سعاد عزيز
کاتبة مختصة بالشأن الايراني
(Suaad Aziz)
الحوار المتمدن-العدد: 7656 - 2023 / 6 / 28 - 11:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هناك دائما حالة تناقض وتضارب کبيرة بين مايقوله ويزعمه النظام الايراني من خلال تصريحات قادته ومسٶوليه ومايرد في وسائل إعلامه بخصوص حسن نواياه ومن إنه نظام يسعى من أجل المحافظة على الامن والاستقرار والعلاقات الايجابية المبنية على التفاهم والتعاون مع بلدان العالم، وبين مايفعله ويقوم به عمليا على أرض الواقع.
خلال الفترة الاخيرة وبشکل خاص خلال الاشهر الاخيرة وبسبب من الاوضاع بالغة السوء التي يعاني منها نظام الملالي، فإنه لجأ الى التظاهر بأنه حمل وديع ويريد التعاون المثمر مع بلدان المنطقة والعالم ومکافحة التطرف والارهاب، لکنه حتى وهو يلبس جلد الحمل الوديع الذي لايناسبه أبدا، فإنه لم يتمکن من إخفاء حقيقته البشعة کنظام مسخ لايمکن أبدا أن يتأقلم ويندمج من هذا العصر، إذ وبعد أن قام باللجوء الى طرق الضغط والابتزاز مع فرنسا وألبانيا من أجل الضغط على المقاومة الايرانية ومنع نشاطاتها بل وحتى مهاجمتها، فقد جاءت صفعة أخرى بوجه تظاهر هذا النظام بالدعة والوداعة على أثر نشر المكتب الاتحادي لحماية الدستور (ألمانيا) في تقريره السنوي تفاصيل أنشطة التجسس والإرهاب والإنترنت لهذا النظام!
هذا النظام وعلى طريقة"ضربني وبکى سبقني وإشتکى"، يحاول دائما وبصورة ملفتة للنظر تلفيق الاتهامات للمقاومة الايرانية ولمجاهدي خلق بشأن تورطها في أعمال ونشاطات إرهابية، وهو بذلك يسعى من أجل ضرب عصفورين بحجر واحد، فهو من جهة ينأى بنفسه عن الانشطة الارهابية التي يعتبر هو مرکزها الرئيسي في العالم، کم يريد أن يعرقل دور ونشاطات المقاومة الايرانية ومجاهدي خلق بلتلفيق هکذا تهمة کاذبة لها حتى يضمن بقاءه وإستمراره!
لکن کذب النظام وخداعه هذا لم يستمر طويلا وإن نشر التقرير أعلاه الذي أشرنا إليه للمکتب الاتحادي لحماية الدستور (ألمانيا) والذي جاء في جانب منه بما يفضح قيام النظام بإستخدام مراکزه الدينية في العالم کأوکار للأنشطة الجاسوسية والارهابية المشبوهة:" يلعب المركز الإسلامي في هامبورغ، إلى جانب سفارة النظام الإيراني، دورا مهما في جذب عناصر من مختلف الجنسيات وتوسيع الأنشطة الاجتماعية والسياسية والدينية الأساسية للنظام الإيراني في أوروبا." ويضيف التقرير"ستظل المعارضة الإيرانية أهدافا محتملة لأجهزة استخبارات النظام الإيراني في ألمانيا. زادت احتمالية المخاطر في السنوات الأخيرة وظلت عند مستوى مرتفع خلال الفترة المشمولة بالتقرير. لذلك، على وجه التحديد، فإن الأفراد والجماعات المستهدفة من قبل النظام معرضون بشكل عام لخطر أكبر. يمكن الافتراض أن أجهزة المخابرات الإيرانية ستسعى وراء المصالح المحلية بكل الوسائل – بما في ذلك من خلال أعمال العنف وحتى القتل."
#سعاد_عزيز (هاشتاغ)
Suaad_Aziz#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟