أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد رباص - الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية















المزيد.....

الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7667 - 2023 / 7 / 9 - 18:45
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


يحاول المغرب المضي قدما على درب نزع الصفة المادية عن الوثائق القانونية. في هذا الإطار يندرج القانون 53.05 باعتباره إطارا قانونيا عاما يشمل نظام الفوترة الإلكترونية الذي تم الإقرار به في قانون المالية لسنة 2018، غير أن بداية سريانه رهينة بصدور النصوص التنظيمية، خلافا للشائعات التي ادعت أن تنفيذه انطلق منذ فاتح يناير 2019.
وإذ نترقب البدء في تفعيل نظام الفوترة الإلكترونية ببلادنا، لانشك في أن الفاتورة الإلكترونية ستصبح وثيقة إلزامية في التصريح الضريبي، وبالتالي لن تعود للفاتورة التقليدية على دعامة ورقية أية حجية قانونية.
قبل تعريف الفاتورة الإلكترونية والحديث عن المتطلبات والواجبات التي تنشأ عنها وعن قيمتها القانونية في مجال الإثبات، يتعين التذكير بأن الفوترة الإلكترونية تدخل في إطار الالتزام بمسك المحاسبة بطريقة إلكترونية؛ الشيء الذي تضمنه هو الآخر قانون المالية لسنة 2018. كما نجد المادة 145 من مدونة الضرائب تنص على أنه: «يجب على الخاضعين للضريبة أن يمسكوا المحاسبة المشار إليها في الفقرة أعلاه وفق شكل إلكتروني، حسب معايير محددة بنص تنظيمي». يتعلق الأمر هنا بالتزام مسك مجموع العمليات المحاسباتية، حسب برنامج معلومياتي، وليس فقط عملية إدخال البيانات المحاسباتية في نهاية السنة المحاسباتية، التي تدخل أكثر في إطار تقديم وحفظ الوثائق المحاسباتية على دعامة معلومياتية، والمقصود بالأخيرة هو كل جهاز أو آلية تتيح تخزين البيانات الرقمية: قرص مدمج / مفتاح USB / قرص صلب...
لتعريف الفاتورة الإلكترونية يمكن القول إنها نسخة إلكترونية (على دعامة إلكترونية) من الفاتورة الورقية التقليدية (على دعامة ورقية). فهي بالضبط الفاتورة المتضمنة بالطبع لكل المعلومات المتطلبة قانونا، مثلها في ذلك مثل الفاتورة الورقية التقليدية التي يتم إنشاؤها وإرسالها وتلقيها وأرشفتها (حفظها) على شكل إلكتروني بواسطة برنامج فواتير خاص. هذا يعني أن العملية برمتها يجب أن تتم من البداية إلى النهاية بطريقة إلكترونية، دون اللجوء إلى الدعامة الورقية في أي مرحلة من المراحل.
فعندما يتم إنشاء فاتورة على شكل إلكتروني ثم تتم طباعتها وإرسالها في شكل ورقي، عندئذ تفقد الوثيقة صفة فاتورة إلكترونية. نفس الأمر ينطبق على فاتورة أنشئت على حامل ورقي وتمت رقمنتها بواسطة الماسح الضوئي وإرسالها عبر البريد الإلكتروني، غير أنه في هذه الحالة الأخيرة قد تكون للفاتورة الإلكترونية قوة ثبوتية، شريطة أن يتم تأمينها عن طريق توقيع إلكتروني مؤمن (وضع له القانون 53-05 شروطا محددة) وحفظها في شكليها الورقي والإلكتروني. وينطوي استعمال الفوترة الإلكترونية على استخدام نظام يسمح بضمان أصالة الفاتورة الإلكترونية (ضمان هوية مصدرها) وسلامتها ( التأكد من عدم العبث بها)، ومقروئيتها (إمكان قراءة محتواها في أي وقت).
بقي أن نعرف أن الفاتورة الإلكترونية أنواع، نذكر منها نوعين أساسييين، وهما: الفاتورة والفاتورة الموقعة إلكترونيا. النوع الأول هو الفاتورة على شكل «التبادل المعلومياتي للمعطيات» (Echange de Données Informatisées) الذي يرتكز على نظام مهيكل للتبادل الإلكتروني للبيانات والوثائق الضريبية بين الملزمين بأداء الضرائب والإدارة العامة للضرائب. أما النوع الثاني فهو الفاتورة الموقعة توقيعا رقميا، (والتوقيع الرقمي الذي فصل فيه القانون 53-05 يختلف عن التوقيع الإلكتروني، لأنه يرتكز على نظام التشفير) والتي تتطلب توقيعا مؤمنا للفاتورة. يشار إلى أن النوع الثاني هو المتبع اليوم، لأنه مؤمن ولأن النظام الثاني ليس كذلك إذ يحتاج إلى خلق بنية تحتية للمفاتيح العامة (Infrastructure à clés publiques).
هذا يعني أن الفاتورة الإلكترونية الموقعة توقيعا رقميا (التوقيع الإلكتروني هو الذي يرتكز على المفتاح الخاص الذي يستخدم في توقيع الفاتورة والمفتاح العام، الذي يستخدم في التحقق من هذا التوقيع) تتطلب تدخل طرف ثالث، وهو هيئة المصادقة على التوقيع
الرقمي وخلق ما يسمى البنية التحتية للمفاتيح العامة.
في باب الالتزام القانوني بالفاتورة الإلكترونية، نصت المادة 145 ثالثا من المدونة العامة للضرائب على أنه: «يجب على الخاضعين للضريبة أن يسلموا إلى المشترين منهم أو إلى زبنائهمفواتير أو بيانات حسابية مرقمة مسبقا ومسحوبة من سلسلة متصلة أو مطبوعة بنظام معلوماتي وفق سلسلة متصلة يثبتون فيها البيانات المعتادة ذات الطابع التجاري». من البديهي، والحالة هاته، أن تطبيق هذا الالتزام مشروط بنشر النصوص التنظيمية، وفي جميع الأحوال سيتم ذلك بطريقة تدريجية.
أما بخصوص المتطلبات والالتزامات، فهناك أولا متطلبات الفوترة الإلكترونية ثم هناك ثانيا الالتزامات التي وضعها المشرع على كاهل الملزمين. في الجانب الأول المتعلق بالمتطلبات، يتوجب على الخاضعين للضريبة أن يتوفروا على برنامج معلوماتي للفوترة، وعلى عنوان إلكتروني لدى مقدمي خدمات المصادقة الإلكترونية، وفقا للنصوص التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل، في مجال التبادل الإلكتروني بين الإدارة الجبائية والملزمين. كما يلزمهم التوفر على برنامج معلوماتي للفوترة يستجيب لمعايير تقنية تحددها الإدارة.
وفي الجانب المتعلق بالالتزامات، تم فرض التزامين على الأشخاص الذين يمسكون المحاسبة عن طريق إلكتروني: التزام الاحتفاظ بالفاتورة الإلكترونية على دعامة إلكترونية، وتقديم الفاتورة الإلكترونية على دعامة إلكترونية.
من حيث المبدأ، نصت المادة 211 من مدونة الضرائب على أنه: «(...) يجب على الخاضعين للضريبة الذين يمسكون محاسبة بطريقة إلكترونية (...) أو الملزمين بمسك هذه المحاسبة بشكل إلكتروني (...) أن يحتفظوا كذلك بالوثائق المحاسبية سالفة الذكر على دعامة إلكترونية». ومن حيث الجزاء المترتب على عدم الاحتفاظ بالفاتورة الإلكترونية على حامل معلوماتي، يعاقب كل شخص يخل بهذا الالتزام بغرامة مالية، حيث نصت المادة 185 مكرر على أنه: « تطبق غرامة قدرها خمسون ألف درهم عن كل سنة محاسباتية على الخاضعين للضريبة، الذين لا يحتفظون خلال عشر سنوات بالوثائق المحاسباتية أو نسخ منها على حامل معلوماتي، وإذا تعذر ذلك على حامل ورقي».
كذلك نجد أن القانون يلزم من يمسكون المحاسبة بطريقة إلكترونية أن يقدموا الفاتورة الإلكترونية على دعامة إلكترونية إلى الإدارة الضريبية. وفي حالة الإخلال بهذا الالتزام تكون العقوبة أداءغرامة مالية، حيث تنص المادة 191 المكررة في نفس المدونة على أنه: «تطبق غرامة تساوي 50 ألف درهم عن كل سنة محاسباتية على الخاضعين للضريبة المشار إليهم في الفقرة الثالثة من المادة 210 أدناه، الذين يمسكون المحاسبة بطريقة إلكترونية والذين لا يدلون بالوثائق المحاسباتية (ومن بينها الفاتورة الإلكترونية) على دعامة إلكترونية في إطار المراقبة الجبائية».



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفئة السوسيومهنية: ما تعريفها؟ وكيف يتم؟ وما الفائدة منها؟
- في حوار مع اندريه كومت سبونفيل: نيتشه أعظم سفسطائي عرفته الأ ...
- مال الرمضاني؟ شكون غيرو؟
- إدغار موران: يرون معاداة السامية في كل نقد موجه لإسرائيل
- ساكنة إقامة -الصفاء- بالهرهورة تعبر عن ارتياحها لتطبيق القان ...
- بيان من جمعية عزيز غالي تدين فيه الهجوم الصهيوني على جنين وت ...
- المعطي منجب يتعرض لحملة -إعلامية- مسعورة بعد التعبير عن رأيه ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الحزء الثالث والأخير)
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون
- إلى أين يسير المغرب؟
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (الجزء الثاني)
- بوزنيقة: رفاق نبيلة منييب في لقاء مع الرئيس الجديد للمجلس ال ...
- معالم موقف نيتشه المناهض لأفلاطون (2/1)
- نيتشه ينظر إلى سقراط كحكيم لا يقدر قيمة الحياة
- الاشتراكي الموحد يفضح خروقات التعمير بإقليم الصخيرات-تمارة
- أسا الزاك: عمال المؤسسة العالمية للمحميات الطبيعية والفطرية ...
- ما تفسير كثرة الأكباش المعروضة وقلة الإقبال على شرائها؟
- رولا بالزر تنتقد نزعة جوليان روشيدي الذكورية والعنصرية
- مناضلو الاشتراكي الموحد ضاقوا ذرعا بالمتابعات الكيدية والهجم ...
- بريغوجين صمم على فتح موسكو لولا تدخل لوكاشين


المزيد.....




- تشييد مراكز احتجاز المهاجرين في ألبانيا على وشك الانتهاء كجز ...
- الأونروا تحذر من انتشار المزيد من الأمراض بغزة نتيجة -أكوام ...
- الاتحاد الأوروبي: زيادة بمعدل ترحيل المهاجرين من خارج التكتل ...
- منظمة حقوقية تتهم الدعم السريع بتنفيذ -مجزرة- في موية بالسود ...
- هذا البلد رفض أمر فرنسا اعتقال الرئيس السوري..
- منظمات حقوقية تسعى لمنع هولندا من تصدير أجزاء طائرات قد تصل ...
- هل -ورّطت- مذكرة اعتقال بشار الأسد القانون الفرنسي؟
- عاجل | الأونروا: أكثر من 625.000 طفل في غزة خارج المدرسة لأك ...
- هيومن رايتس تدعو لوقف -اعتقال وترحيل- اللاجئين السوريين من ا ...
- صحيفة: الجنائية الدولية تؤجل إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - أحمد رباص - الفاتورة الإلكترونية: تعريفها ومقتضياتها القانونية