أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية














المزيد.....

الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 10:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ابناء العراق يتفرجون موتاً ورعباً وحزناً وهزيمة على وطنهم الجريح ’ وانياب ضباع الكارثة ومخالبها تمزق وتفترس وتتقاسم جسده المنهك ’ حصصاً واسلاباً وعنفاً وغطرسة .
الأحتلال .. العنصرية .. التعصب القومي والتطرف الطائفي وغيبوبة الوعي الجمعي تلك هي زوايا وركائز الكارثة العراقية ’ والتي شَرعنت قتل العراق وتقاسمه دولياً واقليمياً .. عروبياً واسلامياً ومحليا ً
الأستعمار: الذي يختزله الآن وبأبشع صوره الأحتلال الأمريكي الراهن ’ قد دخل مرحلة الحسم المآساوي مع العراق شعباً ووطناً .. العنصرية والشوفينية التي يمثلها البعث وغلاة القوميين والعنصرين منذ انقلابهم الأسود فـــــي
08/ شباط / 1963 ونظامهم الذي فرخه تحالفهم ( عمالتهم ) المشبوه مع الدوائر الأمريكية ’ حيث ابتداءت الأنتكاسة الفعلية في العراق ’ يضاف الى ذلك الثنائي الخطير ’ العمى الطائفي الذي اصاب القيادات الدينية للطائفة الشيعية ’ وخلطهم المكلف بين العواطف والروابط المذهبية والأنتماء الوطني ’ فكانت التبعية هي الأقوى في ضمائر بعضهم وقد استفحلت على حساب الأنتماءات الوطنية ’ فولدت ازدواجية سطحت وحرفت واضعفت مواقفهم ازاء مصالح الشعب الذي ينتمون اليه ’ يضاف الى وجه الكارثة هذا وجهاً اخراً له خطورته ايضاً يتمثل في ازدواجية مواقف القيادات الكردية بين ما هو وطني مشترك اني وبين ما هو طموحات قومية ’ تلك هي تقاسيم الكارثة العراقية .
الأحتلال الأجنبي ..التعصب العنصري والتطرف الطائفي وانحسار الوعي الجمعي الرادع ..الركائز الكارثية للأزمة العراقية قد دخلت مرحلتها المدمرة ومواجهاتها الخطيرة لتمزيق الشعب والوطن والغاء كيان الدولة العراقية بكاملها ’ ثم تقسيم العراق تحت ذرائع لا وطنية مختلفة هشة ومفتعلة ’ ستكون سبباً لحرق العراق وتدميره .
المفروض وبعد التغييرــ احتلالاً ــ في 09 / نيسان / 2003 ’ وبغض النظر عن اهدافه ودوافعة وخلفياته ’ كان بأستطاعة الأطراف التي كانت معارضة وتمتلك المبادرة التنظيمية والسياسية وشروط التعبئة الجماهيرية ’ ان توحد صفوف الشعب العراقي حول اهدافه ومصالحه ومستقبل اجياله ’ وفرض واقعاً وطنياً تضغط به على المحتلين وتجعلهم يحترمون ارادة العراقيين ويراعون مصالحهم ومستقبل وطنهم ... بعكســه ’ لقد عبرت تلك القوى عن ضيق افق قومي وطائفي ’ واثبتت عبر ممارساتها وميولها واندفاعاتها ’ انها مصابة بأعراض الأوبئة البعثية وفقراً قاتلاً في شعورها وارتباطها الوطني ’ فكان نهج التحاصص والتوافق والتساوم وتقاسم الأسلاب والميل الخطير لتجزاءة العراق وتقسيمه الى جمهوريات وامارات ومحميات وفدراليات فارغة من المحتوى الوطني .
القوميون الأكراد ’ كان مفروضاً ــ وكما يدعون ــ ان يطرحوا فدراليتهم مع اشقائهم وشركائهم في الوطن ضمن عراق ديموقراطي تعددي فدرالي موحد ’ وهذا حقاً مشروعاً لهم ’ بنفس الوقت اصبح ذلك هدفاً عراقياً مشتركاً ’ لا ان يخلطوا مشروعهم مع مشاريع فدراليات طائفية لا تهدف في مثل تلك المرحلة القلقة المشبعة بأسواء الأحتمالات وفوضى الأختراقات والتدخلات وحريق الفتنة والموت الجماعي ’ الا لتقسيم العراق وبيع اشلاءه الى جهات لا ترحم مستقبله على الأطلاق .
القيادات الشيعية اثبتت على انها متعطشة الى هامش من السلطة والغطرسة حتى ولو كلف طائفتهم ارواحاً ودماء وحاضراً ومستقبلاً ’ وانها جائعة للثروة والجاه مستعجلة للأستحواذ على ما تستطيع ’ اما قضية عامة ابناء الطائفة ’ملايينها.. فقرائها.. بسطائها ..’ فحصتها اللطم والحزن والكآبة والقناعة اللأواعية والطاعة العمياء لرموز الأحزاب والعوائل والمرجعيات والحوزات وقيادات المليشيات ’ وهذا الأمر تطلب جهداً استثنائياً للتضليل والتجهيل والأستغفال وتشويه العلاقات الأنسانية مع الآخرين ’ اما الثقافة والمعرفة والوعي والأبداع والتحضر ’ فتلك محرمات تتعارض ما تحت عمامة الشيخ والأمام والفقيه والمرشد والخطيب وعلى ابناء الطائفة تجنبها ’ حتى جعلوا الأغلبية الشيعية داخل المجتمع العراقي ’ خاصة في جنوبه ووسطه حالة سلبية واوراماً يدفع ثمن اعراضها ابناء العراق ومنهم الأقليات بشكل خاص .
العراق : وحدة ترابه .. امن واستقرار اهله وطموحهم المشروع لتحقيق نظامهم الوطني الديموقراطي التحرري الفدرالي في عراق موحداً مزدهراً ’ لم يكن ذلك حاضراً على طاولة النوايا الخلفية للقيادات الطائفية والقومية’ وقد ركبوا سفينة المحاصصات والتوافقات والمساومات مندفعين عبر نزيف ومعاناة العراقيين الى الجانب الآخر من طموحاتهم ومكاسبهم ضيقة الأفق ’ متفرجين لا اباليين على نزيف العراق ومصائبه قديمها وجديدها ’ ساخرين من ضحاياه وشهداءه ومهجرية ومؤنفليــه الى الحد الذي يتصافحون ويتصالحون ويتقاسمون غنائم السلطة مع المجرمين والقتلة والمدانين’ بدلاً من اخذ حق الضحايا والشهدا والمعذبين من الأحياء قصاصاً عادلا ً.
يا ابناء العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه .
متى ... ومتى ... ومتى ...؟
اسألة مغيبة مثلكم مقتولة مخضبة بدمكم ’ اجوبتها تستصرخكم في الطرقات والأنهر وحاويات القمامة’رؤوساً واجساداً واشلاءً كالنفايات .
متى تستوعبون الدرس ... ؟ هل هو صعب حقاً كطلاسم محنتكم ... ؟
تصالحوا مع وطن موحداً بلا زوايا ... بلا مثلثات ومربعات ’ او محميات تفصلها حدود الكارثة واسوارعذاباتكم وغيبوبتكم ’ استيقضوا على مآساتكم واخلعوا ثوب الدخلاء والفاسدين والمندسين والدلالين والعلاسين ورموز الدجل والشعوذة والتضليل الشامل وابقوا على جلدكم العراقي نقياً زاهياً مصاناً جميلاً تماماً مثل ما كان .
متى ... متى ... متى ..؟
ولله لقد ملأتم قلب العراق قيحا ً.



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انه العراق .. يا ايها الأنتم
- يا عيد مر بينه ...
- اهمية الأستقلالية لمنظمات المجتمع المدني ...
- محاكمة الطاغية بين القاضي والقاضي ...
- اوقفوا عجلة موتكم يا اهل العراق
- مزروع انا بديرتي ...
- سأبصق في وجهي فقط ... ؟؟؟
- الأستاذ حمّزه الجواهري : فدراليات .. ولكن ؟
- ام الكوارث : معقدة جداُ ..
- دعوة لمن لا يستحقون وطنهم
- البديل الوطني الديموقراطي.. ما العمل.. ؟
- التيار الوطني الديموقراطي .. صعوبات جدية
- الجالية العراقية في المانيا : مبادرات ودلالات
- ماجد فيلي ... يعاتب الوطن عشقاً
- اليسار العراقي: رقع جديدة في ثوب عتيق
- العراق : بيضة في قبضة الأحتلال
- البعث ظاهرة عراقية ...من الذات يجب اجتثاثها .
- الجرح اللبناني ... والموت العراقي .
- نتبرع لكم ... وتتبرعون الينا . !!! .
- العراق ... لبنان .. واشكالية الموقف


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأحتلال .. الطائفية .. والعنصرية : ركائز الكارثة العراقية