الرئيس الإيراني والمثلية

منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 7673 - 2023 / 7 / 15 - 02:50
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

زار الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي دولة اوغندا، في جولة له لتقوية العلاقات بين إيران وبعض الدول الافريقية، في مسار جديد تخطه إيران، من اجل إعادة وترميم وتجميل وجهها، وهو مسار يأتي بالتوازي مع محادثات غير مباشرة مع الجانب الأمريكي، الذي يظن البعض انها اعطت الضوء الأخضر لتلك الدول لإعادة العلاقات، وفتح السفارات، وتفعيل التبادل التجاري.
كل ذلك جيد ولا خلاف عليه، فالشعب الإيراني ذاق الامرين من سياسة الملالي وحصار أمريكا والغرب القبيح، مستويات الفقر والبطالة باتت مخيفة في هذا البلد، ومستوى تعاطي المخدرات ينتشر بازدياد، خصوصا بين الشباب والشابات، منذرا بوقوع كارثة صحية واجتماعية.
أبرز تصريح للرئيس الإيراني رئيسي، واثناء مقابلته الرئيس الاوغندي "يوويري موسيفيني"، والذي تناقلته مختلف وسائل الاعلام هو: ان المثلية "باعتبارها واحدة من أقذر الحلقات في تاريخ البشرية"؛ هكذا أضحت العادة، تبدأ وتختم زيارتك او مؤتمرك او لقاءك او مقابلتك بذم وانتقاد المثلية، كيف ذلك ولماذا ذلك؟ لا تعرف، المهم انه يجب ان تكون المثلية حاضرة.
لكن لماذا "المثلية أقذر حلقة في تاريخ البشرية"؟ لماذا لا يكون القتل او الغزو او السلب او النهب او الفساد او الاغتصاب او احتلال البلدان او اعدام الناس او قتل النساء هي الحلقات الاقذر في تاريخ البشرية؟ السبب بسيط، لأن كل تلك الأساليب يفعلها رئيسي وموسيفيني ومن لف لفهم، فلا توجد مقارنة بين من يقتل امرأة خرجت شعرات من رأسها، وبين ميل وتوجه جنسي محدد، لا يقتل او يسلب او يغتصب.
هذا التصريح لم يأت اعتباطا، فأوغندا كانت قد اقرت مؤخرا تشريعا مناهضا للمثليين يفرض عقوبة الإعدام عليهم، وهو أبشع تشريع ظهر في هذه الدولة المتفاقمة المشاكل من فساد ونهب حكومي وصل حد النخاع، ولمداراة هذا الفساد، وامتصاص غضب الجماهير في اوغندا، فقد قاموا بتشريع هذا القانون الظالم.
ان رئيسي وموسيفيني وغيرهم الكثير من رؤساء الدول المتخلفة، ما زالوا يلعبون على وتر التقاليد والقيم والعادات، وهذه لعبة ليست بجديدة، خصوصا ان هذه الدول مأزومة بشكل كبير، ففيها من المشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والأمنية ما يهدد بقاءها، لهذا فهم يتحينون الفرص للهجوم على المثلية، للفت الأنظار عن واقعهم المتأزم.

#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات