أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - الغيرة والمحبة














المزيد.....

الغيرة والمحبة


شفان شيخ علو

الحوار المتمدن-العدد: 7675 - 2023 / 7 / 17 - 10:53
المحور: المجتمع المدني
    


 
كثيراً ما نسمع بكلمة " الغيرة " ونقول عن أن فلاناً غيور، أو فلانة غيورة. يا ليت الغيرة تجمعنا جميعاً ونتميز بها. فالغيرة مرتبطة بعاطفة الإنسان الإيجابية وتفكيره الإيجابي بالآخرين، إنها تدفع بأي منا لأن ينمو لديه الإحساس بآلام الآخرين، بأوجاعهم، بآمالهم وأحلامهم، والتمني بأن يكونوا سالمين وبعيدين عن المصائب، ويعيشون في سلام ووئام.. وأساس الغيرة: المحبة .
من يحب الآخرين: أهله، جيرانه، أهل منطقته، وبلده، من زاوية إنسانية، لا بل ويكون حريصاً على نظافة شارعه،مثلما يكون حريصاً على نظافة بيته، ونظافة حية ومدينته وبلده، ولا يريد سوءاً بأي كان في بلده وغير بلده، من الناحية الإنسانية، ويكون لديه عطف وتقدير ورعاية لكل كائن حي من شجر ونبات وحيوان، ومنبع ذلك : المحبة، وهذه منبعها الغيرة .
وعندما ننظر إلى بلدان العالم، وهي تظهر نظيفة، مرتبة، وكل ما فيها يشدنا إليه، من الهواء الصافي، إلى الماء النقي، إلى الترتيب في كل شيء، نعرف على الفور أن شعوبها تملك وعياً علمياً وحضارياً وتقديراً لأوطانها، فتكون يقظة وتنتبه إلى كل شيء، من موقع المسؤولية .
أليست النظافة عنوان الحضارة، كما يقولون ؟
لو سألنا أنفسنا: هل نحن أقل وعياً بما يجري في بلادنا؟ أم أن هناك أسباباً أخرى؟
قد يتحجج البعض أو أحدهم بحجج عديدة، حين يشعر أنه لا يحصل على حقوقه، أو لأن جاره يلقى من يهتم به أكثر منه من قبل المسؤولين..
هذا صحيح، ومزعج بالفعل. ولكن الحرص على نظافة الشارع، والبيئة، والمدينة، والغابة، والطرق العامة، وعدم رمي الأوساخ والنفايات خارج أماكنها، يخص تقدير كل منا لمسؤوليته، لأن وجود مثل هذه الأوساخ والقاذورات في أي مكان، يلوث البيئة ويضر بالجميع .
وأستطيع القول أنني لا أشك في أي كان بأنه مجرد من الغيرة، أي لا يغار على أهله ومجتمعه، وبلده، وأنه لا يحب سوى نفسه، لأن الذي يهتم بنفسه فقط، لا بد أن يصبح معزولاً من الآخرين،  وأقدّر مواقف الذين يشعرون بأنهم مهملون، وحقوقهم مهضومة، ولكن علينا ألا نخلط بين الشعور بأننا مغبونون، ومظلومون، وواجبنا تجاه ما ذكرت، فنحن دائماً نخرج من بيوتنا، ونمشي في شارع الحي والذي يجمعنا معاً، وفي المدينة نفسها نلتقي، وفي البلد الواحد نفسه، يكون انتماؤنا وديارنا، وهذا يعني أن كل منظر يظهر أوساخاً، أو انعدام نظافة، ينعكس عليا جميعاً ،  وهذا يتطلب منا أن نكون أكبر من حالة جزئية، من رد فعل سلبي تجاه موضوع عادي لا يمكن وضعه مقابل قضية وطنية وقومية، هي نظافة البلد، وسمعة البلد في ذلك، وما في ذلك من وجوب بقاء الغيرة حيّة ونشطة، لأن التقصير فيها، يبعدنا عن بعضنا البعض، وأكثر من ذلك، يؤدي الابتعاد عن مثل هذه المشاعر والعواطف الرائعة، إلى أن ننعزل ونبتعد عن تلك العلاقات الاجتماعية التي تربطنا برباط المحبة والسلام المشترك والتسامح. ألا يقولون عن أن البعيد عن العين بعيد عن القلب؟ ونحن حين نتصافح، ونتبادل السلام، ونتشارك في النظافة، والتخلص من كل ما له علاقة بالأوساخ، في كل شيء، نكون أكثر قدرة على مواجهة السلبيات، وإيصال أصواتنا إلى المسؤولين، ومن يمكنهم أن يجعلوا الأمور أكثر توازناً .
إن إهمالاً بسيطاً قد يؤدي إلى انتشار مرض لا نحسب له حساباً. كأن يرمي أحدهم ورقة، أو سيجارة، أو عبوة عصير بعيداً عن حاوية القمامة، ويأتي غيره يتصرف مثله، يؤدي كل ذلك إلى تراكم الأوساخ وتلوث الهواء.
وفصل الصيف الحار الذي يتم فيه استهلاك مواد كثيرة، يتطلب مضاعفة الحرص على سلامة البيئة، وبدافع الغيرة، لأنه دافع المحبة، ونعلم جميعاً، أن المحبة تجعلنا أهلاً للحياة وبأسمى معانيها، ومن السهل أن يكون دافع أحدنا ذاتياً، فيكون هناك من يتصرف مثله، وتتعمق الغيرة.
 



#شفان_شيخ_علو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحياة بكرامة
- أفكار وأحزان
- العافية في ينابيعنا الصافية
- كتّابنا النشيطون
- أما عن اهلنا الإيزيدية…
- الإيزيدي ظالماً لا مظلوماً
- مع أخوتنا الكرد الفيليين
- أحداث سنجار وشماعة مسجد الرحمن
- من يفهم شرَّ الإيزيدي ؟
-  ضحايا الأنفال في القلوب
- الكوتا الإيزيدية وأهل الحل والعقد في البلاد!!!
- الإيزيدية باقية - نداء، نداء -
- نوروزنا الكوردي
- وكيف لا نتذكر مجزرة حلبجة؟
- تقنين فدائي صدام…وخوفنا المشروع
- حكومة الاقليم…وحرية الافراد والمعتقدات
- المجرم حتى العظم: الفريق عمر وهبي باشا
- مهلاً يا أصحاب القوانين
- مرحبا آذار
- الطبيعة تعلّمنا


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شفان شيخ علو - الغيرة والمحبة