|
خدعونا بعنترياتهم الوهمية
كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7660 - 2023 / 7 / 2 - 00:47
المحور:
الصحافة والاعلام
لعبت المضخات الاعلامية دوراً تضليلياً سافراً في تغطية جميع حروبنا الخاسرة، وتركت في القلب ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت الأعوام. . . كانت أمتنا منتشية منذ عقود بأفيون المبالغة. منتعشة بضجيج الأبواق المضللة. مستسلمة تماماً لنمطية الأوهام والأكاذيب. وسارت منابرنا المسموعة والمرئية والمقروءة على النهج الذي صنعه أحمد سعيد (مؤسس صوت العرب) في ستينيات القرن الماضي، وأحياه من بعده (محمد سعيد الصحاف) في الألفية الثالثة. فترسخت في ذاكرتنا بيانات النكسة، والنكبة، وأم المعارك، وتاج المعارك، ويوم الأيام، ويوم الفتك العظيم، وعاصفة الصحراء، وصولاً إلى معارك الاخوة الأعداء بقيادة البرهان وشقيقه حميدتي داخل ضواحي الخرطوم. . وكان لتلك البيانات المضللة طقوسها الثابتة والموروثة والمبتكرة. تبدأ بالبسملة وقراءة ما تيسر من القرآن. ثم يواصل المذيع قراءة البيان بصوت بركاني مجلجل، ونبرة حماسية مفتعلة، وأعصاب مشدودة، وعنتريات مشحونة بانفعالات مصطنعة، يختمها بترديد (الله أكبر) ثلاث مرات. تعقبها أنشودة ثورية. من مثل: (دع سمائي فسمائي مُحرقة. دع قناتي فمياهي مُغرِقة. وأحذر الأرض فأرضي صاعقة). . ثم نستفيق بعد بضعة أيام على فداحة هزائمنا المخزية المتلاحقة، التي ضاعت فيها سيناء والجولان والضفة، وفقدنا فيها سيادتنا على ارضنا ومياهنا واجوائنا. . وما زال الإعلام الكاذب يرقص للفاشلين على وحدة ونص بأنغام التهريج، ويصور فشلهم على انه انجازات باهرة، وكوارثهم على أنها تطوير وتنمية وحياة كريمة، ثم يواصل تسويق الأكاذيب نفسها لإلهاء الشعب وتخديره. وبالتالي لا يختلف إعلام النكسة، وهو يعلن الانتصارات الوهمية ودخول الجيش المصري تل أبيب وإسقاط مئات الطائرات، بينما كانت إسرائيل على أبواب القاهرة، لا يختلف عن إعلام أحمد موسى وعمرو أديب ومصطفي بكري وغيرهم في التدليس والثرثرة والهذيان. . ختاماً: لقد أصبح كل من احمد سعيد، ومحمد سعيد من أشهر رواد مدرسة قلب الحقائق، وكانوا اسطوات وسمكرية في ترويج الأباطيل، بدعوى الحفاظ على النظام الحاكم، ومازالت هذه المدرسة مستمرة في مواصلة نشاطاتها المضللة، منذ الحقبة الناصرية وحتى اليوم الذي صار فيه لكل حزب عشرات الفضائيات، وعشرات المنابر في كل دولة. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وحدة قياس الهلاك الشامل
-
الجاذبية وصوتها الهامس في الفضاء
-
صحوة (عبد الودود) الودود
-
كتابان عن تاريخ الكذب
-
كتاب يدعم نظرية الانوناكي
-
كان ياما كان: ترنيمة خلف القضبان
-
الفن في خدمة التاريخ
-
ما حقوق البريء بعد 18 سنة سجن ؟
-
شعوب محبوسة في معسكر
-
قروش تسللت إلى الأهوار والأنهار
-
غاز المتوسط وسيناريوهات الحرب والسلام
-
القاسم المشترك لحروف الموت
-
هل يقتصر التدين على المظهر والمنظر ؟
-
طرق في الأهوار تنقلك إلى الماضي
-
أحزاب غرست في نفوسنا الخوف
-
خمسة أكثر وأكبر من 500
-
هل جاءنا الحديد من الفضاء ؟
-
مقامرة بمستقبل قناة السويس
-
مبيد زراعي يهدد الرجال
-
عدالة الملك حمورابي
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي
/ كرم نعمة
-
سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية
/ كرم نعمة
-
مجلة سماء الأمير
/ أسماء محمد مصطفى
-
إنتخابات الكنيست 25
/ محمد السهلي
-
المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع.
/ غادة محمود عبد الحميد
-
داخل الكليبتوقراطية العراقية
/ يونس الخشاب
-
تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية
/ حسني رفعت حسني
-
فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل
...
/ عصام بن الشيخ
-
/ زياد بوزيان
-
الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير
/ مريم الحسن
المزيد.....
|