أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - اشكاليات سياسية مزمنة














المزيد.....

اشكاليات سياسية مزمنة


اسعد عبدالله عبدعلي

الحوار المتمدن-العدد: 7655 - 2023 / 6 / 27 - 01:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الذي يدقق النظر في الحياة السياسية يجدها ممتلئة بحكم وامثال يتم تداولها كقواعد ثابتة لا تقبل النقاش! بل عند البعض تمثل الحق المطلق! مع انها مجرد امثال وحكاوي لا ترقى لمستوى المسلمات, وهكذا يتم تغذية الساحة السياسية بمنظومة قيم حقيقتها لا ترقى لليقين, وتقترب جدا من الخرافات وحكاوي الاطفال, هذه القيم السطحية هي التي ترسم الشكل الرئيسي للواقع السياسي الحالي, ومن اخطر القيم السياسية المنتشرة هي لغة التعميم, والتي تهدف لسحق الجميع امام رؤية واحدة! يعتبرها صاحبها الحق المطلق وكل اللذين هم على غير طريقته يمثلون حسب رؤيته الخطيئة والخيانة والكفر!
هذا التعميم مباشرة يولد منه الطغيان الفكري والسياسي, حيث يرفض صاحبه اي صوت اخر, فهو فقط من يملك الحق, ونؤكد هنا امر هام: اذا كانت بعض الساسة يعانون من بلادة التفكير, فالمؤكد ان الخرافة والتقديس تنتشر لترفع من مكانتهم.

• خطيئة التعميم واطلاق التهم
وقد اصبح منهج الطغاة هو التعميم للقفز على الحقائق ورد الاخر واسقاطه, وهو مدخل مهم لتبرير تصدرهم وسطوتهم على الرياسة باصنافها, مع ان استمرار صدارتهم غير مجانب للعدل والحق, ونجد رواج للتعميم في واقعنا السياسي للخلاص من مازق انعدام الوعي والمعرفة, فيطلق على الاخر صاحب النطق السليم مثلا: ( خائن, عميل, او جاء على ظهر دبابة الاحتلال, او فاسدين او ذيول) وهكذا يصبح الحوار عقيما بعد ان اغلق صاحب التعميم كل الابواب, ودفع بالراي الاخر نحو مقصلة الجمهور الجاهل.
ويمكن ملاحظة ان هنالك معوقات امام ايصال المعلومات الصحيحة, التي تفضح الطغاة وتكشف اكذوبتهم بامتلاك الحق المطلق, لذلك يشن الطغاة حرب ضد المعلومات, ويحاول الساسة التشويش والتاثير على الجمهور المنوم مغناطيسيا, كي لا يصحو من نومته.
وهذا يعني ان الجمهور التابع للساسة الطغاة هو بتعبير ادق مجرد عبيد, فاقدين للحرية والمعرفة, بل يرفضون الحق, ويتبعون الوهم, وهذا الامر خطط له اهل التعميم من الساسة الخبثاء بعناية شديدة, وتجدهم يدعمون اي خرافة, وهم يخترعون الخرافات التي تتناغم مع جمهورهم الغارق في اللاوعي.

• التعليم والمعرفة هي الحل
الاشكاليات السياسية والتي بقائها يعني غرق المجتمع بالجهل والخرافة والعبودية, هذه الحال مؤلمة وهي موجودة حاليا في المجتمع (مع الاسف), وان مغادرة هذا المستنقع لا يكون الا عبر الاهتمام بالتعليم وتطوير مناهجه, ونشر المعرفة, وايصال المعلومة الصحيحة, وعدم حجب اي معلومات حقيقية عن الجمهور.
عندما نعود لقراءة منهجية حزب البعث المنحل, نجده كان يركز على الحالة القومية, بل يغلبها على العامل الوطني, وبهذا التعميم يهرب من الاستحقاقات الوطنية الطبيعية, ومن ثم فشل ايضا بالمشروع القومي واصبحت الجماهير تنفر من هذا المشروع الفاشل, الذي كان يقدم على المشروع والاستحقاق الوطني, ليدخل اخير في مشروع الاسلام والحملة الايمانية هربا من انتكاساته وهزائمه, كذلك اليوم نجد اغلب الاحزاب تتشبث بالاسلام السياسي, وتجعله مشروعها المقدس! لكن كل ما طرح كان تشويها للاسلام, والحق ضررا بليغا بالاسلام, وهذا ما جعل التعليم والمعرفة تنكتس وتتراجع, فالتشويه ارتبط بكل نواحي الحياة, فحتى التطور الذي حصل كان تطورا مشوها لانه مرتبط بعالم كبير للتشويه.
لذلك الثورة التعليمية الصحيحة, ونشر المعرفة, وايصال المعلومة, هو الحل لاصلاح ما تم تشويهه.

• الساسة وفقدان فن الاصغاء
المتابع الجيد للوضع السياسي ينتبه الى ان الساسة يسعون للظهور التلفازي بين فترة واخرى لابراز عضلاتهم, واطلاق رسائلهم لجمهورهم التابع الخاضع لهم, وتوضيح افكارهم والدفاع عن مواقفهم, او يصبح الظهور التلفازي فرصة لتسقيط الاخر, ومهاجمة منافسيهم, لكن الملاحظ ان اغلبهم لا يحقق شيء من ظهوره المتكرر! بل يسيئون لانفسهم ويخدشون صورتهم في اعين محبيهم! ويتكشف لاهل الوعي مدى ضحالة تفكيرهم وبلادة عقولهم, وتسقط اقنعة الجبروت ليظهروا كم هم ضعفاء وشخصيات هشة, برغم من محاولاتهم اخفاء سلبياتهم.
ونؤكد هنا على اهمية فن الاصغاء, وان الصمت اهم مراتب الحكماء,
فالسياسي الذي يكون كثير الكلام, فهو امر مذموم, وقد قيل في اللغة بحق من يتكلم كثيرا: "البقباق"، هو كثير الكلام، سواء أخطأ أو أصاب، والبقبقة صوت في الماء، وبقبق علينا الكلام، فرَّقه. أمّا "الطنطنة" وهي كثرة الكلام، ورجل ذو طنطان، ذو صخب، وكذلك الرجلُ "الوقواقة"، أي الرجل كثير الكلام، والوقوقة نباح الكلاب.



#اسعد_عبدالله_عبدعلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة القوية وعوامل الانهيار
- افكار لحل ازمة العنوسة
- مشروع قناة نهرية عراقية – سورية
- تخبطات إدارة نادي الزوراء الى متى؟
- منتخب شباب تونس يكشف عورة المدرب العراقي
- يجب طبع عملة فئة خمسون دينار عراقي
- تاريخ المنتخب العراقي عام 1990
- مطلبنا: مساواة العطاء الحكومي بين جميع الموظفين
- اهمية حماية الحكام من بطش بلطجية الاندية
- شبح الرقيب وقلق الكاتب
- اكذوبة عداء نظام العفالقة لامريكا
- دروس من فتنة دولة الخرافة الداعشية
- المغزى من حفلات توقيع الكتب
- شهادات عليا مضروبة من بيروت
- الصلح السياسي بين إيران والسعودية
- فوضى الشوارع ومحنة صعود الباص
- اسباب الفشل العراقي في تصفيات موسكو 1980
- اسبوع المعارض الفنية في بغداد
- الدكتاتورية والسرد الروائي
- قراءة لفيلم : الشيطان يرتدي برادا


المزيد.....




- -جزيرة النعيم- في اليمن.. كيف تنقذ سقطرى أشجار دم الأخوين ال ...
- مدير مستشفى كمال عدوان لـCNN: نقل ما لا يقل عن 65 جثة للمستش ...
- ضحايا الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة تتخطى حاجز الـ44 ألف ...
- ميركل.. ترامب -معجب كل الإعجاب- بشخص بوتين وسألني عنه
- حسابات عربية موثقة على منصة إكس تروج لبيع مقاطع تتضمن انتهاك ...
- الجيش الإسرائيلي: اعتراض مسيرة أطلقت من لبنان في الجليل الغر ...
- البنتاغون يقر بإمكانية تبادل الضربات النووية في حالة واحدة
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد عسكرييه بمعارك جنوب لبنان
- -أغلى موزة في العالم-.. ملياردير صيني يشتري العمل الفني الأك ...
- ملكة و-زير رجال-!


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسعد عبدالله عبدعلي - اشكاليات سياسية مزمنة