أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - اللا ديني والأخلاق ...!!














المزيد.....

اللا ديني والأخلاق ...!!


رمضان عيسى

الحوار المتمدن-العدد: 7663 - 2023 / 7 / 5 - 02:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك اشكالية يقع فيها الكثير من الناس ، وهي ربط الأخلاق بالدين . وهذا خطأ !! لماذا ؟ لأن الأخلاق ووجوب احترام الآخر ووجود أعراف لعلاقات اجتماعية كان لها أسباب تختلف عن الأسباب التي على أساسها وُجد التفكير في الغيب وملحقاته . لقد ارتبطت الأعراف الاجتماعية بظروف كل شعب الحياتية ومتطلباته للمحافظة على حياته أمام أهوال الطبيعة ، في حين كان الدين نتيجة للخوف من أهوال الطبيعة .
هناك ربطاً تعسفياً بين الدين والأخلاق .. لدرجة أن الناس صاروا يؤمنون أن : لا أخلاق دون دين .. وهنا المشكلة ..
ان الأخلاق موجودة بأشكالها الانسانية بمعزل عن الأديان وايماناتها .. فالأديان تربط الأخلاق بالتخوييف من عقاب ..
بينما الأخلاق هي مصلحة فردية وضبط سلوكي ضمن المجموعة الاجتماعية ...
من هنا فالأخلاق وُجدت منعزلة عن الدين ، ولكن نظرا لأصولها المعنوية والعاداتية ، فقد أصبح هناك تداخلا بينها لدرجة أن الناس وجدوا صعوبة في التفريق بينهما أو أيهما أسبق ؟
= وللتأكيد على هذا ، فإن الأخلاق ممكن أن تتغير ، بينما الدين يبقى على حاله لارتباطه بالمقدس .
هل هناك أخلاق عند الانسان الذي يقول أنه لا ديني ؟
الجواب : نعم ، فكل انسان لديه قيَم تمنعه أن يفعل الفعل الشائن ، وتجعله يفعل الفعل الحميد والحسن . والإتهام بأن اللاديني هو بلا أخلاق سببه يعود إما لأسباب تبني الآخر لوجهة نظر دينية أو لأسباب تعود الى الاختلاف في الثقافة ، وطريقة تقييم الفعل بأنه ضمن الأخلاق الانسانية أو الأخلاق اللاانسانية ، المتوحشة .
هناك من يعتقد أن اللاديني -- الذي لا تعجبه الأديان الكتابية - ليس لديه أخلاق ، خطأ فإن اللاديني لديه أخلاق انسانية غير مقيده بدين أو فرقة أو قومية أو بجغرافيا أو بلون أو بجنس ، انها أخلاق مبنية على " قيَم ومثل عليا " مثل الحق والخير والجمال والعدل والحرية والمساواة والاحترام بوصفه كائن جدير بأن يحيا حياة تليق بكائن عاقل ، اجتماعي متجدد ومتطور باستمرار . -- وللحقيقة نرى أن الأديان قد قزمت وحجمت هذه القيَمْ حيث قسمت المجتمع الى مسيحي ومسلم وبوذي ولاديني ، ويهودي ، وكافر ومؤمن واشتعلت صراعات بمبررات وفتاوي دينية ، وكانت هي الأشد تدميرا واشعالا للفرقة بين بني الانسان . –
= لو سألنا هل ممكن أن تكون هناك قواسم مشتركة بين أُناس مختلفون في الدين ، .... الجواب : نعم ... وهذا موجود في العديد من الدول ، وهناك تزاوج بين المذاهب والمختلفون في الأديان ، ولكن اذا اشتعلت المذهبية ، فإن هذا ينهار ، وتسيطر مشاعر التفرقة والسؤال : من أنا ومن أنت .
= بالنسبة للفرد ، الشخص ، الانسان في داخله "وحش " تضبطه الضوابط الاجتماعية ، فالذئب لا يأكل الذئب ، والانسان لا يأكل الانسان ، بل يتآلف مع الانسان ويُنمي القواسم المشتركة للحفاظ على الحياة ... فالمجموع يكون ضابط للفرد لكي لا تنمو الأنانية وتتضخم ، بل تنمو الجماعية وتتعظم . فتتكون أخلاق جماعية انسانية راقية ..
أما الأديان فقد اختزلت الأخلاق ضمن نصوصها فزرعت فوارق بين البشر ... حينما قررت امكانية الاستعباد ، وسمحت ب " ملك اليمين " ...
= وخلاصة القول : لا انسان بدون ضوابط ...وشخصياً أرفض أن يكون الانسان بلا ضوابط وأن يكون ذا " خلق همجي وعيش عشوائي وحرية فاحشة تسمح بالانفلات الجنسي والنهش من الآخرين .. بل أن يكون ذا خُلق انساني ضمن ضوابط متوازنة تحافظ على المُركب الأسري ، وضوابط لا تسمح بظلم الانسان لأخيه الانسان ، فان الظلم والقهر أساس كل المظالم . .
فعلى مدى التاريخ لم يردع الدين أتباعه ويمنعهم من ارتكاب أفظع الأعمال الوحشية واللاانسانية حتى ضد الأطفال و ضد الآخر ، وضد أناس من نفس الدين .. فالأخلاق أكثر تنظيما للمجموعات البشرية من الأديان .. لقد أثبتت الأديان أنها أكبر عامل تفرقة بين المجموعات البشرية ، فهي تبرر أفظع الأعمال وحشية بين بني الانسان . فالمتدين يرتكب أفظع الأعمال وحشية بارتياح ودون تأنيب ضمير .



#رمضان_عيسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما هو الفرق بين الفطرة والغريزة ؟
- الى أين يسير التاريخ ؟
- الثورة والمبدأ
- لماذا عقدت اسرايل اتفاقية أوسلو ؟
- من هي الفئة الطفيلية في المجتمع ؟
- شرع الله والدوران في حلقة جدارها دموي : كيف ؟
- = لماذا يتركز النقد للاسلام على صفحات الفيس بوك ؟
- ما هي الماركسية اللينينية ؟
- ما الفرق بين المقاومة والثورة ؟
- ما هي الروح ؟
- هل هذه أفكارشيطانية ؟
- وباء الكورونا يعزز افلاس الرأسمالية ...
- أشراط الساعة بين المعقولية والترهيب
- فكرة عن المادية التاريخية !!
- استراتيجية حماس الخفية وأهدافها البعيدة !!
- لماذا يكره العرب أنفسهم ؟
- = كارثية تطبيق الشريعة في السودان !!
- الى الاخوة والرفاق في السودان .....
- الحقيقة هي الهدف من الحوار !!
- اختر ذات دين !!


المزيد.....




- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...
- “ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 بجودة عالي ...
- طقوس بسيطة لأسقف بسيط.. البابا فرانسيس يراجع تفاصيل جنازته ع ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - رمضان عيسى - اللا ديني والأخلاق ...!!