أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زهدي شاهين - احتضار القيم في الغرب وتنامي النزعة العنصرية














المزيد.....

احتضار القيم في الغرب وتنامي النزعة العنصرية


محمد زهدي شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 7659 - 2023 / 7 / 1 - 18:56
المحور: حقوق الانسان
    


على الرغم من ادانة بعض الدول العربية والإسلامية ومؤسسات دينية اسلامية كالأزهر الشريف لعملية اضرام النار بإحدى نسخ المصحف الشريف في العاصمة السويدية ستوكهولم، إلا أنها لم ترتقي الى المستوى المطلوب، فالحدث جلل ولم يعد يطاق، فهذا الحدث ليس الأول من نوعه في بلاد الغرب، بل اصبح يشكل ظاهرة مسيئة لمشاعر اكثر من مليار مسلم، وللأسف فهذه الظاهرة المسيئة تشرعنها قوانين تلك البلاد التي تَدّعي وتتغنى بالديمقراطية المزيفة الممتلئة بالبغض والكراهية، ولو كانت على النقيض من ذلك لعززت من قيم الوئام والمحبة والسلام.
ان هذه الديمقراطية التي ترى في حرق المصاحف حرية شخصية ولا تراها في ارتداء الحجاب حتماً هي ديمقراطية قائمة على اسس واهية اساسها معاداة الدين الإسلامي و للقيم الإنسانية النبيلة، وهذه الافعال المغلفة بغطاء قانوني ترتقي الى مستوى النزعة العنصرية لافتقارهم الى سياسات تراعي وتحمي التعددية والتنوع الديني والثقافي. هذا عدى عن دعم الدول الغربية ومؤسساته الدولية الرسمية وعلى رأسها الاتحاد الأوروبي للمثلية الجنسية والترويج لها بأنها تقع تحت سقف الديمقراطية والحرية الشخصية، وبناءً على ذلك تم الاعلان عن يوما دوليا لمناهضة رهاب المثلية الجنسية والمتحولين جنسيا ورهاب ازدواجية الميل الجنسي في ١٧ايار٢٠٢١م، وبتنا نرى علم المثلية يرتفع في ساحاتهم العامة ومؤسساتهم الدولية كحادثة رفعه على البرلمان الالماني، والادهى والأمر من ذلك هو الترويج لها في رياض الاطفال والمدارس في تلك الدول، كما ويشجعون اقامة العلاقات خارج نطاق الزواج، وهم ايضاً يصنفون كل خطاب لا ينسجم مع ميولهم بأنه خطاب كراهية وهذا بحد ذاته تنمر على الآخرين وعدم تقبل للرأي الأخر، ويسعون جاهدين من اجل تسويق وتسويغ ذلك الأمر في دول العالم من باب الدعم المالي المشروط ، ومن خلال استشراف المستقبل فلن يقف الأمر عند ذلك الحد، فمن المتوقع بأنهم سيبيحون ويشرعون اقامة العلاقات ما بين المحارم ضاربين بذلك العلاقات الأسرية في مقتل.
كلما ارتفعت اسهم الرذائل والانحطاط اصبح هناك تدنياً في معيار القيم والضوابط الأخلاقية كون العلاقة التي تربط بينهما هي علاقة عكسية، هذا بحد ذاته احتضار للقيم نتيجةً لتفوق الرذائل على مكارم الأخلاق، والتشخيص الصحيح للحالات أنفة الذكر هو بأنه يجب اعتبارها حالات مرضية يجب التعامل معها بإنسانية واخضاعها لفترات علاج نفسي ودورات تأهيل من اجل ان تتم اعادة انخراطهم في مجتمعاتهم من جديد بشكل سليم وفقاً لمنهاج الحياة الطبيعية، فأي حالة تكسر ناموس الطبيعة وتعارض مشيئة الخالق فقد انحرفت عن السياق الصحيح و خرجت عن سكة الحياة الطبيعية.
وعودا على ذي بدء يجب على دولنا العربية والإسلامية ودول العالم الحر الذين يرفعون راية القيم ومن ضمنها روسيا الاتحادية على سبيل المثال ان تتكاتف وتتضافر الجهود فيما بينهم من اجل اتخاذ إجراءات وقائية لوقف اعمال بث اجواء البغض والكراهية التي تؤدي الى التنافر بين الثقافات، فيتوجب عليها بأن تقوم بقطع العلاقات أو جعلها في ادنى مستويات التمثل الدبلوماسي مع الدول التي تشجع خطاب الكراهية والانحطاط الاخلاقي الحاصل الآن من اجل اعادة ضبط الحالة المستفحلة في الغرب، فهذه الأحداث ورائها ما ورائها، فلكل فعل ردة فعل، ومن اجل وقف ذلك وللحيلولة دون وقوع ابرياء ضحايا لتلك الأفعال العنصرية والمشينة، فهناك الكثير من المواطنين من شعوب الدول الغربية ينبذون مثل هذه الرذائل ويكنون كل الود والمحبة لمعتنقي الديانات المختلفة ولثقافاتهم المتعددة، لهذا يجب على دول العالم الحر اتخاذ خطوات اجرائية ووقائية من اجل اغلاق الباب أمام ردود الفعل و العمل الفردي قدر الامكان، وإن لم يكن ذلك فهي في تقاعسها هذا تعتبر شريكة في هذه الاحداث وما ينتج عنها بطريقة غير مباشرة.



#محمد_زهدي_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في انتخابات مجالس اتحادات الطلبة في جامعاتنا الفلسطيني ...
- كيف ننقل الوضع الفلسطيني من حالة الوهن والضعف الى حالة القوة ...
- المشهد الفلسطيني وجذور النكبة الفلسطينية
- قراءة في مشهد مناوشات الشمال
- عودة ممالك بني اسرائيل المرتقبة
- الخطأ الاستراتيجي الفلسطيني في ادارة ملف مشروع القرار الأممي
- الحرب النفسية على الفلسطينيين جبهة مفتوحة على مصراعيها
- الأمن المجتمعي والأمن القومي الفلسطيني
- معالم في طريق مستقبل قضيتنا الفلسطينية
- دعوة القيادة الفلسطينية نحو رؤية وطنية شاملة
- على كرسيه لا يجلس غريب
- الهيئة الوطنية العليا لمدينة القدس
- كريم يونس طائر الفينيق الفلسطيني
- ذكريات في ساحات سجن النقب
- المطلوب فلسطينيا لمواجهة حكومة نتنياهو المتطرفة
- وقفة مع المشهد الفلسطيني
- فتح وأسلمة الخطاب
- معركة الخطابات والكلمات
- لقاء جدة مع بايدن ضحك على الشعوب
- تقييم الذات وقصيدة الحياة


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد زهدي شاهين - احتضار القيم في الغرب وتنامي النزعة العنصرية