أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبدالحميد برتو - لماذا يحمل الطلبة الراية الأعلى؟














المزيد.....

لماذا يحمل الطلبة الراية الأعلى؟


عبدالحميد برتو
باحث

(Abdul Hamid Barto)


الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 16:44
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


يؤدي الإقتصاد الريعي في بعض الحالات، إلى ضعف الدور الإجتماعي للطبقة العاملة وكل المنتجين من فلاحين وغيرهم، أو لا يخلق ظروفاً مناسبة أمام نضال مجمل الحركات ذات الطبيعة التقدمية. يتجلى الضعف بالنسبة للطبقة العاملة تحديداً، في محدودية قواها العددية (الكم)، وفي ضعف وعيها وضغطها السياسي والطبقي (الكيف). لذا بمثل هذه الأوضاع، يتقدم دور الفقر على غيره كمحرك اجتماعي ـ سياسي أساسي. يتعاظم في مثل هذه الفترات، دور بعض الفئات الإجتماعية: الطلبة، الشباب، النساء، المثقفين والمتعلمين، الجنود وصغار الضباط وغيرهم. تتطلع تلك الفئات لمستقبل أفضل لها وللشعب عامة.
يُشكل الوضع القائم في العراق مثالاً عملياً ساطعاً على هذه الحالة. خاصة بعد الانهيار الذي أصاب الزراعة، الصناعة، الخدمات العامة وتوقف مجمل عمليات البناء الاقتصادي والاجتماعي في معظم حقوله. هذا فضلاً عن غياب القدر الضروري من السيادة الوطنية والإرادة الحرة، وهناك الكثير من الظواهر الفاقعة، التي تؤكد على مشروعية هذه المقدمة.
يتصدر الطلبة في العراق حالياً المشهد الوطني العام، الى جانب فئات أخرى لأسباب كثيرة، منها: سهولة التحشيد، حيث تتصف وتتطلب العمليات التعليمية، وجود الطلبة في تجمعات كبيرة نسبياً، هذه التجمعات تمنحهم قوة ضغط ذات إعتبار. كما إن الإنتهاكات ضد الطلبة، لا يمكن تغطيتها بسهولة مثل نظيراتها ضد الفئات الأخرى. وجود قدر واسع من التماثل في الظروف والمؤهلات بين عموم الطلبة. في الغالب لا توجد على عاتق الطلبة مسؤوليات عائلية تثقل كاهلهم مباشرة. كما يمثل الطلبة قوة حقيقية من حيث وعيهم وتطلعاتهم. وإن المؤسسات التعليمية، وبصفة خاصة في الجامعات، ميداناً للمعرفة والتعرف والانغماس بالهموم والتطلعات الوطنية العامة. هذا الوضع يجعل الطلبة محط اهتمام وتعاطف معظم سكان البلاد. وكذلك محط قلق وخوف السلطات الحاكمة البعيدة عن الهموم الفعلية للشعب.
لن تتحرك أي فئة اجتماعية دون وجود تنظيم لها، مجرب وتثق به. بالنسبة لمعظم الطلبة العراقيين وجدوا في إتحاد الطلبة العام في الجمهورية العراقية، ما يعبر عن مصالحهم المهنية والوطنية. يبرر النشاط اليومي والعملي للإتحاد اليوم وبالأمس القريب والبعيد تلك الثقة. كما الحال بالنسبة لأهدافه المعلنة ومسيرته التاريخية تشي بذلك بصورة ساطعة.
ولكي نفهم بوضوح محاولات سلطة اللاسلطة اليوم في بلدنا، لقمع هذه المنظمة الطلابية المهنية الجادة. تقع علينا مسؤولية قراءة كل تجارب الماضي، على النطاق المحلي والعالمي أيضاً. تقول تلك التجارب في أبرز خلاصاتها: يستهدف القمع والإستبداد الطلبة أولاً، وعلى نطاق واسع قبل غيرهم من الفئات الأخرى. لأن الحكومات ترى فيهم رأس الحربة المجتمعية، ولهذا تمارس عليهم تمريناتها القمعية، لإسكات صوتهم ولإخافة بقية الفئات الشعبية. كما يحظى الطلبة عادة بتعاطف شعبي كبير، لأن معظم الشعوب ترى مستقبلها في وجوه طلبة اليوم. وهذا أحد منطلقات ومحركات الرعب عند الحكومات السائرة على طريق القمع، للحد من مخاطر النهوض الطلابي. ويبقى العامل الأهم في الخلاصات غير المعلنة، التي توصل إليها اللصوص في بلادنا، بأن انتفاضة تشرين 2019 لم تصل الى فرض التغيير العميق، بسبب عدم وجود قيادة لها مجربة وموحدة و ذات امتداد تاريخي. لذا ينبغي تطويق اتحاد الطلبة العام في الجمهوية العراقية قبل فوات الأوان، لأنه يمتلك قيادة. من هنا ينبع القلق الاستباقي، الذي يدفع باتجاه منع النشاطات الطلابية، حتى ولو كانت تلك النشاطات في الحدود الدنيا، لأن واقع البلاد يمنحها قوة النمو مستقبلاً.
في مثل هذه الأجواء، تلعب حملات التضامن مع الحركة الطلابية واتحادها دوراً مهماً في شد أزرها. وفي الحد من غلواء المتعطشين لقمع الطلبة ونشاطاتهم الجماهيرية، ظناً منهم بأن القمع يمكن أن يشل النشاط الطلابي، أو على الأقل لمدى زمني ما، وهم كما غيرهم واهمون.
ينبغي لحملات التضامن أن تتوجه الى الشعب أولاً، والى الحركات الطلابية والشعوب والحكومات الأخرى، والى الرأي العام الدولي والهيئات الإنسانية والإجتماعية الدولية. أما مخاطبة قامعي الفعالية الطلابية، فهي ضمناً تقوم في أحسن حالاتها على حسن النوايا، وليس على القراءة الجدية لأسباب توجه الحكومة صوب المزيد من القمع. لأن مثل هذه المناشدات والخطوات بمثابة تزكية لهم، أو تحمل في طياتها حسن نية مفرطة لمن لا ينبغي الوثوق بهم.



#عبدالحميد_برتو (هاشتاغ)       Abdul_Hamid_Barto#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمينة الرحال بطلة من بلادي
- الترقب السياسي السلبي
- الذكرى الخامسة لرحيل مناضل
- بين الساهر و الدكتور صالح
- حول شخصنة الأزمة
- مع الجواهري
- التصحر الأخطر
- اللعبة الخطرة في طورها ما قبل الأخير
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 5 ـ الأخيرة
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 4
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 3
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 2
- الدراويش يبحثون عن الحقيقة 1
- مؤشرات من بوصلة الشعب
- حين تأفل المناسبات
- روح الصنف
- محو العراق (7) الأخيرة
- محو العراق (6)
- محو العراق (5)
- محو العراق (4)


المزيد.....




- الجيش الأوكراني يتهم روسيا بشن هجوم بصاروخ باليستي عابر للقا ...
- شاهد.. رجل يربط مئات العناكب والحشرات حول جسده لتهريبها
- استبعاد نجم منتخب فرنسا ستالوارت ألدرت من الاختبار أمام الأر ...
- لبنان يريد -دولة عربية-.. لماذا تشكّل -آلية المراقبة- عقبة أ ...
- ملك وملكة إسبانيا يعودان إلى تشيفا: من الغضب إلى الترحيب
- قصف إسرائيلي في شمال غزة يسفر عن عشرات القتلى بينهم نساء وأط ...
- رشوة بملايين الدولارات.. ماذا تكشف الاتهامات الأمريكية ضد مج ...
- -حزب الله- يعلن استهداف تجمعات للجيش الإسرائيلي
- قائد الجيش اللبناني: لا نزال منتشرين في الجنوب ولن نتركه
- استخبارات كييف وأجهزتها العسكرية تتدرب على جمع -أدلة الهجوم ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - عبدالحميد برتو - لماذا يحمل الطلبة الراية الأعلى؟