جيهان محمد
(Gehan Mohamed)
الحوار المتمدن-العدد: 7671 - 2023 / 7 / 13 - 04:49
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
رغم نجاح إبراهيم ناجي في لفت انتباهي لقصيدته "صخرة المُلتقى"، إلا أنه لم يستطع أن يمحو شُعوري بأن ثمة شيء ناقص في هذا!
لا ترتاح نفسي إلا للوضوح والتحديد!
لماذا؟
لماذا لا أسير مع الحياة؟
لماذا أوقفها هكذا في محكمة؟
يجب أن يأخذ كل ذي حقٌ حقه؟
" أن نجد حلاً، أو نضع حدًا "! هذا على حد تعبير كانط. كم أعجبتني العبارة بكل ما بها من حِدة،وكل ما بها من وصول! وكما قُلت إنه على حد تعبير كانط، فهو لم يقلها بهذا الوضوح. إلا أن أجمل ما في نصه الصعب هدفه العادل. لقد مهد لهذا التدفق الفكري المُركز بانعزاله وانتظامه.
أتعلم عزيزي أنه ربما يكون سبب لقاءنا هذا هوانبهاري القديم بالرياضيات والفيزياء؟ ربما هذا ما قادني إلي تلك البديهة التجريدية!
أتعرفُ لماذا أحجمت عن الفلسفة في السابق؟ رأيتُها مثلك هي مذاهب متعددة قابلة للجدل...قابلة للشك،وفي أسوء الأحوال قد نضعها في ركن الخرافات خاصة فرع الميتافيزيقا! فهل ستضع حلاً منهجيًا لهذا الجدل المذهبي؟ أم ستضع حدًا للعقل؟
عزيزتي الرياضيات، أنتِ تتعاملين مع الوجود، لكنك تطرحين اليوم سؤلاً عن اللاوجود. ألا تعلمين أنك خارج الوجود تفقدين حواسك جميعها؟ لماذا تُلقي بالبرتقالات العشرة في اللاوجود ثم تسألين أين ذهبوا؟ تبدأ لغتك بالواحد، وبالواحد يبدأ الوجود. كلما اقتربتي من الصفر أنتِ تقتربين من اللاوجود،هذا عالمٌ لا تعرفينه!
- لم أسأل. لقد وضعوا السؤال على لساني. كيف أسأل كميًا عن شيء لا أعرفه؟
- أتعرفين إذن أين حدك؟
- الصفر
- أتعرفين ماذا قالت لي صديقتي الفيزياء؟ لقد حدثتني عن شيء أكبر من التغيير وأكبر من الحركة. قالت أن " كُل وجود يسبقه لا وجود!"
- عجبًا!
- لقد شَهَدَت موجات دائرية حول الصفر!
- اللاوجود؟
- اللاوجود!
#جيهان_محمد (هاشتاغ)
Gehan_Mohamed#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟