أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - مداهمة بعد منتصف الليل














المزيد.....

مداهمة بعد منتصف الليل


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7677 - 2023 / 7 / 19 - 00:24
المحور: سيرة ذاتية
    


لكل إنسان في الكون علاقاته الدراسية والوظيفية والاجتماعية، ولكل إنسان روابط متشعبة (عميقة أو سطحية) مع معظمهم، وفي خضم هذا التنوع غير المتجانس، لابد ان تكون لي حكاية مؤلمة مع صديق جاحد، أو زميل مراوغ، أو صاحب لا يحترم الصحبة ولا يقيم لها وزناً. فالقوات التي داهمت بيتي ليلاً، وروّعت عائلتي في البصرة عام 2007 كانت بتحريض من صديق (لدود) يعمل معي واعمل معه، وتربطني به علاقات متينة (هكذا كنت اظن). وكنت من أقوى المتعاملين معه قبل مداهمة الجيش وبعد المداهمة. لم اعلم بموقفه المشين إلا عام 2022. فكانت صدمة لي لكنها اخف وطأة لأني علمت بها بعد مضي 15 سنة. والأغرب من ذلك كله انه ظل يتعامل معي بأخلاقه الزئبقية الخادعة حتى وقت قريب. .
اقتادوني في تلك الليلة معصوب العينين، مكبل المعصمين إلى مقر اللواء التابع لقيادة عمليات البصرة في مدينة المعقل. بلا أمر قضائي، وبلا مذكرة قبض صادرة من جهة رسمية. .
كثيرون يتساقطون من اعيننا عندما نكتشف بعد فوات الأوان ما يضمرونه لنا من شر. لقد خجلت من نفسي عندما أدركت ان العيش مع هؤلاء عبارة عن حفلة تنكرية شاركت فيها بوجهي المبلل بالتعاسة. .
أحيانا نكون نحن السبب في مواصلة التعايش مع اللئام. فقد أدركت بعد سنوات انني كنت أعيش بين مجموعة من الضباع الذين لو علموا أني أحلم حلماً جميلاً لحرموني من النوم، كنت اظن أن بعضهم يتمنون لي الخير، ثم اكتشفت انهم يرفضون هذا الخير إذا كان يجعلني أفضل منهم ولو بمرتبة واحدة ولمرحلة عابرة، لذا لم أعد ألوم الغرباء، فالمقربون والذين أفنيت عمري معهم فعلوا الأسوأ. واكتشفت متأخراً انهم يعرفون كيف يخفون خبثهم وراء أقنعة الملاطفة، فالنفوس الخبيثة تبقى خبيثة ولو اعطيتهم من الود أطناناً. .
لا يُقاس الوفاء بما نراه أمام أعيننا، بل بما يحدث وراء ظهورنا. نحن في حقيقةً الأمر لا نحتاج إلى من يتعاملون معنا بذكاء العقول. بل نحتاج إلى من يتعاملون معنا بصفاء الضمائر. .
يقول الحكماء: جاور من يشبهك، وحاور من يحترمك، وشاور من يحبك، وإياك وصحبة اللئيم فإن الفضل معه عقيم. واتخذ من الطيبين خلان يبادلونك الاحسان بالاحسان. لكن هذه الخطوط العامة لن ندركها إلا بعد مرور سنوات وسنوات، فالزمن هو الذي يعلمنا كيف نغير اهتماماتنا وطيبتنا. انا شخصيا لم يعد يهمني كيف تجري الرياح لأني بعت السفينة وتركت العمل في عرض البحر، ووجدت في العزلة راحة من غيبة، وفرار من نميمة، ودرء من سقطات اللسان، ورحمة من القيل والقال. فكرامتي فوق كل الاولويات حتى لو كلفني الامر ان اصبح رفيقاً لجدران صومعتي. .
ودعوني اعترف لكم في ختام هذه المقالة، بأنني ارتكبت أكبر الاخطاء في حياتي عندما اعتقدت ان الناس سيبادلوني الاحترام والود الذي احمله لهم في قلبي. فلا تحزن على الصديق الذي يتغير عليك دونما سبب، أو لأسباب لا تعرفها. فربما قد يكون اعتزل التمثيل، وسأم من إرتداء الأقنعة، وعاد إلى شخصيته الثعلبية المراوغة، فليس هناك أناس يتغيرون بل هناك أقنعة تتساقط. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طباخات الرطب ومأساتنا المناخية
- حقوق سيادية معروضة في البورصة
- العساكر عربية والخنادق أمريكية
- البكاء على أطلال ميناء المعقل
- اشباح راقصة فوق سكة القطار
- لم يعد نفط العرب للعرب
- صورة الفشل بالأشعة السينية
- صفقات بيع الأطفال بالجملة والمفرد
- من يحمي العرب من مطارات العرب ؟
- البحث عن جنة عدن
- موناليزا الاهوار ليست عراقية
- اهوار في الطرف الآخر من العالم
- ترليونات لقتل العراقيين
- التوريث الرئاسي في دولة بابا
- الإلهاء برقصة الفستان الأزرق
- حكاية واقعية من السبعينيات
- السنجليورتي: خطر آخر يتربص بنا
- الوقوع في مصيدة المطارات
- مطارات قريتنا
- قيادي فقد لسانه فأختار الصمت


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - مداهمة بعد منتصف الليل