أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ماجد ع محمد - بين من تحبون ومن تكرهونهم















المزيد.....

بين من تحبون ومن تكرهونهم


ماجد ع محمد

الحوار المتمدن-العدد: 7672 - 2023 / 7 / 14 - 22:14
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


لا نتصور بأن الرأي سيكون غليظاً عندما نشير إلى أن النقد الذي يتقطر من جوانبه الشماتة والاستهزاء لا ينتمي إلى النقد المفيد، إنما هو لا يأتي إلاَّ في إطار النيل والتطاول، لأننا تعلمنا بأن من آداب نقد أي منتج أو مشروع أو عمل أو موقف ذكر الايجابيات والمحاسن بدايةً وفي الأخير إيراد المآخذ والسلبيات إن وجدت.
ولا نخفي المتقلي بأن الانتقادات بطعم الهجمات التي طالت جمعية بارزاني الخيرية والقائمين عليها في الفترة الماضية بُعيد فتحها مركزاً للثقافة والتنمية في مدينة عفرين كانت وراء إعمال مقارنة بسيطة بين الجمعية ومن يمثلها، وبين المواقف المسبقة للذين شنوا هجماتهم الفيسبوكية على الجمعية، إذ تبين أن معظم الذين شنوا هجومهم على الجمعية انطلقوا من قاعدة واحدة التقوا فيها جميعاً سواء عن قصد أم عفو الخاطر، والقاعدة تلك ليست بريئة من روائح الأدلجة، باعتبار أن معظم المهاجمين ـ ممن تلحفوا برداء المنتقدين ـ حمَّلوا الجمعية أوزار كبيرة لا هي مسؤولة عن حدوثها، ولا هي التي تسببت بها ولو بنسبة واحد بالمئة، إلاَّ أن كره المهاجمين لمن يحكمون عفرين هو الذي يجعلهم يكرهون كل من يخدم أهل المنطقة ـ رغم الحاجة الماسة للسكان الأصليين اليوم لأي جهة تقدم لهم العون المادي أو المعنوي ـ لأن باعتقاد المهاجمين أن إعطاء أي مساعدة مادية أو سلة غذائية في هذه المرحلة يدخل في إطار شرعنة السلطة القائمة هناك، وهذا لعمري حكم لا يمت للمنطق أو للعدل بصلة.
لأنه بناءً على هذا التصور فعلى الدول المانحة عدم إدخال مواد غذائية للمحتاجين والفقراء في اليمن الخاضع لنفوذ الموالين لنظام الملالي هناك، أو عدم إرسال أية مساعدات لمختلف المناطق السورية باعتبار أن كل مناطق النفوذ في سورية هي عبارة عن سلطات أمر واقع، إذن فهل الأمم المتحدة مخطئة عندما ترسل المساعدات الإنسانية لمناطق سيطرة النظام؟ وهل الأمم المتحدة تناهض الصواب عندما ترسل المساعدات الإنسانية للمدنيين القاطنين في المنطقة الواقعة تحت سيطرة هيئة تحرير الشام؟ فأي معيار هذا الذي يدفع المرء إلى محاربة وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في مكان ما بحجة تواجدهم في منطقة خاضعة لسلطة مستبدة أو فاسدة أو محتلة!
وعلى كل حال فهذه الظاهرة المرضية في عدم القدرة على رؤية الحدث كما هو أمامنا، لا كما نريد النظر إليه من خلال بتر المشاهِد أو إضافة أشياء أخرى من بنات الخيال للحدث، علّة مشتركة بين شعوب هذه المنطقة التي يلجأ الكثير من نشطائها وليس عوامها فقط في أي موقف أو مناسبة إلى الخلط بين الماضي والحاضر، وعدم القدرة على النظر لشيء بدون مؤثرات خارجية، إذ حول هذه العقدة يذكر الكاتب عارف حجاوي أن "الأحقاد بين الإنجليز والفرنسيين قديمة، وليس بين الشعبين محبة حتى اليوم، لكنهم لا يستحضرون التاريخ في كل لحظة، بل يعيشون ويتعاونون، والعداوة بين الصين واليابان ليست ابنة اليوم، وهي مستمرة على نار باردة، ولكن البلدين كليهما يطور نفسه ولا يسترجع التاريخ العتيق في كل لحظة، وللصين مع الاستعمار الأوروبي قصة أفظع من قصتنا معه، يكفي أن بريطانيا شنت حربين على الصين؛ لأن الصين منعت استيراد الأفيون الذي يُصدّره التجار الإنجليز من مستعمرتهم في الهند" مع كل ذلك لا يستحضر شعوب ونشطاء تلك الدول الأحقاد القديمة في كل مناسبة، ولا يحملون جعبة العقاقير الإيديولوجية معهم في كل مكانٍ يصادفون فيه خصومهم السياسين حتى يدسوها في جسم الحدث أو الواقعة أو يحتفظون بها في جيوبهم الشخصية من أجل رميها بوجه المخالف أينما التقوا به.
عموماً فموقف المهاجمين بدلاً من أن يدفعنا للنظر بفتور إلى خطوة الجمعية الخيرية دفعنا للمقارنة بين من يهاجمونها وممارسات الجهة المفضلة لدى التيار المهاجم، ولو أنهم لم يُعلنوا عن ذلك الميل السياسي بشكل صريح ومباشر، وحيث أن الفرق بين الجهة التي تتبعه تلك الجمعية وبين خصومها السياسيين في البيت الكردي نفسه، هو أن الذين يقفون خلف نشاطات الجمعية إلى جانب الاستعداد الدائم للتضحية بالغالي والنفيس لم يفكروا بعسكرة المجتمع وأدلجته بالرغم من إرثهم الثوري والنضالي الذي يزيد عن مائة سنة، وعندما نقول لديهم الاستعداد فلا نقولها من باب المديح أو التقرب من أحدهم، كما لا نتحدث عن الثورات المتلاحقة ولا حتى عن عمليات الأنفال وما بعدها، إنما نتحدث عن الماضي القريب جداً، إذ من بقي في مدينة أربيل إبان هجمات تنظيم داعش رأوا بأم العين كيف أن الآلاف من سكان المدينة خرجوا منها خشية الوقوع بين براثن الدواعش، بينما في وقت الفرار الأعظم من المدينة نزل أصحاب الكوفيات الحمراء شباباً وشيابا من منطقتهم ووصلوا أربيل للدفاع عنها ضد دواعش الدين.
كما أن الجهة التي تتبعها الجمعية رغم تعرضها لكل أنواع البطش والعدوان فلم يزرع ممثلوها في أحقاف أبنائهم بأن الأوطان لا تبنى إلاّ بالعنف والثأر والسلاح، إنما بالعكس فإلى جانب الكفاح المسلح فقد اهتموا بالعلم وأهله ليس أقل من السلاح، وذلك لإدراكهم بأن الأوطان لا تبنى فقط بالحِراب والقنابل، إنما تُرفع مدامكها بالعلم والمعرفة إلى جانب القيم النضالية المترسخة في أذهان المتعلمين أنفسهم، وذلك بعكس ما قام به الطرف الآخر الذي كان سبباً بأن يترك آلاف الطلبة مقاعدهم في الثانويات والمعاهد والجامعات ليلتحقوا بمن يحملون السلاح، وحيث أنهم بدلاً من حثهم على المعرفة والعلم شجعوا على العنف والإيديولوجيا فحسب، لتصورهم ربما بأن المجتمع لا يحتاج للأطباء والمهندسين والمحامين والمخترعين وأصحاب باقي الاختصاصات العلمية، وأن المجتمع وفق منظورهم الأيديولوجي يكفيه بضعة أناشيد وشعارات وهتافات سياسية، وحيث أن طوابير القرابين لدى الخاقانات أبدى من أرتال الطلبة في الجامعات ومراكز الأبحاث.
بينما بخلاف ذلك فتعطي حكومة إقليم كردستان الأولوية للعلم وطلابه، وتعمل باستمرار للارتقاء بمستوى التعليم عملاً بقول الشاعر إن "العلم يرفع بيوتاً لا عماد لها، والجهل يهدم بيوت العز والكرم"، وحيث تلقى الطلبة الأوائل في الآونة الأخيرة هدايا قيمة ومساعدات مادية للناجحات والناجحين من رئيس الحكومة مسرور البارزاني، كما قُدمت للناجحين منحة من رئيس الإقليم نجيرفان بارزاني لكل الطلاب الأوائل في الاقليم، وهو ما يشير إلى حرص الحكومة على رفعة المجتمع علمياً وتأكيدها على أن هؤلاء الشباب ليسوا فقط وقوداً لدوام عمر السلطة أو الحكومة، بل هم خير من تقوم بإعدادهم الحكومة ليس فقط للمساعدة في تأمين مستقبلهم الشخصي، إنما ليكونوا هم مستقبل الإقليم وقادته في الغد، وذلك بخلاف بعض التنظيمات السياسية التي غالباً ما يكون همها الأساس جعل الرعية تفرح بجهلها المقدس وتحارب العقل والعلم لإبقاء العامة وقوداً لقادة تلك التنظيمات حتى إشعارٍ آخر.



#ماجد_ع_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النجاح بين الحب والإرادة
- مكاييل الثائِر النتن
- اسطنبول وتناقض الهواجس
- بين إرجاع الحقوق لأصحابها وحرمانهم منها
- نفعل اليوم ما تتمنون فعله في الغد
- عواقب كشف الأوراق
- براءة السلطات من ممارسات مواطنيها
- الرقص على جراح الآخرين
- أحوال مَن نتظاهر لأجلهم
- عودة الآثم على عِلاّته
- الهلاك القادم من الأسفل
- في تفضيل القشور على الأبدان
- تلاوة اللامبالاة
- تجنب مخاطِر الحسد
- الحرية وأحلام المقيم
- آلية السرنمة بدل الإيقاظ
- ماتت دون رؤية بيتها واسم ابنها في غينيس
- من فضاءات الحرية إلى المأوى
- نموذج من بيدر المغالطات في وسائل التواصل
- من محتوى الهرم إلى إطار القدم


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ماجد ع محمد - بين من تحبون ومن تكرهونهم