أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين














المزيد.....


تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين


محمد نفاع

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:23
المحور: القضية الفلسطينية
    


استعرض على الدوام تاريخ ومواقف حزبنا الشيوعي تجاه الاقلية القومية العربية الفلسطينية التي بقيت في وطنها منذ النكبة سنة 1948، ودور هذا الحزب في معارك البقاء والانتماء المشرفة، معتمدا على مصدرين اساسيين، على ما كتب في العديد من الكتب والمؤلفات، وهو مصدر غني وموثق وغير قابل للضياع، وكذلك على ذاكرة اولئك الرفاق والعديد من الناس النزيهين والموضوعيين والامينين والذين عايشوا وعاشوا تلك الايام الشرسة السوداء، ولا شك ان ما في الذاكرة هو اغنى واكثر حيوية وتعبيرا من الصفحات، فليس بقدرة أي مؤرخ واي كاتب ان ينقل ذلك الزخم الحي بوهجه واندفاعه وعطائه الغزير، ومدى الجرأة والمسؤولية في تحمل السيول العرمة من المصاعب والتهديد وقطع لقمة العيش كجزء من مخطط الاضطهاد والترهيب واكمال حلقة الاقتلاع من الوطن،. الساحة والخارطة السياسية اليوم تعجان وتزخران بالاحزاب والقوى والتيارات والتنظيمات العربية، اما يومها فكان الامر يختلف، كان خلوا من ظروف وامكانات الحاضر. كان الشيوعيون ومعهم كل الناس الشرفاء في المواجهة، مواجهة السلطة والحكم العسكري وزلمه وعملائه وبكل اساليب القمع الاضطهادي والمعيشي والحياتي وحتى الاجتماعي، بهدف ايجاد غربة بين الشيوعيين والناس، وايجاد قطيعة مع هذا الجسم الغريب الشاذ المسمى شيوعي وإلصاق مختلف الترهات والاكاذيب، بعضها من قاموس الانجليزي الحاكم والمحتل في الشرق الاوسط، وبعضها من القاموس الصهيوني الغني هو الآخر بالاباطيل.
بكل اسف وبكل قرف نشير الى ان بعض البحاثين والبحاشين، والذين لا رصيد لهم الا هذا الطرح "الحداثي" جدا في التزييف والتزوير وعلى اساس "علمي اكاديمي" مأخوذ من رفوف السماء السابعة ومشتقات العقد النفسية في عداء الشيوعية، ودلق هذا البحث والبحش ولعل ذلك يوقع بعض الضحايا، لعل ذلك يساهم في معركة التزوير والتزييف حتى يجد اصحابها واتباعها لهم مكانا تحت الشمس، وحتى يردوا مقابل التمويل السخي لهم من شعاب الرجعيات العربية، لكننا سنعود الى هذا الموضوع لاحقا في المستقبل "إن عشت وربي خلاني" كما تقول الاغنية.
اما الذي دفعني لتسطير هذه الكلمات فهو الآتي: شاركنا اهلنا في كفر قاسم في الذكرى الخمسين للمجزرة، وزودونا ببعض المواد والكلمات، لنكتشف وبقدرة قادر تغيير ممجوج لدور الشيوعيين ودور توفيق طوبي وماير فلنر، ولنكتشف ان المحامي المعروف امنون زخروني ولاول مرة هو اول من وصل الى المكان في اليوم الثاني للمجزرة وعن طريق الوعر وجمع شهادات من الناس. هذا اكتشاف جديد جدير بالدراسة فعلا!! حتى لو اعلن عنه بتأخير كبير، نصف قرن. نحن لا نتوخى من البعض كيل المديح للشيوعيين فهذا كثير والطلب غالي، لكن نتوخى التعامل مع الحقائق، مع التاريخ، مع الامور البديهية المعروفة والمغروسة عميقا في الحياة، وفي اذهان الناس الاحياء بصدق وأمانة.
يبدو ان هنالك مسيرة سائرة للنيل من التجربة التاريخية الغنية لهذه الاقلية القومية، وهذا التاريخ وهذا البقاء وهذا الوزن النوعي، وهذا الدور الكفاحي لم يصنع بالابحاث المزيفة، ولا بالكلمات والتعابير المنمقة المستوردة من عالم العولمة، ولا من الاسماء البراقة لمختلف الاطر والجمعيات، ولا من حمحمة وصهيل فضائيات عربية مأجورة او متحجرة، ولا من غيبيات سابحة في الآفاق، هذا التاريخ صنع على الارض، في الميدان والساحة والسجون والمعتقلات، في الهاجرة والزمهرير، في المحاجر والمنابر الشعبية الاصيلة والعادية والبسيطة والفقيرة، قام بها اناس بسطاء فقراء محرومون ملاحقون مشردون لكنهم عمالقة جبابرة في الصمود والتضحيات وبعد النظر والمسؤولية الفذة، قاوموا الترحيل، وقاوموا التمزيق والشرذمة والتشرذم، قاوموا الصهينة والضياع، قاوموا كل اشكال التعصب والعنصرية، قاوموا سياسة التجهيل، قاوموا الخيانة العربية وعروبة الشعارات الجوفاء الطارفة والتليدة، العريقة والمستمرة، قاوموا ادب وثقافة الاستسلام والاتكالية، قاوموا التهويد والمصادرة، صنعوا يوم الارض الخالد وبالرغم من كل تطاول المتطاولين على هذا الدور، وبالرغم من حقد الحاقدين وتزوير المزورين، هذه الحملة على تاريخنا ودورنا وتجربتنا لها جذور ومصادر صهيونية وامريكية وعولمية وعربية بترودولارية، وكذلك من نظم لا تملك بلادها البترول.
هذه الحملة الحاقدة على شعبنا وعلى دورنا وعلى تجربتنا النضالية الشامخة والصادقة والتي اصبحت هي المميز وهي الهوية، بحاجة الى فضح اكثر ما هي مفضوحة الآن، بحاجة الى نشر وتعميم هذا الشموخ بين الاجيال الشابة خاصة، وبحاجة الى تعزيز وتقوية هذا الدور، وهذا الخط، وهذا الحزب الشيوعي، وهذه الجبهة الدمقراطية، وهذه الصحف العريقة الاصيلة المبدئية المقاومة والتي كانت وستظل منبرا راسخا للثقافة الانسانية وللادب المقاوم لكل اشكال وانواع وانماط الظلم والاضطهاد والتفرقة، قد ينجح التشويه والتزييف بعض الشيء ومؤقتا، ولكننا لا نعتمد على الايام وحدها لترسيخ الحقيقة، ان لم نتفرغ نحن اكثر لصد هذه الحملة، بقوتنا ووحدتنا والتمسك بمبادئنا وتنظيمنا.
كل المواقف الصحيحة الوطنية والقومية والنضالية والثقافية والاجتماعية والسياسية والتي يجيرها البعض لأنفسهم في زمان الترلّلا هذا صنعت في حزبنا الشيوعي وجبهتنا، نحن اصحابها، ومن الحسن جدا ان يتعامل معها الآخرون، لكن ليس من الحسن ابدا هذا التزييف وهذا التسويف وهذا التشويه.



#محمد_نفاع (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألثوابت الأساسية للحزب الشيوعي
- ليُرفع عاليًا صوتُ اليسار العربي ضد الإجرام الإسرائيلي الأمر ...
- ألفكر الماركسي موقف وممارسة وليس شعارا للتلويح
- المجلس القطري للحزب الشيوعي الاسرائيلي صعوبات، آفاق وتطلعات
- تجمعات قومية، يسارية سياسيا ومعادية للشيوعيين
- اختتام اعمال لقاء أثينا للأحزاب الشيوعية والعمالية
- دفاعا عن صدّام ضد الأمريكان
- نقاش مع انجلز وماركس حول المجتمع البشري ومملكتي النحل والنمل
- الدكتاتورية قتل للوطنية وضرورة النقد الذاتي قبل الهزيمة
- كيف تكون شيوعياً جيداً


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد نفاع - تزييف التاريخ وسرقة المواقف ضد الشيوعيين