أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - كان ياما كان: ترنيمة خلف القضبان














المزيد.....


كان ياما كان: ترنيمة خلف القضبان


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7657 - 2023 / 6 / 29 - 00:16
المحور: حقوق الانسان
    


تعددت السجون والمعتقلات والظلم واحد. وتفنن الجلادون في التنكيل والتعذيب وتحطيم معنويات السجناء القابعين خلف القضبان. .
حدثني شقيقي (هاشم) الذي كان مسجونا في (الفضيلية)، ثم اطلقوا سراحه في الشهر الأول من عام 1987 ليموت مقتولا في ظروف غامضة بعد خروجه من السجن. قال لي: كانت إدارة السجن وبعد استكمال جولاتها اليومية التعسفية في ممارسة القهر والاساءة والإذلال، كانت تبث بمكبرات الصوت اغنية (كان ياما كان) في كل ليلة، وتعيدها عشرات المرات. فنجهش بالبكاء، وتتعالى اصواتنا بالنحيب والعويل. نتفاعل معها في الغرف الرطبة والزنازين الموصدة، ووراء الأسوار العالية المحكمة بالحراسات المشددة، فتتحول غربتنا القاسية إلى آهات مشحونة بالألم واللوعة والتوق إلى الحرية. فيختلج في صدورنا الشوق والحنين للأم والأهل. .
يبدو ان اجهزة الامن وبعد استعانتها بكل وسائل التعذيب الجسدي وجدت ضالتها في بث هذه الترنيمة الحزينة بصوت المطربة ميادة الحناوي، من الحان وكلمات بليغ حمدي. تقول كلماتها:
كان ياما كان، كان ياما كان
الحب مالي بيتنا
ومدفينا الحنان، مدفينا الحنان
زارنا الزمان سرق منا فرحتنا
والراحة والأمان، والراحة والأمان. .
لقد ترددت كثيراً في كتابة هذه المقالة وذلك لعلمي ان بعض الذين ذاقوا مرارة التعذيب والقهر في السجون سوف ينكرون هذه الحقيقة. لكنني اضطررت لكتابتها كلما تذكرت شقيقي الذي اقتادوه مكبلاً بالاصفاد لأسباب مجهولة إثناء أداءه امتحانات نصف السنة للصف الخامس الإعدادي وهو بعمر السادسة عشر. .
قالوا عند الإفراج عنه بعد أكثر من عام: ان الدولة كانت مرغمة على اعتقال نماذج عشوائية من أجل امتصاص ردود الافعال التي قد تطفو على السطح بعد سقوط مدينة الفاو بيد الايرانيين. .
هذا ما قاله مدير شعبة الامن في مدينة المعقل بالبصرة في كلمة القاها على قاعة نقابة الموانئ اثناء الافراج عنهم. .
كان (هاشم) يدندن بهذه الترنيمة الحزينة التي حفظها خلف القضبان، يرددها دوماً في سره، ولا يفصح بها أمام أحد، يمسح دموعه ويحبس آهاته. فهنالك دائما علاقة قوية بين الخوف والحزن وعويل النائحات. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفن في خدمة التاريخ
- ما حقوق البريء بعد 18 سنة سجن ؟
- شعوب محبوسة في معسكر
- قروش تسللت إلى الأهوار والأنهار
- غاز المتوسط وسيناريوهات الحرب والسلام
- القاسم المشترك لحروف الموت
- هل يقتصر التدين على المظهر والمنظر ؟
- طرق في الأهوار تنقلك إلى الماضي
- أحزاب غرست في نفوسنا الخوف
- خمسة أكثر وأكبر من 500
- هل جاءنا الحديد من الفضاء ؟
- مقامرة بمستقبل قناة السويس
- مبيد زراعي يهدد الرجال
- عدالة الملك حمورابي
- يخضع للتعذيب حتى الموت أو الاعتراف
- أحزاب امتهنت الظلم والتعذيب
- هل غابت الشمس عن الأرض ؟
- وأخيراً أنا الذي دفعت الثمن
- اليونان تنتهك حقوق الإنسان
- شوكولامو - وشكوماكو


المزيد.....




- الأونروا تتهم إسرائيل باستخدام المساعدات المقدمة إلى غزة كسل ...
- المشري يرفض محاولات توطين المهاجرين في ليبيا
- زعيم حزب -روسيا العادلة- ينتقد ادعاء واشنطن الدفاع عن حقوق ا ...
- كيف يرى خبراء القانون اعتقال الناشط الفلسطيني محمود خليل في ...
- الأمم المتحدة تحذر من العواقب الإنسانية لتوقف دخول المساعدات ...
- العراق على صفيح ساخن.. العمالة السورية تهدد بـ«انفجار الأحدا ...
- ترامب يتوعد باعتقال وترحيل الطلاب المؤيدين للفلسطينيين
- ترامب يتوعد بـ-توقيف المزيد- بعد اعتقال متظاهر مؤيد للفلسطيي ...
- الأسيرات في سجن -الدامون- يواجهن ظروف اعتقال قاسية خلال رمض ...
- محامية..الطبيب أبوصفية يتعرض للتعذيب في سجون الاحتلال


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - كاظم فنجان الحمامي - كان ياما كان: ترنيمة خلف القضبان