كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 08:01
المحور:
المجتمع المدني
بداية: لا نقصد دولة بعينها، بل نقصد البلدان التي رسمت خارطة الفشل وتمسكت بها، فليس هنالك أوضح من صورة الفشل بملامحها المرئية والمسموعة التي تتعايش معها معظم شعوب الأرض اللي بتتكلم عربي. ومع ذلك هنالك من ينظر إليها بعين خشبية. ويستمع لصوت الحقيقة بإذن من طين وإذن من عجين. .
يتحدث السياسيون أمامنا كل يوم بعبارات منمقة متناظرة متشابهة مستنسخة معادة متكررة. خطابات تمويهية مكتوبة بحروف زئبقية متداخلة وغير مفهومة وبخط متعثر. وتستعرض الفضائيات المئوية برامجها التافهة بالحوار نفسه، والمواضيع نفسها، والاسلوب المزعج نفسه. فتقدم لنا الاسفاف والتهريج والتجريح والتسقيط والتشويه والتلفيق، وتشترك معظمها في نشر ثقافة الإلهاء والإسفاف والتفاهة. .
حتى الوزارات وتشكيلاتها التنفيذية صارت تتكلم بلغة نمطية متفق عليها مسبقاً. لإطلاق وعودها الخادعة، وانتصاراتها الكاذبة، وانجازاتها الوهمية المدعومة بزعيق أبواق مدفوعة الثمن. حيث لا مكان في هذا السيرك السياسي للعقلاء والحكماء وأصحاب المواهب والمهارات، ولا قيمة لمفردات التوصيف الوظيفي، ولا مكان للقيادي الحاذق في درجات السلم المهني. البقاء هنا ليس للأفضل، وإنما للذي يدفع أكثر، أو الذي يجيد فنون التزلف والتملق والانصهار تحت أقدام أولياء نعمته. وبات من المؤكد ان تسلق قرود فئة المتملقين إلى المراكز العليا يرسم أمامنا صورة بالأشعة السينية للأمراض المتفشية في معظم البلدان بصورة تثير الدهشة من جهة, وتثير السخرية من جهة أخرى, وبخاصة عندما تتقافز القرود في منتجعات الكهنة وتحرس أركان المعبد, وتسعى لإرضاء أصحاب السلطات القائمة. وهكذا يأخذ المتملِّقون مواقعاً لا يستحقونها، يزيحون الأجدر، يستبعدون الاكفأ. يدمرون المبادئ والأعراف الإنسانية، يسحقون مفاهيمها، ينسفون قواعد تكافؤ الفرص وعوائدها على الإنسان والمجتمع. .
اما بخصوص الاعتراض والمعارضة فلا توجد حتى الآن مؤشرات ملموسة للكيفية التي سوف تؤهلهم لإحراز الخطوات الإيجابية والقفزات النهضوية المنشودة، ولا يمتلكون القدرة لمواجهة التحديات الصعبة. .
ففي ظل هذه الأجواء الفوضوية المتدهورة تفقد الشعوب ثقتها بالحكومات، وتفقد ثقتها بالكيانات السياسية المتنفذة، وتفقد ثقتها بنفسها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟