أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3














المزيد.....

العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 12:21
المحور: الادب والفن
    


قدري كان معي يحرسني أيضا... إنها مفارقة أليس كذلك؟ أني لم أنتبه لما يجري من حولي وكأن قطار العمر يمشي متعبا مثقلا بالخيبات على سمة واحدة بنفس السرعة والوجهة....
عدت أدراجي وصورة العتيق تتقلب في عقلي بين الرفض والقبول مرة أرى فيها مجرد حدث لفت الأنتباه وإن كانت شديدا ومرا، ومره كأن الأمر مجرد تصورات وتهيؤات من شفيف روحي المتعبة، لكن في الأخر أقر بوحشية الروح المتعبة الفاترة من خيبات أخيرة مع ضحكة سخرية أطلقها في داخلي... أيتها المجنونة أصحي فأنت في برج عاجي وهذا العتيق مجرد عتيق في سوق الخردة.
أرفض في داخلي أيضا أن أصف اللقاء "أن كل شيء كان مجرد وهم وأمر طبيعي لا يخلو من مبالغة كبيرة"...
الغريب أن في نهاري ذام عشت يوما لا يشبه كل الأيام الماضية.. حيرة ربما تحير مصطنع.. لا أستطيع أن أفهم كيف لي أن أفكر هكذا... لماذا أنا مشدودة له... ربما كان ساحرا متخفي بزي رهبان.... أو ربما كان رهبان حقيقي وسحره كما يقول المصريون داءه "منه وفيه".... فجأة وعلى صفحته وجدا دليل إدانته بقتلي ودليل ضياعي الجديد... فقد قادتني كلماته للأسر....
يا للهول ماذا أقرأ؟
.............................................................................
قرأت في وجه فنجانها الحزين
قصة الخليقة
في حكاية طويلة
تشبه رواية قديمة
بطلتها أمنا العظيمة
حواء
وهي تصارع من جديد
من أجل أن تعود لجسد آدم القديم
كظلع محني
أو ضلع أعوج
أيا كان
المهم أن تعود من حيث خرجت
فآدم المتجبر
لم يعد يخشى الوحدة
فقد كثرت من حوله النساء
وهو يلعب مع الشيطان لعبة المصالح
لم يعد يخاف سطوة الله
فقد سرق من درج الرب أسرار الطبيعة
ومفاتيح أبواب الجنة
حتى أن حراس البوابات الكبيرة
تعاملوا معه وكأنه المدلل في الرياض
*****
قرأت في فنجانها المنتصب
كخيمة مهدمة
تنتظر القادمين إليها من بعيد
يحملون لها أخبار تروي ضمأ القلب المعذب
كلمة واحدة
في وسط الفنجان تدور
وتدور حائرة لا تعرف كيف لها الوصول
لتخبرني بسرها المجروح
لقد فات العمر...... يا عتيق
****
الزمن أسرع منا يا فتاة
الطريق ليس أمانا مثلما نريد
أن نحلم أو أن نكون
لكن لا بأس
لا يأس
في بالي حل جميل
ربما هو نوع من الجنون
وربما هو الجنون بذاته
فلنمزق الخيمة
ونرحل من هذا الوادي السحيق
ونترك لآدم الجنة العتيقة
فقد أفسد فيها ونشر المجون
******
لنذهب بعيدا
وبعيدا جدا
نقتل كل الشياطين
ونسبي كل الأبالسة الملاعين
ونجعلهم عبيد لنا في جنتنا الجديدة
****
لا يهم إن كانت مساحتها "ما يكفي لنجلس مع بعض"
يد بيد
وقلب يحدث الأخر
أن غدا جميل
وأن آدم الذي فتن وتجبر
لم يعد ضروريا أن يأت محملا بالهدايا والألم ولذة ناقصة
هذا يكفي
ونشبك اليد في اليد
يا ويلك يا عتيقي فناري الموقدة لا تحتاج للكثير من الحطب أو البنزين، فعندي ما يكفي لنحرق العالم من الشرق ونلف من جديد للشرق.
عتيق ولأنه أحمق دائما فقد لبس على السريع ثياب العرسان ودعا محبيه للاحتفال بزواجه الجديد، معلنا أن فتاته تنتظر أن يأتي الفارس الأبيض ليخطفها من وادي السبع ويذهب بها ومعها للجنة.... هكذا سولت له نفسه وبدأ يكتب ملاحم الشعر ومعلقات النظم واحدة بعد أخرى وكأن قيامة الشعر قامت....
أوووووووووو هذا رائع يليق بملاكي القادم من عمق الماضي يلوح لي بمنديل أبيض هلم إلي سريعا فلا مجال للانتظار... يرمض بكل ما يملك من قوة وما زالت قدماه مسمرتان في أرض واقعه... يا لغبائه... يا لتعاسته.
في سنين الجامعة أراد أن يمد عنقه مره للسماء... أحب فتاة من ذوي الدماء الزرقاء... كان كل شيء له ومعه، إلا أنه لا يملك دما أزرق ولا دما أبيض، كان يملك قلبا كبيرا ودما أحمر قاني ونقي حد أنه لا يقاس به غيره، وبعض من أحلام كبيرة... في سوق تجارة الحب والعشق النبيل هذه بضاعة تافهة، لا تصلح للتعامل بها بل محرمة بشرعهم...
الكبار العظماء الذوات أصحاب الكرسي وما يملكون لهم حق الحب أينما شاءوا وكيف ما أرادوا فالحب مسألة فيها وجهة نظر، أما حب الفقراء ههههههه هو حب فقير وكسيح وأعمى لا يسمع ولا يرى ولا يفقه غير الأنين، ليس ما فيه غير الصدق والألم وأحيانا كثيرة الحرمان، لذا فكل الشعراء في بلدي وبلاد الفقراء هم عشاق مهزومين، وكل من غنى وأناح لا بد أن أفعى الحب لدغته، فمات مغضوبا عليه مع الضائعين، الفقراء لا يحبون إلا عندما يجنون... لذا كل ما أراد عتيق أن يحب كان ينقصه الجنون فيعود خائبا بخفي حنين.
لبن جنون عتيق وجنوني مسافة القطبين... هو جنونه مجنون أما جنوني كان عاقلا إلى أن شربنا القهوة معا... فلم يعد عاقلا ولا مؤتمنا... إنها عدوى...



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح2
- العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح1
- أوهام المتخيل الديني، المنقذ المهدي أنموذجا
- على باب الله
- العقل مفتاح الوجود وسر الخلق والتكوين
- لماذا يحرص المعبد وكهنته على ضعف الإنسان وتهميشه؟
- سؤال أفتراضي لمسئول أفتراضي
- العالم القديم والعالم الجديد
- أوهام التعظيم وضلالات القداسة المزيفة عند العقل الديني المأز ...
- أحلام شهريار وأحلام أخرى
- بوح أخر
- الرابحين من الشمس
- افسح لي الطريق... دعني أمر بسلام
- أذكى حمار ق ق ج
- أجتهاد تدبري تدبر أم تدبير؟
- أنا شمعة وحيدة
- لعنة الــــــ الو
- وجوديات صوفية
- أحلم أيها المجنون وليحلم حلمك بحلم
- رسائل إلى الكل


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- خواطر الشيطان / عدنان رضوان
- إتقان الذات / عدنان رضوان
- الكتابة المسرحية للأطفال بين الواقع والتجريب أعمال السيد ... / الويزة جبابلية
- تمثلات التجريب في المسرح العربي : السيد حافظ أنموذجاً / عبدالستار عبد ثابت البيضاني
- الصراع الدرامى فى مسرح السيد حافظ التجريبى مسرحية بوابة الم ... / محمد السيد عبدالعاطي دحريجة
- سأُحاولُكِ مرَّة أُخرى/ ديوان / ريتا عودة
- أنا جنونُكَ--- مجموعة قصصيّة / ريتا عودة
- صحيفة -روسيا الأدبية- تنشر بحث: -بوشكين العربي- باللغة الروس ... / شاهر أحمد نصر
- حكايات أحفادي- قصص قصيرة جدا / السيد حافظ
- غرائبية العتبات النصية في مسرواية "حتى يطمئن قلبي": السيد حا ... / مروة محمد أبواليزيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس علي العلي - العتيق ... هو الذي رأى كل شيء _ رواية ح3