سرياليات
يكتبها من بغداد - سيف الخياط
[email protected]
حبل النجاة وصل أخيرا للصحفيين البعثيين, فالقسم قد اعتادوا عليه من سنين, وبدونه لا يعرفون الكتابة, بل حتى هز واحدا منهم رأسه مستغربا حين قرأ ما أكتب ب" جرأة " على حد قوله , متسائلا : هل أنت CIA ؟ , ولست أبالغ إن قلت أنه ولى هاربا حين قرأ (يكتبها من بغداد المحتلة)، فلحقت وراءه محاولا إفهامه أن الأمر وفق الشرعية الدولية, وأن مجلس الأمن هو من أقر احتلال العراق وأقر الأمريكان والبريطانيون تلك الحقيقة أيضا, لكن من عاش ذيلا لا يجد الرأس مناسبا له.
أقول وصل حبل النجاة, بعد أن طلعت علينا الإدارة المدنية الأمريكية في العراق بـ (ميثاق الشرف) الذي يجب أن يخضع له الصحفيون العراقيون, والذي نص على مواجهة الخطاب المثير الذي يؤدي إلى إثارة العنف وعرقلة الجهود لبناء مجتمع مدني في العراق, ذلك المجتمع الذي لا يمكن بناؤه إلا (بأسمنت الصمت) ولا يسقف إلا بمادة (الخضوع) أما شبابيكه فيجب أن تصنع من مادة (غض الطرف عن سرقة نفط العراق وتهريبه من ميناء أم قصر جنوب البصرة).
وبهذا تريد أن تفهمنا الإدارة المدنية الأمريكية في العراق أن الشرف ليس شرف الكلمة وقول الحقيقة, بل تلك المعايير التي اعتاد عليها صحفيو السلطة، بدء من التغني بحب القائد إلى زعيم الأمة، وبذلك عاد البعثيون مثل ريمه إلى عادتها القديمة, فتراهم يتغزلون ( بالتحمير) التحرير, ويلعنون القائد الضرورة, والأدهى من ذلك كله أن وكالة اسوشيتد برس نقلت عن مايك فارلنغ مستشار الإدارة المدنية للتحالف قوله (لا مجال هناك لرسائل الكراهية المعكرة للاستقرار، والتي من شأنها أن تدمر العراق الديمقراطي المنبثق، وعلى كافة وسائل الإعلام أن تتحمل مسؤولياتها لان البلاد لا زالت هشه ولا تحتمل حاليا قيام صحافة حرة بالكامل).. فعلينا أن نسلم الديمقراطية لأهل الديمقراطية وبعون الله وللصحفيين البعثيين ليبنى المجتمع المدني في العراق !! .