أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طالب الوحيلي - الى صديقي الذي هاجر مدينة الصدر* ..رسالة من وسط الفجيعة














المزيد.....

الى صديقي الذي هاجر مدينة الصدر* ..رسالة من وسط الفجيعة


طالب الوحيلي

الحوار المتمدن-العدد: 1724 - 2006 / 11 / 4 - 06:51
المحور: حقوق الانسان
    


اعرف انك ما نسيت يوما ساحة الخمس وخمسين منذ ان كانت مثقلة بالوحل حتى صارت مسطرا للعمال ،يؤمها كل غبش فقراء مدينتنا الحزينة ،عفوا فاهلها كلهم فقراء الا من عشقهم الازلي وثورتهم التي تنبثق كل حين.. فلا يشوبها أي انطفاء حتى ولو تمترس جيش الطغاة واحتووها بالوان زيهم القبيح ،فمدينتك ثائرة كل حين ملتحفة راياتها التي صارت مكمن رعب الصداميين واقدام ابنائها الحفاة حين يدوسون خوفهم باتجاه مدن التجلي ..
مدينتك تفرح على طريقتها الخاصة حيث لافرح وتختلق كرنفالاتها رومانتيكية كانت او تراجيدية او شفافة كاعراسها واحزانها النابعة من ذروة الصدق والحقيقة وإسرار الأساطير
اطفالها الحلوين برغم ذبول خدودهم كبروا وكبروا وكبرت معهم أحزانهم واعترى وجوههم شيب كثيف،فكيف ينسون اقرانهم الذين سيقوا الى الموت عبر مفارم الأمن العامة او مصاهر الأجساد في أحواض الاسيد او ذهبوا ولم يعودوا لا اجساد لهم ولا اوراق ثبوتية تعلن موتهم ولا صورا تحتضنها جدران بيوتنا البائسة في زمن الثراء البخيل والرساميل المهربة الى بنوك الكون المخادع..
حين كتب سعدي يوسف أشعاره تحت جدارية فائق حسن في ساحة الطيران كان الربع الاخير من القرن الغابر،وكان العمال يبيعون اذرعهم في ساحة الطيران ..سيدي جسها انها قوية..فيسأله المقاول امس اين اشتغلت ..وتطير الحمامات تطير تتبعها البنادق في ساحة الطيران وتسقط على اذرع من جلسوا ...
مقاول سعدي يوسف غادر ولم يبقى واستحل حقه عتاة البعث حتى هذا الحين برغم اندحارهم فقد توحدوا مع أوباش من المدن الغريبة وتشظت حمامات فائق حسن الى فتات لحم متطاير كلما انفجرت عبوة مستهدفة مساطر العمال في ساحة الطيران او في الكاظمية او بغداد الجديدة او مقابل البانزينخانة في الثورة داخل او في ساحة خمسة وخمسين انت تعرف هذه الاماكن.. يعرفها كل الطيبون ..
عند الغبش خرجوا من بيوتهم يؤملون أطفالهم بانهم سوف يجلبون لهم ما يشتهون حين يحالفهم الحظ برزق يبعثه رب العالمين وعبر انتظار ثقيل تحترق الارض من حولهم وتتصاعد رائحة شواء غريب وتتقطع الاجساد ..من الفجر خرج على باب الله وعاد للبيت شهيد..واطفاله لم يحظوا لا بفاكهة ولا بلعبة او أي شيء مما وعدهم به عاد مسرعا ولكن مجرد كومة لحم وأشلاء
تلاميذ المدارس المجاورة لمكان الفجيعة صاروا فجأة مراسلين صحفيين اصدق منا جميعا ..لقد احصوا القتلى والجرحى والعربات التي نقلت مزق اللحم ووصفوا بحرا من دماء
عجيبة يامدينتنا حين تحشد الجيوش وتزحف لتعبر قناتك المهملة حين هزمت صدام الصلاة، تزحف نحوك الغيلان والسعالي تفخخ أجسادها او أشياءها او أشباحها وسط لهوك البريء او أسواقك الكثيفة الوجوه او يستبيحك الجندي الأجنبي المدجج بالحضارة فيعتم نهاراتك المغبرة او يهتك هدأة الليل الدامس وحلمه الثقيل،وعجيبة حين أعلنت فجرك البنفسجي اذ استبدلت فتياتك حنتهن بصبغة قالوا انها سوف تمنحنا عراقنا المغصوب ولوننا المسلوب وعمرنا المستفز بالخوف وأسماءنا التي نخشى البوح بها!!
فهل تضلين تلملمين اشلاء قتلاك وتلحسين عرق عمال المساطر وتنامين على وسادة من طين؟!!
هل تصدق الآن صارت جسور قناة الجيش معابر كمعبر رفح وحين تقاطرت عربات الإسعاف ناقلة الجرحى صوب مستشفيات العاصمة انكفأت على أعقابها تحت حراب الأمريكان !!!!
ــــــــــــــــــــــــ
*الكاتب محسن راضي الدراجي المقيم في الدنمارك



#طالب_الوحيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امريكا هل جادة فعلا في مكافحة الارهاب؟!فانظروا دماء ضحايا مد ...
- الانقلاب الايجابي على الإرهاب وحكومة المالكي أمام اختبار جدي ...
- مؤتمر القيادات الروحية في مكة المكرمة ونوايا الضاري المفضوحة ...
- مؤنفلون إلى وحدة المجازر البشرية
- والشعب يستذكر يوم قال نعم للدستور..نعم الفدرالية تنتصر ثانية ...
- رفع الحصانة عن نائب غائب في جعبته خمسة وسبعين مليون دولار!
- عندما يتحول العراق إلى ملاذ آمن للإرهاب ..ورحم الله الحق الع ...
- تهجير أهالي سبع البور فقرة تستبق المؤامرة
- استراتيجيات الأمن والحكم وهموم ورثة المقابر الجماعية
- المصالحة الوطنية العجلة التي تسحق الإرهابيين ومخابئهم
- هرب محاموهم فتركوهم لمصيرهم الأسود ولمحكمة ضحاياهم العادلة
- مجازر مدينة الصدر مسؤولية من ؟و متى نتجاوز خطابات المعارضة؟
- متى نتعلم من غيرنا كيف نحمي نظامنا ونطبق قانوننا؟
- الطاقات العراقية ثروة مهدورة تضاف لنزيف الدم وضياع المال الع ...
- دكتاتورية صدام لاتحتاج لقاض ينفيها
- الملف الأمني وملفات ساخنة أخرى
- دساتير بلا شعوب وحكام انتهت صلاحياتهم!!
- الشأن العراقي واطراف المعادلة الجديدة
- الحكومة الدستورية وأوهام الآخرين في العودة الى الوراء
- نبض الشارع المتفجر ومساحات المصالحة


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - طالب الوحيلي - الى صديقي الذي هاجر مدينة الصدر* ..رسالة من وسط الفجيعة