إلي متي؟ إلي أين؟

حسام محمود فهمي

الحوار المتمدن-العدد: 1722 - 2006 / 11 / 2 - 09:13
المحور: المجتمع المدني
    

أكتب بعد أن أصيب القلم بالعطب، حالتي النفسية في أقل مستوياتها. أخبار الجحافل التي تهاجم النساء والفتيات في وسط المدينة تتجمع مع الصراعات في قري المنيا وضواحي حلوان، كلها دلالة لا تخطئها عين عن حالة سخط عام مصحوباً بانفلات أمني. تراجعت سلطة الدولة، انشغلت ببقائها، انطباع سائد، كلٌ يحي بقانونه الخاص، غابة، همجية، فوضي.
المياه تُقطع عن مدينة نصر بالأيام، السكان في حالة غليان، لا يشعر بهم أحد. المسئولون بعد أن استهلكوا كل حجج الفشل من إصلاح شبكة المياه وكسر ماسورة رئيسية وجدوا الحجة المؤبدة التي تخرس كل لسان، انقطاع المياه عن مدينة نصر تسببت فيه طحالب فيضان النيل!!
ليست المياه وحدها، السكك الحديدية انهارت ركاماً، تأخر في المواعيد، إلغاء رحلات، حوادث بلا حصر، ضحايا بلا دية. لا حساب للأرواح ولا للوقت، عبث وتلفيق وفبركة، المسئولية تضامنية في النظام كله، لا يتحملها إلا كباش الفداء!!
الأحياء، أكبر أوكار الفساد، ناطحات سحاب تعلوا جهاراً نهاراً، أكشاك فاكهة وخضر عشوائية تقام بدفع المعلوم، تتحول إلي أوكار وغرز للفساد، ليذهب رئيس حي مدينة نصر بنفسه ليري خطايا كشك عشوائي أقامه حيه بجوارنا، ليأكل علقة أخري بألف جنيه كسابقتها!!
الجامعات الحكومية تحتضر، لا معامل ولا مكتبات حقيقية، مرتبات أعضاء هيئات التدريس صفرية، يجمعون بين عدة وظائف ولتذهب قوانين العاملين المدنيين إلي باعة اللب والترمس. الجودة في التعليم كاذبة، علي الورق فقط، الواقع تفضحه معامل ومكتبات خاوية. التعليم المسمي مميز يبدأ بالدين، تستدين الكليات حتي تسيره بدلاً من أن يصلب حيلها!! إدارات الكليات في حالة توهان، التعليمات فوقية، قلة حيلتها شلت الآمال. التعيينات أصبحت حكراً علي القلة، ما للأغلبية إلا البحلقة ومصمصة الشفاه، فقط لا غير، لماذا إذن العمل والكد، الهمبكة فيها الكفاية.
القانون ضائع، منذ سنوات، حلت محله البلطجة والواسطة والنفوذ، بدونها لا تؤخذ حقوق ولا تعطي. الطريق العام شاهد علي سيارات تسير بدون لوحات معدنية، الأراضي الزراعية تحولت إلي أبنية كئيبة من الطوب الأحمر، المطبات الصناعية أقيمت بالأمر الواقع؛ أضاع النظام القانون فحذا حذوه كل ذي عوج.
هل أصبحت السكك الحديدية دلالة؟ كيانٌ ضخمٌ، شديد الهشاشة، تراكمت عليها عوامل الفساد، نخرت فيها، آخر ما تستطيعه معروف، تغني بالحضارة بعد أن ضاع المستقبل، كلام عن القوة والتأثير لكيان بالكاد يحيا أزهي عصور التدهور،،

#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات