أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها في أوربا (الحزء الأول)














المزيد.....

إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها في أوربا (الحزء الأول)


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 22:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تمكن جان جوليفيه من إظهار أن الفلسفة العربية تطورت في العالم العربي الإسلامي كحكمة. كلمة "حكيم" هي أحد أسماء الله التسعة والتسعين، والحديث عن "الحكمة" مقبول تماما في مجتمع مسلم مبني على القرآن كنص مقدس. إذا تم تقديم الفلسفة لأول مرة على أنها حكمة، فسيتم قبولها بشكل أفضل ولن تظهر على أنها مستعارة من الوثنية اليونانية. سيشار إلى الفلاسفة اليونانيين باسم "القدماء" وليس الوثنيين.
لم يتردد كثير من الفلاسفة في استخدام كلمة "حكيم" أو كلمة "حكمة" في عناوين كتبهم رغم أنهم كانوا يقصدون بها "الفلسفة". وهذا حال الفارابي في "الجمع بين رأيي الحكيمين، أفلاطون وأرسطو طاليس"، ونفس حال ابن رشد في الخطاب الحاسم الذي عنوانه "فصل المقال في ما بين الحكمة والشريعة من الإتصال".
في كلتا الحالتين، يتحدث الفارابي وابن رشد عن الفلاسفة، لكنهما يقدمانهم على أنهم حكماء لإدراجهم في سلسلة طويلة من الحكماء المعروفين من قبل البشرية: الأنبياء وسحرة الهند وفارس وكذا الفلاسفة اليونانيين. لذلك فإن الفلاسفة هم الجديرون بأن يرثوا حكمة الأنبياء الذين عرفتهم البشرية في الماضي.
انطلاقا من الفقرة الأولى من كتابه، يستبدل، فيلسوف الأندلس، ابن رشد كلمة "حكمة" بكلمة "فلسفة": "الغرض من الكتاب هو أن يفحص على جهة النظر الشرعي هل النظر في الفلسفة وعلوم المنطق مباح شرعا أو محظور أو مأمور به، إما على جهة الندب، وإمَّا من جهة الوجوب.
تجسد الأدب القديم من خلال نزعة إنسانية تمحورت حول "الحكمة الخالدة"، عنوان كتاب ابن مسكويه، ولكن كما لاحظ جوليفيه، جرى تقديم هذه النزعة الإنسانية في شكل مختارات من أقوال القدماء (الفرس، الهندوس، اليونان) دون ترجمتها إلى الشكل البرهاني الذي تميزت به الفلسفة عند كل من الفارابي وابن سينا ​​وابن رشد.
من ناحية أخرى، هناك صورة نمطية تتمثل في تقديم الفلسفة العربية من ناحية كنسخة شاحبة من الفلسفة اليونانية، ومن ناحية أخرى، تقديم الشريعة، القانون الإلهي، كعنصر مميز. هذا ما ذهب إليه إرنست رينان.
من ناحية، في مجال الفكر، لم يكن العرب المسلمون قد أبدعوا أي شيء، ومن ناحية أخرى، كانت لديهم معايير منفصلة، ومحددة للغاية بحيث لا يمكن مقارنتها بالمعايير الأخرى. تقترن تلك الصورة النمطية بفكرة أن الشريعة، محددة للغاية، غير تاريخية، وأن الفلسفة العربية، المقتفية لأثر الفلسفة اليونانية، كانت بمثابة جسر للفلسفة لتنتقل عبره من أثينا إلى جامعة باريس في القرن الثالث عشر الميلادي وإلى جامعة بادوا في القرن الرابع عشر الميلادي.
ومع ذلك، فإن تحليل المتن الفلسفي والفقهي يظهر من جهة أن الفلسفة العربية قد أوجدت نموذجا جديدا للفكر احتل فيه المنطق والطب مكانة كبيرة، ومن جهة أخرى أن الشريعة قد عرفت تراكما فقهيا مميزا موسوما بالطابع التاريخي، من خلال الناقشات الدينامية التي أطلقتها المذاهب الفقهية الأربعة.
باعتبارها تشكلت كقول برهاني وليس كقول موحى به، بحثت الفلسفة العربية عنظ أرسطو، على وجه الخصوص، عن وسائل للتحقق من صحة خطاباتها. وإذا أصبحت مؤولة للنصوص المنزلة التي لها مضمون شرعي واستمدت شرعيتها منها، كما أكد ابن رشد في بداية كتابه "فصل المقال"، فإنها لم تنس أبدا مصدرها: العقل. كما سنشهد جهدا مزدوجا للتوفيق، من ناحية، بين النص المقدس وفلسفة أفلاطون وأرسطو الوثنيتين، ومن ناحية أخرى، بين هاتين الفلسفتين الوثنيتين نفسهما. الحقيقة لا يمكن أن تكون متعددة، بل هي كذلك المداخل المؤدية إليها. لإضفاء الشرعية على دراسة النصوص الوثنية في بيئة إسلامية، كان من الضروري مواءمتها حتى يسقط الاعتراض على تناقض هؤلاء الفلاسفة في ما بينهم وعلى تهافتهم بالتالي. إن موقف إخضاع كل الحقائق لمعيار التماسك أنعش فلاسفة العرب في العصور الوسطى.
كان شعار ابن رشد كالتالي: لا يمكن أن يمتلك المرء كل الحقيقة بمفرده. فقط تعاقب الأجيال والاستمرارية الثابتة بين الثقافات المختلفة هما ما يعطيان صورة عنها. قال بهذا الصدد في "فصل المقال" : "فقد يجب علينا إن ألفينا لمن تقدَّمنا من الأمم السالفة نظَراً في الموجودات واعتباراً لها بحسب ما اقتضته شرائِطُ البُرهان، أن ننظُرَ في الذي قالوه من ذلك، وما أثبتوه في كتبهم، فما كان منها مُوافِقاً للحقِّ قبلناه منهم وسُرِرْنَا به، وشكرناهم عليه، وما كان منها غير مُوافق للحقِّ نبَّهنا عليه وحَذِرْنَا منه وعذَرْناهم. فقد تبيَّن من هذا أنّ النَّظَر في كتب القدماء واجب بالشرع، إذ كان مغزاهم في كتبهم ومقصدهم، هو المقصد الذي حثَّنا الشرع عليه..."
هذه الفكرة الإجرائية عن الحقيقة المتواصلة عبر الأجيال والثقافات، سبق وأن عبّر عنها الكندي كتابه عن "الفلسفة الأولى". لم يفرض الكندي في القرن التاسع الميلادي طريقة جديدة للتواصل مع الفكر فحسب، بل فرض أيضا طريقة جديدة للتواصل مع الثقافات الأخرى.
هذا التوجهان مترابطان: تحيل الطريقة الجديدة في التفكير إلى الممارسة الفلسفية، التي هي ممارسة برهانية تنأى بنفسها عن كل من الكلام الموحى به إلى الأنبياء وعن التفسير اللاهوتي الذي يسعى إلى تبسيطه وتوضيحه.
اشرأب عنق الفلسفة الناشئة في الشرق الأوسط خلال القرن التاسع الميلادي نحو الثقافة اليونانية التي يسرت الترجمات المنجزة في "بيت الحكمة"، المؤسس من قبل الخليفة العباسي المأمون عام 832 م، إمكانية اكتشافها.
(يتبع)



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عزيز سيد الفنان التشكيلي يستجيب لنداء الشرق وآسيا
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/2)
- قراءة في كتاب -من ديوان السياسة- لعبد الله العروي (2/1)
- هل يمكن لدمج برلمانيين في تشكيلة المجلس الوطني لحقوق الإنسان ...
- ومضات من الذاكرة عن ولعي بالكتابة في الزمن الورقي
- عزيز سيد: شاعرية الحلم
- المؤرخ المغربي مصطفى بوعزيز يقارن بين احتجاجات الأمس واليوم
- الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية
- الفئة السوسيومهنية: ما تعريفها؟ وكيف يتم؟ وما الفائدة منها؟
- في حوار مع اندريه كومت سبونفيل: نيتشه أعظم سفسطائي عرفته الأ ...
- مال الرمضاني؟ شكون غيرو؟
- إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه لإسرائيل
- ساكنة إقامة -الصفاء- بالهرهورة تعبر عن ارتياحها لتطبيق القان ...
- بيان من جمعية عزيز غالي تدين فيه الهجوم الصهيوني على جنين وت ...
- المعطي منجب يتعرض لحملة -إعلامية- مسعورة بعد التعبير عن رأيه ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الحزء الثالث والأخير)
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون
- إلى أين يسير المغرب؟
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الجزء الثاني)
- بوزنيقة: رفاق نبيلة منييب في لقاء مع الرئيس الجديد للمجلس ال ...


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - أحمد رباص - إطلالة على الفلسفة العربية منذ أصولها اليونانية إلى حضورها في أوربا (الحزء الأول)