أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - العلمانية وتقليعة الإلحاد














المزيد.....


العلمانية وتقليعة الإلحاد


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7666 - 2023 / 7 / 8 - 02:17
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم تنشأ العلمانية ولم تعن في يوم من الأيام على كونها ضد الدين بل العكس هو الصحيح حيث إن العلمانية نشأت كنظام لإدارة الدولة بعيدا عن تأثير اللاهوت وهو نظام أوربي بحت يمكن أن يطبق على كل الدول بالتعديلات التي تتناسب مع طبيعة هذه الدول.
ولو عدنا إلى بدايات التنوير الأوربي نجد أن مفكري عصر التنوير وما بعده لم يبشروا بالإلحاد بل كان هدفهم تقويض اللاهوت المقيد لحرية الفكر وخلص المتنورون إلى مبدأ أساسي من مبادئ العلمانية التي ترسخت فيما بعد وهو حرية العقيدة الدينية وان لا تشتم إلاها لا تعبده ويمكن القول إن الإلحاد هو عقيدة دينية أيضا لكنها عقيدة غبية في نفس الوقت.
ومن المعروف أن الفلسفة بشكل عام تقسم إلى فلسفة مادية وفلسفة مثالية وأتباع كل فلسفة يحكمون على الأشياء بحسب منطلقات كل نظرية، فالفلسفة المادية تنطلق من تحت إلى فوق وتعتقد أن (الجسم يتحكم في الروح والشعور والفكر والإرادة) بينما الفلسفة المثالية تنطلق من فوق إلى تحت وتعتقد أن (الروح والفكر والشعور والإرادة تتحكم في الجسم) كما يذكر أحد الباحثين.
وعلى الرغم من أن الفلسفة بحد ذاتها لا علاقة لها بالعقيدة الدينية فإن بعض أتباع الفلسفة المادية جعلوها طريقا لنبذ الإيمان الديني في حين أن هذا الإيمان ينبع بالدرجة الأولى من حاجة الإنسان إلى غذاء روحي ينمي نفسه ولا يخدرها كما ذهب إلى ذلك ماركس في مقولته المشهورة والتي فهمت بغير معناها من قبل اتباع الفلسفة المثالية.
العقيدة الدينية خيار شخصي يتبع الدليل الذي يتوصل إليه الإنسان أو بحسب التنشئة الاجتماعية والبيئة المحيطة ولا علاقة لها بالمستوى الفكري للإنسان لذا ليس مستغربا أن نرى باحثا أكاديميا حاصلا على أعلى الشهادات العلمية يتبع عقيدة دينية ما وعلى العكس من ذلك نجد عاملا بسيطا ينبذ الدين ويتجه إلى الإلحاد.
لكن الملاحظ في هذا الصدد أن أغلب من يتجه إلى الإلحاد دليله على ذلك تصرفات رجال الدين أو بعض النصوص البشرية ذات الصبغة الدينية وهو موقف غبي.
وكذلك يلاحظ أن الإلحاد الغربي يتجه إلى الفكرة الإلهية بينما الإلحاد الشرقي يتجه إلى فكرة النبوة ولكن في نهايات القرن التاسع عشر وما بعده أخذ البعض بنفس اتجاهات الإلحاد الغربي.
مع العلم أن حركة التنوير الأوربية لم تقف بالضد من الدين بل من اللاهوت الديني وضد سيطرة المؤسسة الدينية في مقدرات الدولة والمجتمع وضد قمع حرية الفكر لذا فإن سبينوزا مثلا كتب كتابه (رسالة في اللاهوت والسياسة) كنقد للظاهرة اللاهوتية وضد الجمود في تفسير النص الديني.
وسبب نقد أصحاب التنوير الأوربي للاهوت هو أن هذا اللاهوت يرتكز في أساسياته إلى الفكر الإغريقي والروماني القديم ولا علاقة له بأساس العقيدة المسيحية الشرقية وهذا واضح منذ مؤتمر نيقية سنة 325.
لذا يمكن القول إن الإلحاد فكرة لا تتلاءم مع النمط الشرقي للدين، وحتى فلاسفة الشرق حينما تابعوا الدرس اللاهوتي المسيحي لم يكونوا موفقين في ذلك لأن الدين الشرقي لا يحتمل هذه الأفكار اللاهوتية المعقدة والصعبة على العقل البشري الذي ينحو باتجاه البساطة والوضوح.
لذا فإن العلمانية في هذا المجال لا علاقة لها بالإلحاد لا من قريب ولا من بعيد ومن يطلع على طروحات علي عبد الرازق في كتابه المهم (الإسلام وأصول الحكم) يدرك جيدا أن العقيدة الدينية لا علاقة لها بالسياسة بحكم ثبات الأولى ومتغير الثانية.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغنون والوقت
- بسامير 24/ آخر البسامير
- صفنة (النخبوي)
- بسامير 23
- بسامير 22
- بسامير 21
- بسامير 20
- بسامير 19
- بسامير 17
- بسامير 18
- اسئلة في قضايا التنوير
- بسامير 16
- ليست سياسة بل أشياء أخرى
- بسامير 15
- الشعر العمودي وقصيدة النثر/ نموذج لقصيدتين
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- هن... صانعات الحكايات/ قراءة في السرد النسوي البصري الجزء ال ...
- بسامير 14
- بسامير 12
- بسامير 11


المزيد.....




- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رياض قاسم حسن العلي - العلمانية وتقليعة الإلحاد