أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - المعارف التي لم تثمر














المزيد.....

المعارف التي لم تثمر


خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)


الحوار المتمدن-العدد: 7665 - 2023 / 7 / 7 - 00:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ا
عندما تتسلّط جماعات على الناس باسم الدين و العرق في بلاد تتعدد فيها المعتقدات و الملل والأعراق وينقسم هؤلاء فيما بينهم إلى طوائف متباغضة متنافرة أحيانا و متحاربة أحيانا أخرى ، تفقد البلاد صلاحيتها لأن تصير و طنا حقيقيا ، مختلفا عن مكان اللجوء المؤقت أو الدائم ، فالوطن ليس فقط للسكن و إنما للشراكة بين أهله في إطار الأمة الوطنية .
عندما كنا في المدرسة الإبتدائية ، مدرسة الضيعة نموذجا ، كان المعلمون في غالبيتهم ينتمون أو يتعاطفون مع أحزاب سياسية ، كان في ضيعتنا حزب العربي الإشتراكي في طليعتها ، في حين أن الجدال كان دائما و حماسيا ، في المدرسة الخاصة ، في المرحلة المتوسطة ، بين التلامذة من جهة والمدرسين و المدرسات من جهة ثانية ، حول هويتنا ، او بتعبير أدق حول أصل " هويتنا" . لم يحسم هذا الأمر قبل مرحلة التعليم الثانوي حيث بدأت تتراءى امامنا آفاق الشيوعية المفتوحة و حرب التحرير الوطني لاسيما و أن هزيمة الدول العربية في مصر و سورية و العراق في حزيران 1967 كانت ذات و قع أليم جعلنا في بادئ الأمر ننزع ثقتنا بحكام هذه الدول ، و لكن ما لبثنا أن تراجعنا لاسباب يطول شرحها هنا .
من نافلة القول أن المعارف اللازمة للتحليل و الفهم و التدقيق و النقد متوفرة في مجتمعات الدول المهزومة ، و في غيرها أيضا ، و استطرادا امكانية استخلاص الدروس المفيدة حتى لا نغوص أكثر فاكثر في أعماق الهزيمة لحد الغرق . فلا نظن ان الأدبيات العربية تفتقر لدراسات في علوم الإجتماع و السياسة و الإقتصاد و المال و الإدارة و الهندسة . فانت تجد اليوم باحثين هاجروا من بلدان الدول المهزومة يعملون في جامعات و معاهد عالمية، في كافة المجالات العلمية ، بعد أن عجزوا في بلادهم الاصلية عن صياغة خطط مشاريع عمرانية و خدماتية وادارية إصلاحية ، و تنفيذها ، دليلا على أن لا دور لهم فيها ، فبيئاتها غير ملائمة للتقدم البنيوي و التحديث على المستوى الجمعي .
و لكن المفارقة الكبيرة التي تبلورت بينما كانت مجتمعات الدول المهزومة تنزلق تدريحيا إلى المأزق الذي صار في سنوات 1990 خانقا ، هو مبادرة نظم الحكم في تلك الدول إلى الإنقضاض بقصد التصفية المعنوية و الجسدية ، على الأحزاب السياسية ، فلم يبق إلا شبه الدولة و عسكرها و ميليشيات أحزاب السلطة . نجم عنه إضمحلال الوعي الوطني بما هو محصلة منطقية للإرهاب الذي مورس في وضح النهار أحيانا ، ضد أعضاء الحركات الوطنية ، حيث قتلوا و غيبوا و عذبوا و نفيوا و للعبث المشبوه أو المجنون أو البدائي القبلي تحطيما لدعائم الشراكة الوطنية ، حيث جرى فرز الناس عللى اساس الإنتماء العرقي و الطائفي " على الهوية " بعد أن أعدم الكثيرون "على الهوية " توازيا مع إقتسام جغرافيا البلاد فيما بين الزعماء .
أما عن المدرسة الوطنية و الجامعة الوطنية فحدث ، لقد صارت في خبر كان بعد أن التهمتها مدرسة و جامعة الطائفة و الزعيم و صاحب الأموال التي هبطت من السماء ، فمصيرها كمصير الأحزاب الوطنية التي سحقتها الأحزاب الطائفية سحقا .
هكذا صارت بلاد الدول المهزومة ، قبل هبوب الرياح الأميركية ـ الإسرائيلية ، تنتتج و تُصدر الأشخاص و محاصيل بعض الزراعات الأحادية . اضف إلى النظريات الفكرية و العلمية .



#خليل_قانصوه (هاشتاغ)       Khalil_Kansou#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتلات تطييف البشر و الحجرّ!
- بين فلسطين و أوكرانيا
- بين لبنان و إسرائيل 2
- بين لبنان و إسرائيل
- حروب العرب بالقياس على الحرب في أوكرانيا
- الجماعة الدينية و المجتمع الوطني
- ملحوظات في تحولات حركة التحرير الوطني
- كلنا نازحون (2)
- عن الدين و الدولة
- دولة غير وطنية
- كلنا نازحون
- سلاح الدولة و سلاح الجماعات
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين 2
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الإيراني : توطين النازحين
- ملحوظات في موضوع الإتفاق السعودي الأيراني
- الجماعة الإحتماعية
- مصطلحات و مفاهيم مبهمة
- صلاح عموري : فلسطيني منفي من فلسطينيته
- الحرب المستحيلة
- الإستعمار المتحول


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - خليل قانصوه - المعارف التي لم تثمر