رزكار نوري شاويس
كاتب
(Rizgar Nuri Shawais)
الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 15:09
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
* عبر كل تأريخ البشرية و حضاراته ، كانت المعتقدات المشحونة بالأساطير و الخرافات ، بقصصها المثيرة المشوقة و بطولاتها الخارقة و تضحياتها الإيمانية ، تعد واحدة من أقوى وسائل غسل الدماغ الجماعي و تجميد الفكر و التفكير في إطار مقدس غير قابل للجدل و النقاش ، فهي الأسهل على الفهم و الأستيعاب بين الجماعات الأمية المتخلفة و الطبقات المحرومة و المسحوقة من بسطاء الناس .
من غابر الزمان كانت الخرافات و فبركتها ، و إضافة البركة الالهية عليها و تعميمها مدموجة بالقسوة و العنف بين الناس ، الوسيلة الفاعلة للمستبدين للسيطرة عليهم و على مواردهم و طاقاتهم و تسخيرها لامجادهم و حروبهم و رفاههم ..
* لا تملك أية ديانة براءة إختراع قصص عودة الرسل و المخَلّصين .. فحكايات ( أخنوخ ، و المخلّص و المنتظر ) أو أية اسماء و ألقاب أخرى و انتظار عودتهم لإنقاذ البشرية من مآسيها و القضاء على ظلم الطغاة و المفسدين على الارض و إرساء العدل و السلام في أرجاء المعمورة و بين كل خلق الله ، مكررة في أغلب الديانات و العقائد السماوية و غير السماوية ، بل وفي اساطير و قصص التراث الشعبي للعديد من الامم و الشعوب .
هذا الارث توارثتها المجتمعات البشرية جيلا بعد جيل مع كل ديانة جديدة و تمسكوا بها أملا منهم و انتظارا للذي سيأتي لينتشلهم من بؤسهم و حرمانهم و قلة حيلهم مع دهاء و ظلم الظالمين، فيقيم العدل و يقودهم نحو حياة أفضل ..
* أجل فلكل حضارة انسانية أحلامها و أساطيرها و الأبطال المدافعين عنها ..
ملائكة تهبط من السماء لتثار و تقتص من الأقوياء الظالمين دفاعا عن الضعفاء المظلومين ..
( توبو ) عند الصينيين و ( ادراسيتا ) عند الاغريق و (الغولم ) عند بني اسرائيل و غيرهم .. فالانسان منذ القدم ، كلما اشتدّ عليه الظلم آمن بعدالة سماوية تخلصه من وطأته و آلامه ، فمنح العدالة صفة القدسية و سمواً الهيا مهما كان في طباع العدالة هذه من بطش و قسوة ..
* و أما الظلم .. فلا يزال منتشرا في أرجاء الارض ، و العدالة لا تزال عاجزة عن اجتثاثه من جذوره ..
و لا تزال البشرية في انتظار ( غودو ) العادل .
#رزكار_نوري_شاويس (هاشتاغ)
Rizgar_Nuri_Shawais#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟