أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - داخل حسن جريو - الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجديدة














المزيد.....

الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجديدة


داخل حسن جريو
أكاديمي

(Dakhil Hassan Jerew)


الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 09:45
المحور: حقوق الانسان
    


تواجه الجاليات المسلمة بعامة والعربية منها بخاصة , التي إضطرتها ظروف بلدانها السياسية المضطربة بسبب سوء إدارة حكوماتها من جهة ومداخلات الدول الأجنبية تحت ذرابع شتى من جهة أخرى , للهجرة إلى بلدان أخرى معظمها بلدان أروربية غربية والولايات المتحدة الأمريكية وكندا وأستراليا ونيوزلندة التي تعرف جميعها بالبدان الغربية ,بعض الصعوبات والتحديات عند إستطيانها في تلك البلدان , منها ما يتعلق بالجاليات نفسها لإختلاف قيمها وعاداتها وأعرافها وثقافتها المتراكمة لديها عبر سنين طويلة في مجتمعاتها المنغلقة على نفسها , لتجد نفسها فجأة وبدون مقدمات في مجتمعات منفتحة على كل الثقافات والأديان والعادات والقيم , مما يصعب عليها مؤامتها والتأقلم معها بسهولة وبخاصة الفئات العمرية المتقدمة بالسن التي تؤمن بمقولة "من شب على شيئ شاب عليه ".
لذا يميل الكثير من أفراد هذه الجماعات إلى العيش في مجتمعات منعزلة خاصة بها في مناطق معينة , وعدم الإندماج مع بقية السكان بسهولة , لدرجة أن الكثير منهم لا يتقنون لغة السكان السائدة في البلدان التي قدموا إليها , حيث لا يشعرون بحاجتهم لها , فلهم أماكن تسوقهم وعباداتهم ووسائل ترفيههم بلغتهم الأصلية , وهم يعيشون بحالة أشبه ما تكون بحالة إنفصام بينهم وبين الآخرين في تلك البلدان, الأمر الذي قد لا يساعد على تعزيز الثقة والتفاهم السلس بينهم وبين مواطنيهم الآخرين من الثقافات الأخرى , وربما يولد قناعات مغلوطة عنهم , وبخاصة في ظروف تصاعد عمليات الإرهاب التي ينسب الكثير منها إلى الجماعات التكفيرية الإسلامية , مما ولد إنطباعات سيئة بحق المسلمين فيما يعرف بالإسلام فوبيا , لتتخذ منها الجماعات العنصرية اليمينية المتطرفة سلاحا تشهره بين الحين والآخر بوجه اللاجئين والمهاجرين القادمين من بلدان الشرق الأوسط .
لعل أبرز هذه التحديات نوجزه بالآتي :
1.القوانين التي تمنع قوامة الأسرة علي أبنائها، إذا بلغ أحدهم السادسة عشرة فلا وصاية للأب علي ابنه أو ابنته، وإذا حاولت الأسرة التدخل في حياة إبنها أو ابنتها الشخصية فبإمكانهما إحضار الشرطة, فبعد بلوغ الابن أو البنت(16) سنة , يمكنه أن يأخذ حريته ويعيش مستقلاً .
2.الأخطر من ذلك الدراسات والثقافات الجنسية التي تدرس في المدارس كمادة أساسية، منها ما يتعلق بالعلاقات الجنسية بين البالغين خارج إطار الزواج , وزواج المثليين من النساء أوالرجال , وهذه حالة غير مألوفة في مدارس البلدان التي قدموا منها , لا بل أنها من المحرمات التي لا يصح التحدث عنها .
3.تتعرض الجاليات الإسلامية لبعض المضايقات من ظاهرة ما بات يعرف بالإسلام فوبيا من بعض فئات مجتمعاتها المتعايشة معها , وربما ضغوط ومضايقات بعض الجماعات العنصرية اليمينية المتطرفة , نتيجة قيام بعض الأفراد المسلمين المتطرفين ببعض الأعمال الأرهابية هنا وهناك بين الحين والآخرى , والتي لا علاقة للجالية بها , وربما تكون الجالية هي أكثر الفئات تضررا منها .
4.يواجه بعض أفراد هذه الجاليات صعوبة بتقبل بعض القوانين المدنية المعمول بها في بلدان المهجر , المتعلقة بالميراث وقضايا الزواج والأحوال المدنية وبخاصة ما يتعلق منها بشؤون الأسرة والمرأة .
5.يواجه بعض أفراد هذه الجاليات صراعا نفسيا حادا بين هويتهم الأصلية وهويتهم الجديدة التي يفترض تأقلهم معها لتسهيل إندماجهم بمجتمعاتهم الجديدة , لعدم قدرتهم على التكييف السريع مع العادات والقيم الجديدة غير المألوفة لديهم .
. 6.تشكل اللغة عائقا كبيرا أمام بعض كبار السن من الإندماج بمجتمعاتهم الجديدة
7. ليس من السهل على الكثير منهم العودة إلى بلدانهم الأصلية كما ربما يعتقد البعض , بعد أن تأقلم أبنائهم مع ثقافات بلدان المهجر وإنقطاع صلتهم بأوطان أبائهم التي لم يعرفون شيئا عنها , حتى أن الكثير منهم بات لا يعرف شيئا عن لغات عوائلهم وتراث بلدانهم إلاّ اللمم اليسير .
وبمرور السنين إزدادت التحديات التي تواجهها تلك الجاليات بسبب تصاعد الموجات الجديدة في أنماط العلاقات الإجتماعية في تلك البلدان التي لم تكن مقبولة لدى فئات واسعة منها حتى وقت قريب , أقصد بذلك موجات زواج المثليين من الجنسين وزواج المتحولين جنسيا والمهرجانات الخاصة بهم , وما تحضى به من تغطية إعلامية واسعة عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنصات التواصل الإجتماعي . فالمعروف منذ الأزل أن الزواج بين الكائنات الحية من بشر وحيوانات ونباتات بين ذكور وأناث كي تستمر الحياة , وهكذا هو ناموس الحياة بصرف النظر عن أية إعتبارات أخرى , وكذا هي قوانين الطبيعة , ففي الفيزياء مثلا تتجاذب الأقطاب المغناطيسية المختلفة وتتنافر الأقطاب المغناطيسية المتشابه , وفي فيزياء الكهرباء يسري التيار الكهربائي في الدائرة الكهربائية المغلقة من القطب الموجب إلى القطب السالب , أي بين قطبين مختلفين وليس بين قطبين متشابهين . لذا تشعر تلك الجاليات بمخاطر جمة تهدد نمط حياتها ونسيجها الإجتماعي وقيمها ومعتقداتها وأعرافها وهويتها ,في عالم مضطرب إختلط فيه الحابل والنابل. وإذا كان الناس أحرارا بممارسة طقوسهم دون إكراه وعدم إلحاق الضرر بالآخرين , فليكن لكل منهم طقوسه وممارساته حسب ما يراه مناسبا . فلله في خلقه شؤون .



#داخل_حسن_جريو (هاشتاغ)       Dakhil_Hassan_Jerew#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق سوء طالع ..أم سوء إدارة
- العراق ... لمحة تاريخية إستذكارية
- المصالحات العربية ... صحوة وعي أم إستراحة مقاتل ؟
- التعليم العالي وبناء مهارات العمل
- بعض مساعي تطوير قطاع التعليم العالي ... بين الواقع والمأمول
- إستقلالية الجامعات بين الوهم والحقيقة
- بعض خصائص العراق الفريدة
- تنويع مصادر الدخل القومي والناتج المحلي .... ضرورة وطنية
- البصرة وجامعتها المعطاء ... تحية حب وتقدير
- إصلاح النظام السياسي في العراق ... ضرورة وطنية
- البصرة... مع كل الحب والتقدير
- بطولة خليجي 25 وأشياء أخرى
- متى يتصالح العراقيون مع أنفسهم ؟
- كيف ضاعت حقوق العراق وتكبد خسائر فادحة ؟
- العراق حقل تجارب مشاريع سياسية فاشلة ؟
- الفيدرالية ... لتفتيت العراق أم لضمان وحدته ؟
- لماذا اخفقت الحركات السياسية العربية الثورية بإدارة بلدانها ...
- القادسية... معركة مفصلية في تاريخ العراق
- بعض متاهات الحزب الشيوعي العراقي ,,, وقفة إستذكار
- أنسنة العلوم ورعاية العلماء


المزيد.....




- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...
- مفوضية شؤون اللاجئين: 427 ألف نازح في الصومال بسبب الصراع وا ...
- اكثر من 130 شهيدا بغارات استهدفت النازحين بغزة خلال الساعات ...
- اعتقال رجل من فلوريدا بتهمة التخطيط لتفجير بورصة نيويورك
- ايران ترفض القرار المسيّس الذي تبنته كندا حول حقوق الانسان ف ...
- مايك ميلروي لـ-الحرة-: المجاعة في غزة وصلت مرحلة الخطر
- الأمم المتحدة: 9.8 ملايين طفل يمني بحاجة لمساعدة إنسانية
- تونس: توجيه تهمة تصل عقوبتها إلى الإعدام إلى عبير موسي رئيسة ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - داخل حسن جريو - الجاليات العربية المغتربة ... وموجة التحولات الإجتماعية الجديدة