أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين














المزيد.....

في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين


محمد علي مقلد
(Mokaled Mohamad Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 11:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



لا أكون منصفاً إن جعلتهم سواسية، ولا منصفاً إن رجحت دور المؤسسة الدينية وأغفلت ما عند الأفراد من مميزات ومزايا أو مثالب. ذلك أن رجال الدين بشر، متنوعون جينياً وثقافياً وأخلاقياً، ولا تستطيع المؤسسة، مهما برعت، أن تصهرهم وتعيد إنتاجهم فتزيل ما بينهم من فروقات تكوينية.
تمايز بين الأفراد، وكذلك بين المؤسسات. الكنيسة كانت تملك سلطة تطويب الحاكم إن لم تكن هي صاحبة السلطة الفعلية. كانت تدير شؤون الدولة بطريقة مباشرة أو من خلف الستار. أما رجال الدين لدى الطوائف الإسلامية فلا يخضعون لأي انتظام، وإن انتظموا فهم، على العموم، طوع بنان الحاكم وسلاحه لتطويع العامة من المؤمنين.
في لبنان يتضاعف التمايز بين الأفراد كما بين المؤسسات. قبل الاستقلال كانت الكنيسة المارونية هي الدولة في ظل أوضاع خاصة بالجبل منذ أيام نظام الملل العثماني. يصفها الباحث فردريك معتوق بأنها كانت، آنذاك، بمثابة دولة قادرة على حماية رعاياها من بؤس أغرقهم فيه استبداد السلطنة والمجاعة وأسراب جراد أكلت الأخضر واليابس.
البيوتات الدينية والمرجعيات الفقهية كانت البديل الإسلامي عن الكنيسة عند المسيحيين. عبدالله العلايلي، محسن الأمين، عبد الحسين شرف الدين، محمد جواد مغنية، حسن خالد، صبحي الصالح، وغيرهم، ظلوا يوالون الحاكم أو ينازعونه السلطة حتى انفجرت الحرب الأهلية وتطايرت معها سقوف تلك البيوتات لتتكاثر كالفطر عمائم من خريجي حوزات محو الأمية الدينية، وتنافسها حتى صارت إزاءها كالميليشيات إزاء الدولة.
صراع الكنيسة مع السلطنة هو، في جانب منه، صراع على السلطة السياسية أيضاً لا على السلطة الثقافية والروحية فحسب. انعكس ارتباك القوى الإسلامية الدينية والمدنية حياله ارتباكاً حيال الموقف من الاستقلال. مع 13 نيسان تحررت القوى الدينية من أثقال العقود الثلاثة من عمر الاستقلال حتى بات الانخراط في الميليشيات بمثابة واجب ديني تمليه مصلحة المسيحيين ضد "الخوف" ومصلحة المسلمين ضد "الغبن". حتى الكنيسة التي كانت ترمي الحرم على من يخرج عن طاعتها أباحت تحويل التشدد إلى تعصب مذهبي وترجمته على المتاريس.
علاوة على ذلك حررت الحرب المؤسسة الدينية إسلامية ومسيحية من الروادع فجعلتها تنعم بمزيد من الاستقلالية المالية والإعلامية وبات بعض النافذين فيها أو الناشطين تحت خيمتها ينسقون جهاراً نهاراً مع قادة الميليشيات ويشاركونهم الأعمال التجارية حتى في الممنوعات والمال الحرام والتهريب والتهرب الضريبي.
أخطر التبعات التي تسببت بها الحرب الأهلية هي أنها حررت رجال الدين ممن لا يخضعون لأية تراتبية هرمية، وعلى وجه خاص الشيعة منهم، من أية رقابة، وأتاحت لهم ولقادة الميليشيات أيضاً حرية التحريض الطائفي والمذهبي من مكبرات الصوت في الحسينيات كوسائل إعلام مبتكرة.
أساء رجال الدين للعلمانية حين جعلها المسلمون منهم مرادفاً للكفر وميز المسيحيون منهم بين صيغة متطرفة منها وأخرى معتدلة، وترجموا الاعتراض والتحفظ مناكفة بين الفريقين للتملص من أحكام القوانين العلمانية، بل لانتهاكها، مستندين في ذلك إلى تناقض النصوص الدستورية بين حقوق الإنسان الفرد وحقوق الجماعات الطائفية.
هذه الإساءات دفعت بعض العلمانيين إلى المطالبة بمنع رجال الدين من العمل في حقل السياسة. أخطاء متبادلة والضحية على الجانبين حقوق الإنسان الفرد. والصحيح أن ما ينبغي حظره عليهم في الدستور وفي الواقع هو ممارسة السلطة من خلال مؤسسات موازية لمؤسسات الدولة كما هي الحال في المحاكم المذهبية.
احتكار الدولة للقضاء كاحتكارها استخدام السلاح. فالازدواجية تدفع دهماء الطوائف إلى التلاقي مع زعماء الطوائف على انتهاك سيادة الدولة.
دولة القانون والمؤسسات هي الحل.



#محمد_علي_مقلد (هاشتاغ)       Mokaled_Mohamad_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصيحة إلى الثنائي؟
- في نقد 13 نيسان (16) المغتربون
- في نقد 13 نيسان (15) نوّاب الطائف
- من الخاسر ومن الرابح؟
- الكفاءة بين خطابين رئاسيين
- من يحدد وجهة التغيير الناخب أم النائب؟
- في نقد 13 نيسان (13) الفدراليون
- في نقد 13 نيسان (12) العلمانيون
- في نقد 13 نيسان (11) العروبة والعروبيون
- في نقد 13 نيسان (10)تنظيمات الإسلام السياسي
- في نقد 13 نيسان (9) كراسات الكسليك
- ليس دفاعاً عن رياض سلامة
- في نقد 13 نيسان (9)المثقف القومي
- في نقد 13 نيسان (8) التجمع الإسلامي
- في نقد 13 نيسان (7) التنظيمات القومية
- في نقد 13 نيسان (6) اليسار الشيوعي
- في نقد 13 نيسان (5) حزب الله
- في نقد 13 نيسان كمال جنبلاط(4)
- 13 نيسان، في نقد النقد المارونية السياسية(3)
- 13 نيسان: في نقد النقد (2) الشيعية السياسية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي مقلد - في نقد 13 نيسان (17) رجال الدين