أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فجر يعقوب - الصورة الانكشارية














المزيد.....

الصورة الانكشارية


فجر يعقوب

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 06:52
المحور: الصحافة والاعلام
    


يقدم سمير حسن مراسل الجزيرة تقارير مهمة من منطقة البلقان المختبئة دوماً في براميل بارود جاهزة للاشتعال في كل لحظة. وهي منطقة لطالما بدت منكمشة على نفسها برغم كل العلل التي أصابتها وخاصة في "حروبها" الأخيرة بعد انهيار الاتحاد السوفييتي مطلع تسعينات القرن الفائت.
شخصياً لا نعرف سمير حسن، لكن من الواضح أن حسن إطلاعه على أحوال يوغسلافيا السابقة، يجعلنا نرجح أنه كان طالباً للعلم في تلك البلاد، فهو يعرف طباع أهلها جيداً وهذا واضح من طريقة تعاطيه مع شؤونهم بعد أن قرروا الاحتراب فيما بينهم ثم الانفصال، إذ لم يكن بوسعهم تفادي كل تلك الحروب المهلكة التي قضى بسببها عشرات الألوف منهم.
تقارير سمير حسن الصحفية شيقة وبعضها مثير، ففي واحد منها إثر وفاة سلوبودان ميلوسيفتش في سجنه "العالمي" تغلغل بين مناصريه وأعدائه على السواء، ففيما اعتقد مناصروه وهم كثر في صربيا، إذ يعتبرونه بطلاً قومياً، بل ربما أعظمهم على الإطلاق أنه مات مسموماً (......)، رأى أعداؤه وهم كثر أيضاً أنه كان ينبغي أن يعيش أكثر فأكثر حتى يتعذب ويموت مائة مرة قبل أن يموت..!!
وذهب حسن في تقرير له عن النفايات النووية التي دفنتها قوات حلف شمال الأطلسي في أراضي البوسنة مما أسهم كثيراً في انتشار أمراض اللوكيميا حتى بين أفراد العائلة الواحدة، وقد ازدهرت تجارة أدويتها أيضاً، فكان تقريراً صادماً وفيه حقائق راعبة عن مستقبل لئيم ينتظر الكرة الأرضية وهي تنشطر وتتجزأ إلى قرى كونية "تحت رعاية الشموس الكاذبة. شموس تشرق فوق مخلوقات آدمية هامت رؤوسها بين الكواكب، ووضعت أقمارها الصناعية بين المجرات بيديها وكأن لسان حالها يقول: ها نحن نرأف بكم وبأشجاركم وحيواناتكم.. وحتى أزهار الزينة البلاستيكية التي تحوونها في بيوتكم. هامت في الأعالي وظلت تنكش بين سيقانها الكثيرة عن الأذى والدمار ونفايات النفايات.
ويطل سمير حسن بتقرير عن غجر صربيا ليؤكد "حبنا" لهؤلاء المنبوذين في حلهم وترحالهم الأبدي. فنحن نحبهم في الأفلام المصنوعة عنهم، ومن يستطيع أن ينسى (الغجر يصعدون إلى السماء) الذي سبقت شهرته اسم مخرجه إميل لوتيانو؟! ومن ينسى (زمن الغجر) لإمير كوستوريتسا، والأساطير التي حيكت من حوله وقد عاش بينهم ردحاً من الزمن وأحب موسيقاهم وحلاوة قصائدهم وهي تسيل من أسنانهم النخرة وأظافرهم السوداء.
بحسب التقرير، فإن كل هذا موجود في خيال الصورة الانكشارية التي نرسمها لهم، ففي الواقع، تبدو أمورهم الحياتية حزينة وفظيعة، إذ يهرب الجميع منهم، وما من أحد يريدهم بين ظهرانيه. فنحن نحبهم في الصورة ونتجنبهم في الحياة. نتغنى ويتغنى بهم الشعراء المجهولون، ونحب سرقتهم للخيول والدواجن والنفايات في النصوص فقط..!!
حقاً.. هو زمن الغجر السعداء الذين يبتهجون للبطانيات الثقيلة التي يسرقونها من أراضي الحروب المباركة بنفايات لا يريد أن يسرقها أحد..!!
زمن الصورة الانكشارية بامتياز.



#فجر_يعقوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في فيلم رشيد مشهراوي الجديد
- انفلونزة كونية
- دمشق في السينما
- الماكييرة الصلعاء
- الصورة أصدق انباء من الكتب
- عنف أقل
- وجوه معلقة على الحائط للبناني وائل ديب:الغائب الذي يعذبنا با ...
- الآثار العراقية في فيلم وثائقي
- جان جينيه والارتياب على آخر نفس
- لأدوية البطولية بحسب بودلير
- في فيلم باب المقام لمحمد ملص حلب لم تتغير.. بورتريهات شيوخ ا ...
- سيناريو لقصي خولي:يوم في حياة حافلة سورية
- سوردا للعراقي قاسم عبد
- الحياة معجزة
- فلسطين ذلك الصباح
- باربي الجزيرة
- تجار الألم
- يوميات بيروت: الطيران فوق المجتمع المثالي بعكازي خشب
- حصافة الصورة التي لم يعد بالإمكان تقليبها بين الأصابع


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فجر يعقوب - الصورة الانكشارية