أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الكيل بمكيالين














المزيد.....

الكيل بمكيالين


نبيل حاجي نائف

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 12:03
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


إن تضخيم قيمة ما لدينا وبخس الآخرين ما لديهم , من أهم عوامل إجراء صفقات غير متوازنة , وينتج عن ذلك فرض تقييمات الأقوياء على الآخرين , بعد أن يرفعون قيمة ما لديهم ويخفضون من قيمة ما لدى الآخرين ويقومون بفرض ذلك .
فيظهر الكيل بمكيالين وتحدث الصفقة غير المتوازنة المفروضة .
والمثل الذي يقول" الذي يضرب بالعصي ليس مثل الذي يعدها " .
يظهر طريقة حكمنا وقياسنا بناء على وضعنا كمرجع للقياس والحكم ، فإذا كنا نتلقى ضرب العصي نكون في وضع مختلف جداً عن الوضع الذي نشاهد فيه أحدهم يتلقى ضرب العصي ، وبالتالي تكون أحكامنا مختلفة بشكل كبير إذاً اختلف وضعنا .
فاختلاف المرجع أو اختلاف الانتماء يؤدي حتماً إلى اختلاف التقييم وبالتالي إلى اختلاف الحكم .
إذاً الكيل بمكيالين أي القياس بعدة مقاييس له عوامله , وذلك حسب الوضع ومرجع التقييم والقياس .
فالكل يقول نحن الأفضل ما لدينا هو الأفضل سلعنا هي الأفضل خدماتنا هي الأفضل وبالتالي قيمتها أكبر مما لدى الآخرين , إنتاجنا هو الأعلى قيمة , مصلحتنا التي لها الأولوية
" الذي بيده القلم لا يكتب اسمه من الأشقياء " , " ما حدا بيقول عن زيته عكر ". . . .
إن هذا الكيل بمكيالين له ما يبرره .
فال أنا غير ال (هو) دوماً بالنسبة لكل إنسان أو جماعة , و النحن أفضل من ال (هم) ) . والأنا و النحن هما المرجع دوماً .
ولكن بالنسبة للمجتمع والحياة الاجتماعية ووجود الآخرين لا يكون الفرد أو جماعة معينة هو أوهي المرجع لكافة عناصر المجتمع , وهنا تحدث المفارقة أو الإشكال أو التناقض الذي يجب التعامل معه .
إن الكيل بمكيالين له ما يدفع لاستعماله- مكونات حدوثه- .
ولكن هناك أيضاً عناصر وقوى نفسية واجتماعية موجودة تفرض تأثيرات تسعى لتوحيد المقاييس وإلغاء الكيل بمكيالين .
فطالما أن الآخر موجود وبالتالي تأثيره موجود لذا يجب إدخال تأثيراته في الحسبان ، وكذلك طالما أن البنيات الاجتماعية موجودة ولها تأثيراتها , لذا يجب إدخال تأثيراتها أيضاً في المعادلة والحساب .
يمكن أن تكون قوى الأنا الفردية كبيرة وتفرض دوافعها وأهدافها وخياراتها على الآخرين وحتى على البنيات الاجتماعية , مثل الدكتاتورية - وهذا يتناقص حدوثه الآن كما أن حدوثه في المستقبل سيكون أكثر صعوبة -
فقوى الآخرين وقوى البنيات الاجتماعية على الخصوص - الأنظمة والقوانين وقوى المؤسسات الاجتماعية - سوف تصبح أكبر وأقوى بكثير من قوى أي فرد أو حتى جماعة .
وستصبح قوة البنيات الاجتماعية أكبر بكثير من قوة الأفراد , وهي التي ستفرض قواها وتأثيراتها على الأفراد في النهاية ، طالما أنها موجودة و في نمو متزايد.
لماذا يطلب توحيد المقاييس والتقييمات؟
ما هي البنيات التي تطلب توحيد القياس؟ وما هي دوافعها في طلب توحيد التقييم ؟
إذا رجعنا إلى مفهوم الانتماء يتضح لنا الوضع ، فعندما يتوحد الانتماء يرافقه توحد المقاييس والمراجع وبالتالي التقييم والأحكام , ولكن توحيد الانتماءات لا يتم فوراً فهو يحدث بالتدريج ، لذلك يحدث بالتدريج أيضاً توحيد المراجع و المقاييس.
فطالما هناك اختلافات في الانتماءات فسوف يكون هناك اختلافات في المراجع ، وبالتالي اختلافات بالقياس والتقييم والحكم ولكن إذا تم توحيد الانتماء فسوف تتوحد معه المراجع والمقاييس والتقييم والحكم.
وهناك سبب آخر لاختلاف التقييم والحكم وهو اختلاف الوضع مع وجود انتماء واحد , وهذا يصحح بالأنظمة والقوانين ، فالابن والأب منتميان إلى أسرة واحدة ولكن وضعيهما مختلفان وبالتالي يمكن أن تقييماتهم مختلفة , وهذا يعدل بالعادات والتقاليد والأنظمة والقوانين.
إذاً اختلاف الوضع واختلاف الانتماء واختلاف المرجع ، يؤدي إلى اختلاف التأثيرات بالإضافة إلى اختلاف القياس والتقييم , وبالتالي اختلاف الحكم والكيل بمكيالين ( واحد لنا وواحد لهم ) .
والمطلوب توحيد المراجع والمقاييس والأحكام من قبل البنيات الاجتماعية .
وهذا أنشأ الأنظمة والقوانين التي تسعى إلى توحيد الأحكام وبالتالي توحيد مراجع المقاييس ، فلا يمكن للبنيات الاجتماعية أن تستمر وتنمو وتتطور إذا اختلفت فيها المراجع والأحكام ولم تنتظم في أحكام وقوانين موحدة .
فالفوضى في المراجع والأحكام سوف يرافقها فوضى في الخيارات وبالتالي فوضى في العلاقات ، وهذا يمنع تماسك البنيات الاجتماعية ويهدد استمرارها ونموها.
وتوحيد الأحكام مطلوب من قبل البنيات الاجتماعية- أو هو مفروض أو مدفوع إليه من قبلها- وليس من قبل الأفراد فقط ، ويجب تحقيقه لاستمرار ونمو الأفراد والبنيات الاجتماعية .
والآن هناك أنواع ومستويات للبنيات الاجتماعية , فالدول في الوقت الحاضر هي أعلى مستويات البنيات الاجتماعية وهي الآن في طريق التوحد في بنية واحدة عالمية , ومن اللازم والمفروض توحيد المقاييس والأحكام .



#نبيل_حاجي_نائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفهوم الحرية وهل الإنسان حر 2
- التكوين الشبكي وتشكل الوعي
- ما هو مفهوم الحرية , وهل الإنسان حر ؟
- تأثر الأحاسيس والأحكام بالتوقع والترقب والآمال
- الدوافع البشرية
- النقود صفاتها وخصائصها
- السلعة صفاتها وخصائصها
- التصنيف من آليات عمل العقل الأساسية
- الغائية والتخطيط
- الصفقة غير المنتهية أو الصفقة غير المنجزة
- أسباب ودوافع المبادلات بين البشر
- التبادل والصفقة
- ملاحظة على التواصل واللغة
- ملاحظة على عالم المادة وعالم الفكر
- الحب والصداقة
- ملاحظة على ذكاء الإنسان و علاقته الإيجابة بطول عمره
- الكائنات الفكرية 2
- الكائنات الفكرية
- التفكير الواعي والحدس
- هل من الممكن يوماً أن نفهم ما هو الزمن ؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نبيل حاجي نائف - الكيل بمكيالين