|
تيسير علوني : استقاء الخبر وحرية الصحافة !!
خالد عيسى طه
الحوار المتمدن-العدد: 1723 - 2006 / 11 / 3 - 03:54
المحور:
الصحافة والاعلام
■ دأب الذين لا يرتاحون الى أي شئ عربي قد يفوق على نظير له عندهم ، فيقومون بشن حملة واسعة ضد هذا الشئ العربي خاصة بالمجال الاعلامي.
الكل يعلم ان تنامي حضور الفضائية العربية قناة الجزيرة ، أقلق مضاجع الاوربيين من خلال وسائل الاعلام المقرؤة والمرئية وبدأ هولاء بحملة شرسة على مراسلي هذه الفضائية العربية ، سيما الذين يغطون أحداث الحرب الافغانية ، وتمرسوا فيها ونقلوا تجربتهم الى الساحة العراقية يوم قام الامريكان باحتلاله ، كانوا يغطون أحداث الحرب العراقية يوم بيوم بل ساعة بساعة وبرزوا في نقل الخبر والتماس والتعامل مع الحدث بمنتهى الجرأة والشفافية ، يدفعهم هاجسهم الاعلامي أولاً ، والشعور القومي ثانياً ومشاركة الشعوب في نضالها ضد الاحتلال.
الكل يعلم ان حروب العالم المعاصر ليس شرسة فقط في وسائل ممارسة القوة العسكرية بل هي أشرس وأكثر ضراوة في الحرب الاعلامية تطبيقاً لقول السير "ونستون جرجل" وهو رئيس وزراء بريطانيا اثناء الحرب العالمية الثانية يوم قال : " ان كل كلمة تكتب اعلامياً في حق العدو تعادل رصاصة تطلق في ميادين القتال" وقد أحسن ما قال فحرب الاعلام هي أشد قسوة وضراوة سيما ما استعمل قلمها ضد العراق تحت مظلة ما يسمى مكافحة الارهاب.
وبالنظر للتطورات الجارية في وسائل الاعلام حيث تتفاعل وتتعايش مع الشعوب وذلك باقتحام بيوتهم بدون استأذان ويصل حداً يصبح كجزء من العائلة ، ليغذي عقولهم صباحاً مساءاً بثقافة نشر وتوصيل المعلومة الموجة ، أستغل الامريكان والاوربيون الاعلام المرئي والمسموع من أجل تحقيق أهدافهم ومآربهم واطماعهم ومصالحهم ، وهذا ما حدث في العراق وافغانستان ودول اخرى.
أتسمت قناة الجزيرة الاخبارية بنشر وتعميم ثقافة الصحافة الحرة النزيهة وذلك بنقل الحدث بشفافية وصدق مما جعلها تضاهي بل تتقدم على القنوات الفضائية العربية والدولية منها قناة bbc و cnn وأصبحت مصدراً للخبر العاجل من مكان الحدث وهذا ما جرى في الحرب العراقية ، وكذلك تميزت هذه القناة ومن خلال الصراعات والتسابق للقنوات العربية والعالمية، بمصادقية وسرعة نقل المعلومات والاحداث وتناولها بشكل محياد ، وكذلك احترام الرأي والرأي الاخر والاهم هو احترام ثقافات جميع الشعوب ، مما اثار ريبة الغرب وهذا أدى الى محاربتها وتعطيل اعمالها ، واعتقال تيسير علوني أكبر مثال على ذلك .
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا المجال : هل جاء نجاح الجزيرة من فراغ ؟!
الكل يعلم ان قناة الجزيرة جاءت بعد ان توفرت لها النواحي المادية والكوادر العلمية والاعلامية الجيدة ، اضافة الى الرغبة الحقيقية لاثبات القدرة العربية في مجال الاعلام الصادق ، وهكذا ولدت الجزيرة في عش النسور الكبيرة ، وكان نموها سريعاً ومؤثراً بعش الصقور ، فاخذت تنحت بمنقارها صخرة التزاحم على مجال الاعلام الهادف، مما ادى الى انقلاب ودفقة قوية الى الامام ونقلة سرية لاعلام عربي متطور وصادق ، وفعلاً أصبح اعلامنا أقوى ممن كانوا في عش الصقور والمتمثل بقناتي cnn و bbc وهذا لا يروق للاعلام الاوربي العالمي وبدأت الانظمة الغربية بمحاربة الفضائيات العربية بعدة وسائل منها استخدام العنف وقوة السلاح لكبت حرية الرأي وهذا ما حدث عند قصف مقرات الجزيرة في بغداد وافغانستان ، وطالت اشخاص الصحفيين عن طريق استخدام سياسة الترغيب والترهيب واستخدام الاعتقال القسري وهذا ما حدث لتيسير علوني ، بعد نجاحه في نشر مقابلة مع المطلوب الاول في العالم " اسامة بن لادن " وبدأت خيوط مأمرة حبط وحبس حرياته تنظم بالخفاء.
وعلى ضوء ما تقدم ، واذا اردنا ان نجعل من حالة الاعلام العربي ، حالة متطورة تتفاعل مع الاحداث وتسير مع أحداث الزمن فعلينا ان نؤمن لمراسلي الفضائيات الضمانات اللازمة لتحقيق الحرية الكاملة في استيفاء الخبر وان أي حاجز أو عائق بينهم وبين ما يختارونه هو عمل مدمر لحرية الصحافة والاعلام.
فالصحفي والمراسل بعضاً يتنكر ويذهب مع الثوار والاخر يتعايش مع قوات المافية وبعضاً يدخل في دهاليز المخابرات أو سراديب الشيوعية.
أيعني هذا انه أعتنق المبادئ الشيوعية أو مارس اعمال المافية ؟ اذ ان الدافع لهذه الممارسات هو الوصول والحصول على الخبر الصحيح والحقيقي وهذا السبب أدى الى ذهاب تسير علوني لمقابلة "اسامة بن لادن " واضعاً حياته في كفه وحاملاً لكفنه ، وان دل هذا على شئ انما يدل على ايمانه بحرية الصحافة مما جعلته صحفياً متميزاً يفوق عن غيره بركوب الصعاب والوصول الى كهوف افغانستان من أجل نقل الحقيقة ، وكانت الفرصة التي يتمناها كثير من الصحفيين العرب والاجانب وخاصة صحفيين قناتي bbc و cnn وقنوات اخرى.
أيجوز مع هذا التفرد بالبطولة وركوب الصعاب ومخاطر المقابلة ان يحاسب تيسير علوني ويحاسب ويعاقب ويصدر بحقه سجن 7 سنوات ؟!.
والله انها مهزلة.
مهزلة الحرية والديمقراطية.
مهزلة سيادة القانون والقضاء.
مهزلة حرية الصحافة والاعلام.
مهزلة التطور الحضاري الذي ذهب الكثير في سبيل تحقيقه.
نحن في هذا الحكم تناقض وجودنا الحضاري واملنا في الديمقراطية وسعينا لتحقيق حرية الرأي والصحافة كما أقرره الاعلان العالمي لحقوق الانسان .
ان منظمة محامين بلا حدود تسعى دائماً لتحقيق العدالة وتوفير الضمانات اللازمة لتحقيق مبدأ استقلال القضاء ، ودعمها واستمرارها للدفاع عن تسير علوني ، والطعن بقرار المحكمة الاسبانية وفقاً لاصول المحاكمات واللجوء الى محكمة العدل الدولية والتي تتميز بقضاء عادل وحكيم ، لتحقيق العدالة ضد الظلم والانتصار لمبدأ حرية الرأي والصحافة كما جاء في الاعلان العالمي لحقوق الانسان ضمن الحقوق المدنية.
ويد الله على كل ظالم
#خالد_عيسى_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
احتمالات نفوذ الغير في الاعلام العربي
-
لماذا...... وما سبب الزيارة المفاجئة لوزيرة الخارجية الامريك
...
-
المغزى الحقيقي لجعل صدام حسين أسير حرب
-
الديمقراطية سلعة نسوقها لمصلحتنا .. فقط
-
الارهاب : بين قوة التحدي وقوة الاحتجاج
-
الفوضى الامريكية الخلاقة
-
العراق يواجه سياسة الارض المحروقة
-
الشعب العراقي تحت مطرقة القوات الامريكية والمليشيات
-
غرقنا جميعاً في داء الطائفية !!
-
المغتربون لماذا يترددون في الرجوع ؟
-
يومنا مثل أمسنا...والعراق واحد
-
ابطال العراق بين الوهم والحقيقة
-
عراق بدون بعث .... أو بعث بدون دولة العراق
-
هل وضع العراق ... الامني .. والاجتماعي يتحمل المزيد من اللعب
...
-
حان الوقت على التعريف المحدد للإرهاب
-
هربت بجلدي.. من العراق الوطن الغالي لان أسمي عمر...!!
-
الشعوب لا تؤخذ بالتضليل الشعب العراقي... والفرنسي ..نموذجاً.
...
-
خطر وجود مليشيات الاحزاب ..!!!
-
أمريكا أرحم بالشعب العراقي من طالبي تشكيل الميليشيات
-
دور المرأة العراقية في بناء الديمقراطية
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|