أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - اشباح راقصة فوق سكة القطار














المزيد.....

اشباح راقصة فوق سكة القطار


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7674 - 2023 / 7 / 16 - 12:05
المحور: سيرة ذاتية
    


في ليلة من ليالي عام 2015 كان القطار يتحرك بأقصى سرعته بين محطتي سوق الشيوخ والكرماشية. لم يكترث بهجمات الصغار الذين كانوا يرجمونه بالحجارة. فهم يرجمونه كل يوم من دون ان يعرف السبب. كان يخشى ان يطلق زعيق صافراته حتى لا يزعجهم. ومع ذلك كانوا يسددون له الضربات الموجعة كلما مرَّ بهم. .
قطع بعد منتصف الليل مسافة كبيرة. ومرَّ بمحطات يلفها السكون وتغطيها السحب، كان يجري بسرعة محسوبة وثابتة كي يصل إلى وجهته بالوقت المحدد. .
للقطارات مصابيح قوية وكبيرة مثبتة فوق رؤوس عرباتها الأمامية، تنير بها حلكة الظلام، وتستكشف بها المسارات الآمنة. .
كان سائق القطار (علي الشمري) يقف وراء زجاج النوافذ الأمامية، ينظر بحذر إلى الطريق المعتم. يتفحص السكة من خلال الزجاج الذي شوهته الحشرات الملتصقة وشظايا الحصى المتطاير. .
تواصل المؤثرات الصوتية عزف سمفونيتها الميكانيكية على وتيرة واحدة. بإيقاع متكرر تنتجه محركات الديزل ومولدات الطاقة. صوت ألفته الآذان لدقات قلب القاطرة ونبضات شرايينها الفولاذية. .
بين أكواخ القرى الريفية. كان لفيف من الشباب يتضاحكون ويتشاتمون بعد جلسة طويلة شربوا فيها ثمالة الكؤوس. ثم فجأة قال لهم كبيرهم: هيا بنا نمرح قليلاً. سوف نحمل معنا جريد السعف الأخضر، نغرسه في منتصف سكة القطار، ثم نغطي الجريد المرن بدشداشة بالية. نصنع فزّاعة كبيرة تتراقص مع الريح ونربط يد الفزّاعة بمصباح صغير. لنرى ردود أفعال سائق القطار. .ضحكوا وصفقوا وتقافزوا مرحاً، ثم حملوا أدوات لعبتهم الشريرة وساروا باتجاة السكة الحديدية. .
واصل القطار سيره الحثيث. حتى وصل إلى نقطة مظلمة بين الكيلو 414 والكيلو 415، حيث شاهد (علي) شبحاً يتلوى ويتراقص فوق السكة، ويطلق اشارات ضوئية غير مفهومة. صاح مذهولاً. يا الله ما هذا. يا رب دخيلك. .
أطلّ برأسه من الكوة الجانبية ليمعن النظر. لم يغير العفريت رقصته ولم تتوقف إشاراته. كاد (علي) ان يسقط مغشيا عليه من شدة الخوف والذهول. وكان يدرك خطورة التوقف الفوري المفاجئ، فالوزن الثقيل للقطار والعربات التي يجرها خلفه لا تساعده على التوقف بسهولة. .
كان القطار يقترب من الشبح المتراقص. بينما وقف طاقم القطار مذعوراً مندهشاً من تحركات الشبح الراقص، انخفضت سرعة القطار تدريجياً. حتى صارت القاطرة قريبة تماماً من الفزّاعة النابتة بين قضبان السكة الحديدية. كان المشهد يذهل العقول، ولا يخطر على بال الجن الأزرق . .
ترجل (علي) من قمرة القيادة، ثم انتزع الفزّاعة من جذورها، وسلمها إلى الجهة المعنية. .
لا شك انها كانت مزحة. لكنها مزحة من العيار الثقيل. كانت ليلة لن تنساها مديرية السكك في القاطع الجنوبي. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لم يعد نفط العرب للعرب
- صورة الفشل بالأشعة السينية
- صفقات بيع الأطفال بالجملة والمفرد
- من يحمي العرب من مطارات العرب ؟
- البحث عن جنة عدن
- موناليزا الاهوار ليست عراقية
- اهوار في الطرف الآخر من العالم
- ترليونات لقتل العراقيين
- التوريث الرئاسي في دولة بابا
- الإلهاء برقصة الفستان الأزرق
- حكاية واقعية من السبعينيات
- السنجليورتي: خطر آخر يتربص بنا
- الوقوع في مصيدة المطارات
- مطارات قريتنا
- قيادي فقد لسانه فأختار الصمت
- العدو الوهمي والطرف الثالث
- تلفزيون بيت خشّان
- لم يكن الإنسان القديم متخلفاً
- تحت كرباج المماليك الجدد
- أوكرانيا: كارثة ثانية محتملة الوقوع


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - اشباح راقصة فوق سكة القطار