كاظم فنجان الحمامي
الحوار المتمدن-العدد: 7658 - 2023 / 6 / 30 - 00:20
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
في المكتبة العالمية عشرات الكتب التي تتحدث عن تاريخ الكذب بكل اللغات الحية. لكنني اخترت لكم كتابين يحملان العنوان نفسه : (A History of Lying). .
- الكتاب الأول من تأليف الفيلسوف الفرنسي الجزائري جاك دريدا Jacques Derrida (1930 - 2004). . وكتابه هذا عبارة عن مقررات دراسية من تأليفه، ومحاضرات ألقاها عام 1997 في الكوليج دو فرانس، ثم جمعت ونشرت في كتاب عام 2012 أي بعد وفاته بأعوام. وتمت ترجمة الكتاب إلى اللغة العربية. وهو موجود الآن على الشبكة الدولية بصيغة PDF. وبالامكان تحميله بلا مقابل. .
يقول دريدا في كتابه: للكذب أوجه كثيرة ومتلونة، بينما يحتفظ الصدق بوجه واحد، ثم يفتح دريدا الباب على تقديرات كثيرة، لا نهاية لها حول معنى الكذب ودوافعه وأسبابه وظروفه وبيئته، ومتى يكون القول كاذباً، وهل يتعلق الأمر بأذية أو ضرر يقع على الآخر. أو حتى على الأنا. أم أن الكذب كذب لمجرد أن يكون القول غير صحيح. أو ربما لمجرد السكوت عن قول الحق ؟. .
- اما الكتاب الثاني فهو حديث ومن تأليف الروائي الأسباني خوان خاثينتو مونيوث رينخيل (Juan Jacinto Muñoz-Rengel) والكاتب من مواليد 1974. .
يقول رينخيل في مقدمة كتابه: حيثما توجد السياسة توجد الأكاذيب. ثم يكشف في بقية الفصول عن تاريخ الأكاذيب في تعاقبها الزماني والمكاني عبر كل المراحل. إبتداءً من عصور الكهوف والتجمعات البدائية إلى عصر السياسة الحديثة المعاصرة التي صارت فيها الخديعة منهجا في سلوك القوى الدولية العظمى، وفي سلوك القوى المحلية الناشئة، فيسلط الأضواء على الأكاذيب البيضاء، وطرق الخداع والدهاء والتصريحات السياسية المراوغة، ودورها في تضليل الشعوب والأمم، وتأرجح مواقف المفكرين والفلاسفة والشعراء بين الحقيقة والخيال. ودور المضخات الاعلامية في إنتاج الاكاذيب وتسويقها. .
بامكان القارئ الكريم ان يتعمق في قراءة الكتابين، وسيكتشف في نهاية المطاف ان معظم المراحل التي مرت بنا كانت عبارة عن سلسلة متوالية من الأكاذيب، أو اننا كنا ضحايا لحقل ملغوم بالأكاذيب المتفجرة بالمفاجآت التي لا تخطر على البال. .
ففي حياتنا هنالك دائماً لحظات مصيرية نكره فيها الكذب أشد الكره وذلك عندما يكذب علينا الذين منحناهم ثقتنا. فالحقائق العارية أفضل في كل الأحوال من الأكاذيب المحتشمة. والحقيقة العفوية التي نسمعها مهما كانت قاسية، ومهما كانت بدوافع مريبة فانها قادرة على إلحاق الهزيمة بكل الكذبات التي يمكن اختراعها. .
#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟