منظمة مجتمع الميم في العراق
الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 02:39
المحور:
حقوق مثليي الجنس
اكتشاف العلاقة بين الأشياء والحوادث هي أحد أهم أسس المنطق السليم، فمثلا ما هي العلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات، او ما هي العلاقة بين وباء كورونا وخسارة شركات السياحة، او ما هي علاقة القمر بظاهرة المد والجزر؛ وغيرها من الأمثلة كثير؛ وفي كل الأمثلة تجد علاقة معينة، فكورونا الوباء أحد اهم عوامل الوقاية منه كان المكوث في البيت، بالتالي كانت الخسارة واضحة على شركات السياحة؛ شيء منطقي جدا، لا تخرج الناس ولا تسافر، اذن فالخسارة تقع على رأس شركات السياحة، فهي المتضرر الأكبر.
في العراق لا تجد الا الفوضى، او مثلما يقال في الدارج "شي ما يشبه شي"، مثلا أيام انتفاضة تشرين، والتي كانت تنادي بإسقاط النظام، السلطة وميليشياتها كانوا يقولون ان انتشار المثلية بسبب هذه المظاهرات، فكان الفرد منا يحاول تفكيك العلاقة التي اوجدها النظام، لكنه يواجه الفشل، فالشبيبة المنتفضة كانت مطالبها واضحة جدا، إزالة هذا النظام الفاسد والقاتل، لكنهم فوجئوا بوجود بربطهم بمجتمع الميم.
قبل أيام، أحدث سلوان موميكا ضجة لم تهدأ الى حد هذه اللحظة، فقد اثار عاصفة غاضبة بحرقه لنسخة من القرآن، هذه العاصفة كان العراق مركزها العالمي، فهو البلد الوحيد الذي شهد مظاهرات حاشدة، قادها التيار الصدري، الذي اقتحم السفارة السويدية، مكسرا محتوياتها، ومهددا طاقمها؛ اما السلطة فأنها سلمت مذكرة احتجاج للسفيرة السويدية، وطالبت بتسليم سلوان موميكا، كونه يحمل الجنسية العراقية.
لكن لماذا التيار الصدري بالذات من بين جميع القوى الإسلامية التي تحكم البلد، واغلبها متطرفة جدا؟ هناك علاقة ما على يبدو بين تظاهر عناصر التيار الصدري وحرق القرآن، فهذا التيار يريد كان قد هٌمش من قبل رفاق الامس وأقصي تماما من العملية السياسية، وبات معزولا، لا يأبه له أحد؛ هنا هو يريد حدثا معينا لكي يخرج بتظاهرة، معلنا عن نفسه ومستعرضا قوته، باعثا برسالة قوية لأخوته القدامى.
الغير مفهوم ان يخرج التيار الصدري في مدينة العمارة، يتظاهر ضد حرق القرآن، ويحرقون علم المثلية! تصاب بالدهشة، تتساءل مع نفسك: ترى ما علاقة مجتمع الميم بحرق القرآن؟ هل كان سلوان مثليا؟ هل رفع علم المثلية وهو يقوم بحرق القرآن؟ وهنا تبدي عليك الحيرة، وتردد المثل الشعبي "شي ما يشبه شي".
#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟