في دمشق الفيحاء بني أمية , سأبدأ سيرتي من دمشق مذ كنت طالباً في جامعتها قبل ثلاثة أعوام, حينما كنت قاصداً العمل في حقل الإعلام السوري الرسمي, تحديداً بهيئة الإذاعة والتلفزيون , على أساس أني مواطن ومن حقوق المواطنة إتاحة العمل للمواطنين بالتساوي كلٌ حسب اختصاصه , بغض النظر عن مناطقهم التي دائماً يسألون عنها قبل كل شيء .
عودٌ على بدء , لقد وعدني أحد مدراء الأقسام في التلفزيون السوري بالمساعدة على العمل كمحرر إخباري شرط أن أعرف عن نفسي أولاً , في طلب أتقدم به إلى المدير العام, فقلت له سأكتب في الطلب بأني فلان بن فلان , اتبعت دورة في تحرير الأخبار وأني من الرقة .. لمن قرأ وسمع عنها, انتفض المدير هائجاً وخاطبني معاتباً ... لا تترقرق يا رجل وأنت هنا في الشام , وكأني فهمت منه ممنوع أن تكشف عن أصلك وأنت في سورية, المسؤولون لا يفهمون إلا لغة واحدة وهي أن تأتي معنا وتذهب معنا, بحسب الثالث المرفوع في المنطق الارسطوي , فإما أبيض أو لا أبيض ( إما معي أو ضدي) المستخدمة أميركياً في الحرب على ما يسمى بالإرهاب العالمي.
على كل حال ذهبت معه في طلبه سيما وأني طالب رزق , النتيجة كانت بعد مرور شهر من وعده لي , آسفين يا أستاذ لا توجد شواغر في التلفزيون, تقبلت النتيجة بروح رياضية مرحة , وقلت في داخلي , سأترقرق إلى أبد الآبدين , حتماً توجد شواغر لكنها ليست لي هي لغيري وغيري .
تساءلت ما سبب رفضهم ؟ إذا كان سبب الرفض الرئيسي أني من الرقة , فهاكم يا سادة يا كرام بعض المعلومات عن الرقة عسى أن تزيد على ما لديكم من معلومات حولها , وكي لا يحدث لغيري من أبناء مدينتي ما حدث لي.
الرقة باختصار عراقية الهوى سورية الزمان والمكان , هواها الرقيق تغنى به الخليفة العباسي هارون الرشيد وحمله من بغداد عاصمة الرشيد إلى الرقة ابنة الرشيد , فما أرق هواءها وأعذب ماءها الفراتي , وما أقسى أن تدمر وتقطع وتستباح بغداد الأم بدعوى الديمقراطية وابنتها اليتيمة الرقة تعتصر ألماً على رؤية أمها بغداد تحتضر على أيدي الغزاة الأميركيين بعد أن احتضرت سابقاً على أيدي المغول.
إنّ جزءاً من ثقافتي الصغيرة استمدها من ثقافة الرافدين العريقة والجزء الآخر من ثقافة الشام , وأحرص على أن تتقاطع كلتا الثقافتين في ذاتي, البعض يحمل وزراً تاريخياً على الرقة ولا أعرف لماذا ؟
ما ذنبها عندما وقعت معركة صفين على أرضها ؟ هل دعت جيش معاوية بن أبي سفيان للنزول فيها وملاقاة جيش الخليفة علي بن أبي طالب رضي الله عنه ؟ هي مشيئة القدر وحده بدون أدنى شك ولا دخل لنا بما حصل بين أسلافنا من خلافات لم نكن شاهدين عليها ( لا تزر وازرة وزر أخرى)
لعشاق العروبة أقول , إن الرقة عربية بتراثها وثقافتها وبعشائرها قبل أن تعرف الإسلام ,أرضها أرض سلام وآمان , لا أرض شقاق ونفاق , لا خوف منها وعليها , لنعطي ما لزيد بالقدر ذاته الذي نعطيه لعبيد.



#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالمختصر.. حياتنا كلها مقلوبة
- لبنان بين التابع الوطني والطائفي
- الدولة الإسلامية وحسابات المنطقة
- السوريون وثورة الشك
- في أن يكون الوطن خدعة
- على ذكرى حرب أكتوبر .. من سيدافع عن سورية؟
- أوطان مصلوبة بأيدٍ مسلوبة
- الوكلاء الأقليميون لحروب المنقطة
- الحرية التي سيكتبها التاريخ
- جدوى الانتخابات العربية
- الإعلام البوليسي وأجهزته المخابراتية
- نقراً وكفراً بالحياة .. سورية تغرق في دوامة الفقر
- هلوكوست سبتمبر .. ولادة يوم جديد
- نهايات وخيمة
- إسلام (فوبيا) والغموض الخطر
- التفكير العقلي في الإسلام
- الإرادة الإنسانية .. مخيّرة أم مسيّرة ؟
- نسبية الحرية في المنظور الإسلامي
- حقوق الإنسان دينياً ودنيوياً
- صمت الآباء .. يقطعه .. الأبناء


المزيد.....




- الحكومة الإسرائيلية تقر بالإجماع فرض عقوبات على صحيفة -هآرتس ...
- الإمارات تكشف هوية المتورطين في مقتل الحاخام الإسرائيلي-المو ...
- غوتيريش يدين استخدام الألغام المضادة للأفراد في نزاع أوكراني ...
- انتظرته والدته لعام وشهرين ووصل إليها جثة هامدة
- خمسة معتقدات خاطئة عن كسور العظام
- عشرات الآلاف من أنصار عمران خان يقتربون من إسلام أباد التي أ ...
- روسيا تضرب تجمعات أوكرانية وتدمر معدات عسكرية في 141 موقعًا ...
- عاصفة -بيرت- تخلّف قتلى ودمارا في بريطانيا (فيديو)
- مصر.. أرملة ملحن مشهور تتحدث بعد مشاجرة أثناء دفنه واتهامات ...
- السجن لشاب كوري تعمّد زيادة وزنه ليتهرب من الخدمة العسكرية! ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - ثائر الناشف - سأترقرق إلى أبد الآبدين