عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 23:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
هل المليار ونصف شاهد الوحي وجبريل ولباسه الأبيض وأجنحته الطويلة والبراق ذلك البغل الطائر وطير أبابيل وهي تدك الفيلة وأصحاب الكهب وكلبهم المسكين الوفي وعددهم الغير محدد وفتشوا مريم هل هي عذراء بالفعل أم لا ورأوا محمدا يرتعش وهو بين يدي خديجة وشاهدوا الإله يكلم موسى في الصحراء وشاهدوا عيسى وهو يحيي الأموات وعاشوا ملحمة الشيطان وهو يتحدى الإله ويغوي أدم ليخرجه من جنة لم نرها ومن ضلعه الأعوج جاءت حواء ورأوا سليمان يكلم الحيوانات والنمل وهل ركبوا في سفينة نوح عندما حل الطوفان. لا أحد شاهد ذلك وتيقن من هذه الأحداث وغيرها من هؤلاء المليار ونصف بل عشرة مليار أو أكثر منذ 1400 سنة خلت فهم يرددون الأساطير والخرافات والأكاذيب بدون دليل وحجة ويقلدون من سبقهم بدون البحث عن صدقية ما قالوهم لهم وهذا دليل جهل وغياب للعقل كليا فهل تقبل مني الآن أن أقول لك لقد رأيت البارحة غولا بجناحين طوله عشرة أمتار وينفث النار من فمه فهل تصدقني؟ وهل تصدقني عندما أقول لك لقد ركبت حصانا بعشرة أجنحة وسافرت لفرنسا وشاهدت برج إيفل وعدت لسريري لأكمل نومي وأحلامي العجيبة فهل تصدقني؟ فالجهل هو الذي يجعلك تصدق الخرافات خاصة إذا كانت مقترنة بالغباء والخوف من القتل وقطع الرؤوس. فاعطني واحدا من هؤلاء المؤمنين إيمان الجهل والخرافة والعادة يمكنه من تقديم دليل واحد على ما ذكرناه سابقا وبالتالي الأمر لا يعني الكثرة أو القلة فالأمر الفاصل والحاسم هو الدليل القاطع. ففي غياب الدليل يعتبر كل هؤلاء مجرد عدد بلا معنى و يساوي صفرا. وفي غياب العقل النقدي يمكن للخرافة أن تتوالد وتتكاثر في الجماجم الفارغة وتفرخ أجيالا جاهلة وبائسة وفي الأساطير نائمة وتلوك كلاما لا معنى له صباح مساء وفي غسق الليالي الحالكة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟