نداء الحزب الشيوعي العمالي العراقي الى جماهير العمال في العراق

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 511 - 2003 / 6 / 7 - 08:25
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

يمر المجتمع العراقي باوضاع  انتقالية خطيرة و حساسة بعد انهيار النظام البعثي الفاشي اثر الحرب  الدموية  التي شنتها امريكا وحليفاتها و بعد  اضفاء الشرعية على اعتبار العراق بلداُ محتلا من قبل الامم المتحدة  تديرها امريكا و بريطانيا.
 ان جماهير الطبقة العاملة، بصفوفها المليونية من النساء و الرجال، تشكل قوة طبقية و اجتماعية عظيمة بوسعها التاثير على مسار الاوضاع الانتقالية الحالية و تغيرها لصالحها وطبع الحياة الاجتماعية والسياسية للبلاد بطابع مطالبها واهدافها التحررية.
انها، ولتحقيق ذلك، بامس الحاجة الى توحيد صفوفها في حركة عمالية قوية و عريضة وحول مطاليب واهداف عمالية اقتصادية وسياسية حياتية وملموسة في خضم الاوضاع الحالية.  انها بحاجة للأستفادة من الاوضاع والاجواء المفتوحة الحالية لتنظيم حركتها ونضالها وان تقوم بتشكيل منظماتها الجماهيرية. فبدون تشكيل المنظمات العمالية الجماهيرية كاداة  للتدخل النشط لجماهير العمال لتحقيق ارادتها الحرة لا يمكن ان يكون للعمال اي دور ليس في الحياة السياسية للبلاد فحسب، بل في تحقيق ابسط الاصلاحات الاقتصادية و والاجتماعية لصالح الطبقة العاملة.
لقد سحق النظام البعثي الفاشي طوال سنوات حكمه  المشؤوم ابسط حقوق العمال وحرياتهم، وقمع الحركة العمالية ونشطاءها بشكل لاانساني. اذ تتمثل الخطوة الاولى للعمال الان في الاقدام على انهاء آثار ووسائل ذلك النظام القمعية فيما يخص العمال ونضالهم. ان اي تحرك عمالي لانشاء المنظمات العمالية الجماهيرية ومجمل اشكال الحركة المطلبية الراهنة تصطدم، لا محالة، ببقايا مؤسسات النظام. لهذا، لايمكن ان يتحرك العمال دون الانهاء الفوري لجميع  اللجان و النقابات و الاتحادات  البعثية التي لم تكن الا ادوات قمعية بيد النظام وضد العمال.
تستهدف امريكا فرض اشد اشكال استغلال الطبقة العاملة في العراق و ضرب تطلعاتها واهدافها التحررية و الاشتراكية من الاساس.  في حالة  تحقيق  سيطرتها على الاوضاع وتامين بقاءها كقوة محتلة تفرض قوانين السوق الحرة كي تتحكم، بقسوة، بحياة وعمل ملايين العمال من  الرجال و النساء في العراق. انها تتنصل، و بشكل متغطرس، عن مسؤولية تامين الضمان و الخدمات الاجتماعية و الصحية و التعليمية المناسبة للجماهير.  
كما وان القوى والاحزاب القومية والدينية والعشائرية والطائفية التي تتصارع من اجل المشاركة في النظام السياسي المقبل  للبلاد هي قوى رجعية مناهضة للطبقة العاملة و حركتها التحررية . انها تلعب دورا في  شرذمة العمال على اساس القومية والدين و الجنس و العرق وعلى طمس هويتهم الانسانية وفق ذلك، ليس هذا فحسب، بل تستخدم القسر والعلاقات المتخلفة  العشائرية و القبلية و الطائفية لبث الفرقة بين صفوف العمال و ابعادهم عن الوحدة و التنظيم  طبقا لمصالحها الطبقية.
يا جماهير الطبقة العاملة
ان تغيير الاوضاع لصالح حركة الطبقة العاملة و اهدافها التحررية مرهون بمبادرتكم الجماهيرية وتحقيق ارادتكم الحرة في الاوضاع الحالية.  لنرفع راية مصالحنا الطبقية و الانسانية التحررية و الوقوف بحزم ضد التفرقة القومية و الدينية و كل اشكال التميز التي تشرخ صفوف العمال و لنخوض نضالا حازما لتنظيم وتوحيد صفوف الحركة العمالية وتقويتها . ان الخطوة الاولى في  تسييير حركة عمالية مقتدرة تتمثل بتنظيم العمال في حركة مجالسية عمالية او اي من اشكال التنظيم الجماهيري المناسبة  للعمال، وتتمحور الان و في خضم الاوضاع الحالية حول تحقيق  المطاليب التالية:
1- الغاء المؤسسات المسماة بالنقابات  العمالية التابعة للنظام البعثي و منع  رموزها من لعب اي دور في صفوف الحركة العمالية.
2- اعادة تشغيل جميع المعامل والمؤسسات الخدمية والانتاجية ودفع رواتب العمال العاطلين عن العمل في تلك المعامل والمنشاءات فورا وفرضها على الادارة المدنية .
3- الغاء الادارات السابقةفي جميع مراكز العمل واختيار ادارة جديدة يشارك العمال في اختيارها وتاسيسها.
4- فرض ضمان البطالة لجميع العاطلين عن العمل.
5- فرض قانون عمل عمالي يقر بالحقوق الاساسية للعمال اولها حقها التام في الاضراب، التظاهر و التنظيم  وكذلك قوانين الرفاه والضمانات  الاجتماعية،  على اية حكومة تتمخض عن الاوضاع الحالية.
6- قيام  المنظمات الجماهيرية العمالية بدور أساسي في صياغة القوانين و اختيار و ارساء النظام السياسي في العراق.

ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي لن يألوا جهداُ في المساهمة الفعالة والجادة لأيجاد وتقوية  المنظمات  الجماهيرية للعمال والأرتقاء بها صوب تحقيق اهدافها.
30/5/2003

#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات