آيس كريم يثير الهلع في سلطنة عمان

منظمة مجتمع الميم في العراق

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 16:44
المحور: حقوق مثليي الجنس
    

"اهل الاختصاص... نترك لكم المجال... هل يعقل ما تشاهده اعيننا"، قد تكون هذه التغريدة هي الأشهر، وعندما تقرأ هذه التغريدة منفردة بدون معرفة حيثيات الموضوع، ينتابك القلق، وتقول ما الذي حدث في هذا البلد الهادئ، هل هناك محاولة لقلب نظام الحكم؟ ام ان مجاعة حلت فيه؟ او قد تم مشاهدة استعراض لميليشيات مسلحة في الشوارع؟ او ان سرقة او نهب للمال العام قد تمت؟ او اكتشفت السلطات أطنان من المخدرات في أحد المعابر؟
كل تلك الاستفهامات قد تمر في مخيلتك؛ لكن ما ان تعرف الخبر حتى تصيبك الدهشة، فكل ما فكرت به، والذي تعتقد انها المصائب التي تحل بالبلد، كل تلك التخيلات لم تكن هي، فانت تقرأ الاتي: "السلطات العمانية تضبط منتجات تروج للمثلية وتتلفها"! البيان خرج من هيئة حماية المستهلك! "اوضحت الهيئة أنها تمكنت من ضبط عدد من المنتجات التي تحمل صورا ترمز إلى ألوان المثليين في أحد المراكز التجارية بمسقط، لافتة إلى أن ذلك جاء بعد تداول صورها بشكل كبير في مواقع التواصل الاجتماعي"!!!!
لكن ما هي هذه المنتجات الخطرة على المستهلك؟ والتي تسبب له التسمم وتنقل الامراض والاوبئة للمجتمع، بل قد تسبب له الموت. انها أيها السيدات والسادة "آيس كريم على شكل علم قوس قزح"؛ اليس ذلك نصرا لهيئة حماية المستهلك؛ اليست دليلا على حرص هذه الهيئة على راحة المستهلك، حتى لا يتعكر مزاجه من أشياء تجرح احاسيسه ومشاعره.
تصور ان عدد سكان عمان أكثر من أربعة ملايين نسمة، نادرا ما يخرج منه خبر من هنا أوهناك، لكن أي من تلك الاخبار لا يلاقي رواجا، مثلما لاقى تصوير ""آيس كريم" في سوبر ماركت في العاصمة العمانية مسقط، يبدو على شكل علم قوس قزح، هذا الخبر نال شهرة واسعة جدا، فأحد المغردين على تويتر كأنه يستغيث من هول الواقعة، او كأنه داخل زلزال تركيا وسوريا، فهو يقول "ماذا يحدث للعالم؟ ماذا جرى للأمم المتحدة؟".
ان مثل هذه الاخبار، ومثل هذه الضجة الإعلامية، هي مفتعلة ومصطنعة تماما، فلا يمكن التصديق ان قطعة مثلجات "آيس كريم" تثير كل هذه الترهات الإعلامية، وكل تلك التغريدات المريضة، فما علاقة هيئة "حماية المستهلك" بقضية المثلية؟ انها سخافة وحماقة المنطقة العربية والإسلامية ليس الا.

#منظمة_مجتمع_الميم_في_العراق (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات