صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 7676 - 2023 / 7 / 18 - 18:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عرض القصة
أحد تشكيلات تحالف "الإطار التنسيقي" "حزب الدعوة" يقود حملة ضد التيار الصدري، ضاربا أكبر رموزه الدينية "محمد صادق الصدر"، متهما إياه بوجود علاقة بينه وبين نظام البعث.
حسن العذاري، قيادي في التيار الصدري، يغرد بالقول ان هناك جهات تقود حملة لتشويه سمعة محمد الصدر، متهما حزب الدعوة بذلك.
النتيجة: هجوم على مقرات حزب الدعوة في عدد من مدن وسط وجنوب العراق "البصرة، ذي قار، كربلاء، النجف، ديالى وبغداد".
هل هناك شيء جديد في هذا المشهد؟ صراع اجنحة إسلامية على الحكم، جوهره ثابت لكنه يتمثل بأشكال متنوعة، هو ليس توترا عابرا بين قطبين إسلاميين، بل صراع مستمر، يأخذ جانبا دمويا في بعض الأحيان "صولة الفرسان، حركة عاشوراء"، وتارة على شكل حرب تصريحات نارية، اغلاق وحرق مقرات.
هذا الصراع موجود داخل كل اقطاب العملية السياسية البغيضة، فهو ليس حكرا على التيار الصدري وحزب الدعوة، نراه يتجسد بين جماعة الحلبوسي والخنجر، في السابق "عند الاسلاف"، كان يأخذ طابعا دمويا "الصحوات-القاعدة"؛ وفي مدن الإقليم يتجسد بشكل أكثر وضوحا بين الحزبين القوميين "اليكتي والبارتي".
دائما ما تكون صراعات هذه القوى خاطفة، فلا تدوم أكثر من يوم او يومين، وكأن هناك تخطيط او إلزام من نوع ما، او كأن هناك قوى مشرفة وراعية لهذه الصراعات، فلا تجعلها تفلت من يدها: هل حرقتم المقرات؟ اذن كفى. هل تقاتلتم بينكم؟ اذن كفى. في بعض الأحيان تتصور ان الأوضاع سائرة نحو الانهيار، لكن فجأة يخرج عليك قادة هذه القوى لتقديم الاعتذارات والتبريرات والدعوة الى إيقاف التصعيد.
وبالفعل، هذا ما حصل، انتهى مشهد الصراع بين القطبين الإسلاميين هكذا:
حزب الدعوة: ندعو مجلس النواب الى تشريع قانون يرفض المساس بمراجع الدين العظام الشهداء منهم والاحياء انسجاما مع الدستور، ونأمل من جميع الكتل دعم هذا التوجه التشريعي في المجلس.
التيار الصدري "وزير الصدر": “إطّلعت على بيان الأخوة في (حزب الدعوة) بعيداً عن توجّهات كبيرهم وبعيداً عن مليشيات مواقع التواصل الاجتماعي كحركة (بشائر الشر)، فشكراً لتجاوبهم مع مطلبنا بسنّ قانون يجرّم التعدّي على العلماء بغير وجه حقّ".
وهكذا، ينتهي المشهد، الذي كرره المخرج مئات المرات، والذي لا نعرف متى سيقول "كلاكيت اخر مرة".
طارق فتحي
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟