أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جبران - لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا














المزيد.....

لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا


سالم جبران

الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 10:13
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


"الموقف من المرأة، مساواتها واحترامها ورفع شأنها، هو معيار حاسم إذا كان المرء إنسانياً أو همجياً" (فولتير)
قرأت، وأنا مفعم بالذهول تصريحات المفتي الإسلامي في أستراليا الشيخ تاج الدين الهلالي، التي تُهين المرأة وفي الوقت نفسه تسيء إلى العرب والمسلمين وتسيء إلى الإسلام والحضارة العربية العريقة والسمحة.
أحقاً، إذا قام غلمان منحرفون باغتصاب فتاة في الخامسة عشرة، فعلينا انتقاد تلك الفتاة والزعم السافل بأنها قد تكون لبست لباساً مغرياً للشباب؟
أحقاً، بدل أن نشير بإصبع الاتهام إلى المجرم، نوبخ الضحية؟ أليس دفاع تاج الدين الهلالي عن السفلة الذين مارسوا عملية الاغتصاب الوحشية، يعطي الذريعة للعنصريين أعداء العرب والإسلام لتلطيخ سمعة العرب والمسلمين، ديناً وحضارة.
لماذا نقول إن الغرب يلطخ سمعتنا ويشوه صورتنا، ولماذا يجب أن يقوم الغرب بتلطيخ سمعتنا وتشويه صورتنا عندما يتبرع عرب ومسلمون "أتقياء" بتشويه سمعة الإسلام والعرب؟
والمشكلة ليست فقط مع تاج الدين الهلالي. ففي عالمنا العربي، وفي الأقطار الإسلامية غير العربية، تزدهر الأصولية الظلامية التي تصل إلى حد الوحشية في الموقف من المرأة وتتفوه بتصريحات عنصرية ضد الآخر المختلف، سواء كان أجنبياً، وحتّى عربياً وغير مسلم.
ليس من الصعب على كل قاريء أن يَجد في التراث العربي، والإسلامي، الغني والعريق، مئات الشواهد على الموقف الإنساني من المرأة، أمّاً وزوجةً وأختاً وابنةً. وليس من الصعب ايجاد ألوف الأمثلة والشواهد على احترام الإسلام لإنسانية المرأة. المشكلة أن متخلفين متطرفين انتزعوا القيادة الدينية في كثير من الحالات، وينشرون شعوذاتهم التي لا تمِّت إلى الدين، أي دين، بصلة وينشرون هذه الأقوال المتخلفة والرجعية وكأنها مقدسة. يا إلهي، ما أكثر رجال الدين من كل الديانات الذين ينشرون السموم ويقترفون الموبقات الأخلاقية باسم الدين، والدين منهم براء.
إن المعركة لإنقاذ الدين، كل دين، من الانكشارية الأخلاقية المزيفة هي معركة حياة أو موت بالنسبة لأمتنا العربية، وبالنسبة للمسلمين في كل مكان.
ولكن يجب القول إن المعركة ضد "تحويل الكلمة الدينية السمحة إلى خنجر مسموم"، كما قال الكاتب العظيم، المرحوم نجيب محفوظ، هي جزء من معركة أوسع، المعركة ضد الدكتاتورية والبطش، المعركة ضد اغتيال الحريات يومياً، المعركة ضد ملء السجون بأبطال الديمقراطية، بدون محاكمات، المعركة لإسقاط سرقة الوطن من قِبَل عصابات حاكمة، وصلت إلى السلطة على الدبابة، لم ينتخبها أحد، وكل الانتخابات التي تجري في ظل الدكتاتوريات الإرهابية هي انتخابات مزيفة.
علينا أن نقول، بأعلى صوت ممكن، إن أمتنا تعيش مرحلة مأساوية. الدول الاستعمارية طامعة بخيرات أوطاننا، وتسرقها بسهولة، وطامعة بتقسيم أوطانا وتمزقها، كما يفعل الجزار في الذبيحة. وشعوبنا ضحايا أنظمة تفتقر إلى الحس القومي والاجتماعي والإنساني، لا يهمها إلاّ مواصلة الهيمنة والقمع وسرقة خيرات الوطن.
رأينا أية كارثة أصابت ألعراق، نتيجة النظام الفاشي الإرهابي الفاسد لصدام حسين وعصابته. وللأسف، فإن العديد من أوطاننا مرشح لتنفيذ مؤامرات استعمارية مماثلة، والكارثة أن الغزاة يأتون كمحررين، وكلنا نشاهد يومياً، ماذا يفعل "المحَرِرون" الأمريكيون القتلة في العراق.
لقد آن الأوان للانتقال من جمعيات أهلية، وحلقات مثقفين وأصوات تصرخ في المنافي، للمبادرة إلى حركة قومية عربية عامة، تجمع بين القومي والاجتماعي، بين التحرري وبين حقوق الإنسان والوطن، وتنقش على أعلامها أن حركة لا تطالب بالمساواة للمرأة. ولا تضمن شراكة النساء، في النضال العام، هي حركة مكتوب لها الفشل.
لقد كتبت قبل أسبوع مقالاً بعنوان" المهاجرون العرب في الغرب غيتوات مغلقة أم شركاء في المجتمع" إنني أسأل: مع عقليات مثل عقلية تاج الدين الهلالي، هل بإمكان ملايين المهاجرين العرب أن يعيشوا ويتطوروا في أمريكا الشمالية والجنوبية وفي أستراليا وفي أوروبا؟ إن عزل هذه العقلية المتطرفة والمتخلفة هي شرط لمشاركة ملايين العرب في أوطانهم الجديدة، واندماجهم في حياة مجتمعاتهم، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً ووظيفياً، ويجب أن تكون في المجتمعات الجديدة فرصة أسهل للنساء العربيات والمسلمات للتقدم المهني والثقافي والاجتماعي والمساواة، لا أن ننقل معنا إلى أوطاننا الجديدة عاهات تخلفنا، وأبشعها وأقرفها وأكثرها خطورة الموقف الهمجي من المرأة.



#سالم_جبران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهاجرن العرب إلى الغرب.. غيتوات مغلقة..أم شركاء في المجتمع ...
- البطل غير قابل للتدجين
- جامعات أم مصانع
- الدين سماء لا زنزانة
- الطريق للخروج من المأزق واللحاق بالتقدم الإنساني العاصف
- لبنان بتجربته الحضارية أكبر بكثير من مساحته
- الشعب لا يأكل أوهاماً
- - العرب الجيدون - - العرب الساقطون في خدمة نظام القمع الاسرا ...
- الأقلية الفلسطينية داخل إسرائيل تعيش أزمة قيادة غير مسبوقة
- دور المثقف في نظر إدوارد سعيد
- ماركسية الحقبة الجديدة-ثورية,إنسانية,ديمقراطية
- أكبر من أزمة ثقافية
- كذب الظَّن ,لا إمام سوى العقل!
- إسرائيل بدأت تستعد للحرب القادمة
- وضع العرب الفلسطينيين في إسرائيل
- المعركة ضد الاستعمار الأمريكي والمعركة ضد الأصولية الدينية ا ...
- الشخصية الأولى في إسرائيل–علامة سؤال
- الحرب على لبنان دمرّت..حكومة أولمرت
- هل كانت الحرب لإعادة الجنود المخطوفين؟
- في دولة الأغنياء


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سالم جبران - لماذا يقرر كل متطرف متخلف أنه إمام فينا