أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - العمق الجمالي في الإنفتاح الحضاري














المزيد.....

العمق الجمالي في الإنفتاح الحضاري


رحاب حسين الصائغ

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:20
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


الجواهري في (ليلة معها) يضع مفهوم فلسفي جمالي جديد لجسد المرأة في شعرهِ غير ما يألفه الآخرون من مفاهيم عن الحب، فهو يتعمق في انتمائه كتعويض لما يجده في جسد المرأة وجمال فتنتها، فيصبح عاشق في أصل العشق ويعمل باحثاً عن ما فقده من لذة لدرجة الهيام، ويفكر في الإبداع والإرادة لهذه الشاعر السابحة داخل خيوط مفاهيم المجتمع، يريد معايشة الحياة ودفء الشمس ولمساتها في صور خارجة عن صيغ الاختباء والتخفي، والحب يسري في جسد ( الرجل والمرأة ) فإذن هو حالة جمالية، وتسري فلسفة هذهِ الجمالية في أحاسيس الجنس البشري دون أخذ موافقتهِ- فلماذا ندفع بها إلى عمق آخر غير عمق الجمال، ولا نفتح له كل الأبواب الموصدة، ولننظر أيّ عنف تحمل هذه الرغبة وأيّ رقة تقود إلى البوح بغنجها فيردد هنا:
(( لا أكذبنك أنني بشر جمّ المساوي آثم آشر
لا الحب ظمآناً يطامن من نفسي وليس رفيقي النظر
أو أنني حجر وربما قد بات أروح مني الحجر
لا الشيء بعجبه فيمنعه فإذا عداه فكله ضجر))
كأن الجواهري يقول: كيف التخلص من التفكير بالحب؟ وعدم البقاء ضمن هذا التفكير وهو يبحث عن شفاء للجسد في حيز الواقع.. أصبح الآن في ضرفنا النفس عليلة في حالة الحب، والمعلول هو الجمال وعلته عدم وجود المداوي أي فلسفة الجمال، وفي الحالتين لا بد من الانصهار والتفاعل، ومن أجل الاثنان العمل على المقاصد المعروفة "العمق" وهو الاساس في سطح هذهِ المحايثة حيث يقول:
(( وحسبك من حالة رثة بفرط الجمود لها يعتذر...!
فكنت وعلتها كالطبيب ينعش جسماً عراه الخور
تعلمها أن للعبقري حكماً مطاعاً إذا ما أمر)).
هنا الجواهري كما يقول:* دولوز: (( عندما تثير المحايثة الخالصة من الرأي العام رفضاً غريزياً، إن وهم التعالي الذي يصبه الجمال الفني والبحث في التخلص من القيود)). هما ما يجب صنعهما في الحياة، - وأعتقد إن كل ما يحدث في هذا العالم من محاولات في البحث عن مصدر الجمال هو الحب الذي يحمل لذة تدفع الإنسان للبحث والانصهار من أجل الوصول لمعرفة أكثر بعداً من المتوارث، لذا يتبع المنطق في طرحها ومناقشتها والخوض في كل المجالات للوصول إلى معرفة جديدة وأكثر حداثة وبعد مناقشات ومساجلات وعوائق قد تكون سطحية أو عميقة تفتح الذهن ومخازن العقل. فالجمال هو مرآة الحب يظهر محاسن الحياة ويطفئ مساوئها والجمال يدفع بالغريزة والنفس إلى التقدم نحو خلق الابداع عند الشاعر.
والجواهري يبحث في مصدر أنوثة أفقدته ما أراد أن يتظاهر بأنه أقوة من الإنخراط في مسالك جمال المرأة.. وأيُّ جمال! عليه أن يتذوقه حتى لو كان في قصيدة يشدُّ حبالها إلى أعناق الشعر ويقيدها ضمن شروطه، ليكون الإسقاط على مساحة التوافق الروحي والجسدي والعضوي، لذا يحث القول:
(( يدها بناصيتي ومحزمها بيدي. فمنتصر ومندحر
فلئن غلبت فخير مستند للشاعر الاعكانُ والسرر
ولن غلبت فغالبي ملك زاه. به المغلوب يفتخر
لا شامت ان قدرة عرضت بل صافح عني ومغتفر
أمسك "نهديها" وأحسبني أشفقت أن تتدحرج الأكر
عندي من استمتاعه صورة ومن التغنج عندها صور
قالت وقد باتت تطاوعني فيما أكلفها وتأتمر
أمعانيا حاولت تنظيمها تختار ما تهوى وتبتكر))
ويشهد أنها تمتلك الصورة مرجعاً باعتبارها قيم ذات معاني لإقامة التوافق فما يبقى محضوراً تطلقهُ من نزوع داخلي يؤدي بها إلى توضيح وحي أفكارها، والجواهري يبني من وحي الخيال وتبادل ذهني عبر مسطحات الوجدان الذي لا بفقد أشرعته المتعلقة بالأنسنة الشعرية التي يوحد بها عالمه النقي من كسب المفردة وشرح الجوانب الرقيقة الشاعرية، قد تكون روحية لا نسبية ولا مطلقة، أو بمعنى آخر لا هي عبودية ولا هي من اجل منفعة بل يجدها بالتحديد معرفة باللغة والاختلاط بالظواهر واصل التفكير، هنا يعود إلى ذكر المشاعر الرائعة بقوله:
(( ما أن أخصص منك جارحة كل الجوارح منك لي وطر
يزري بفلسفة مطولة والعلم فيك ((مختصر ))
ويقصد هنا أن كل إنسان وحسب ما عاش من خلال ما مرَّ به وتفاعله مع الأحداث اليومية للشيء والتعامل مع تصورات عقله ومفهومه يكون قد أنجز مضمون حياته ومفاهيمها بطرق طرح ابداعه وخلق جمالية تأخذ نسق خاص بأسلوبه، ويختم قصيدة " ليلة معها" بما يجده مرادف لإحساسه:
(( كذب المنافق، لا اصطبار على قدٌّ كقدكِ حين يهتصر
ومغفل من راح يقنعه منك الحديث الحلو والسمر
يوحي الجحر ويذيب كل تقيّ من مدعيه شبابك النضر
ويرد حلم الحالمين على أعقابه التقتير والخفر )).

المصدر: الكتاب للجميع/ دار المدى /سعدي يوسف / محمد مهدي الجواهري/طبعة 2001/ ص /46



#رحاب_حسين_الصائغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استفهامات الشعر
- الحداثة العربية شعرا.. رؤية نقدية
- هموم الشعراء والمرأة
- الجدل ينفي قصيدة النثر
- تكامل النقص
- التواصل وعقدة المأساة
- المتوازي.. المتعاكس
- المرأة بين العرض والطلب
- سنديانة الرعب
- كيمياء الديمقراطية
- لمشكلة تشابك التشبيهات
- الثقافة والمجتمع بين الحضارة والتغريب
- اهمية أن يكون المرء جاداً / عن المسرح
- كوكتيل الحرية
- المرأة في شعر الجواهري والاسطورة
- المرأة والمجتمع المدني
- الصحافة والمرأة


المزيد.....




- السعودية تعلن عن إجمالي عدد الوفيات خلال الحج هذا العام.. غا ...
- لحظة بلحظة.. تفاصيل وتداعيات هجوم قوات كييف على سيفاستوبول. ...
- جرحى إسرائيليون بهجوم صاروخي لحزب الله على موقع المطلة
- رسميا.. السعودية تعلن ارتفاع عدد الوفيات بموسم الحج
- شاهد: سفن محملة بالمعونات الإنسانية ترسو على الرصيف العائم ق ...
- سيلفي مع رونالدو- تشديد إجراءات الأمن ضد مقتحمي الملاعب بأمم ...
- ردع حزب الله لإسرائيل.. معادلة منع الحرب
- ضجة في إسرائيل بعد انتشار مشاهد -صادمة- لنقل جريح فلسطيني عل ...
- قديروف عن الهجمات الإرهابية في داغستان: ما حدث استفزاز حقير ...
- ارتفاع عدد ضحايا الهجوم الإرهابي الأوكراني على سيفاستوبول إل ...


المزيد.....

- فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا ... / زهير الخويلدي
- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رحاب حسين الصائغ - العمق الجمالي في الإنفتاح الحضاري